قال المخترع المصرى علاء حمودة، الذى درس علم الروبوتات robotics ويدرس علوم الطب الشرعى، أنا شاب مصرى عادى وبسيط تعلمت فى المدارس المصرية وتخرجت من جامعة الإسكندرية، ولدى اعتقاد أن الشهادات لا تصنع للإنسان قيمة وإنما الإنسان هو الذى يصنع للشهادة قيمة".. والدليل على ذلك أن هناك شخصا ليس لديه أى شهادة جامعية او علمية ويعمل كهربائى وقام بالتواصل معى عبر الفيس بوك ولديه افكار واختراعات جديدة جدا وفى سبيل تنفيذها، فأى شخص لديه رغبة فى ابتكار شىء فالموضوع سهل جدا
وعن الاختراعات التى تمكن من الانتهاء منها ، وتقف فقط على الشق الخاص بالتنفيذ الفعلى من خلال شركات عالمية كبرى، يقول المخترع علاء حمودة فى حواره لـ"انفراد"، للأسف أننا ليس لدينا شركات مصرية تعمل فى صناعة الطائرات، فمعظم اختراعاتى تحتاج إلى شركات طائرات عالمية لتنفيذها، ومنها اختراع جهاز يسمى سونير Sonir يمكّن الطيارين المدنيين من رؤية الأرض على ارتفاع 12 ألف قدم، خلال الأحوال الجوية السيئة، من ضباب، أو عواصف رملية، أو ثلجية، أو غيرها مما قد يحجب الرؤية.
وتعتمد فكرة الجهاز على موجتين، إحداهما صوتية والأخرى كهرومغناطيسية، يصدر الجهاز أحدهما ويقرأ ارتدادها مع الموجة الأخرى، ثم يقوم جهاز معقد بتحويل الموجات المستقبلة إلى فيديو بصورة نقية، يراها الطيار على شاشة معينة فى قمرته.
ويستكمل علاء حمودة حديثه قائلا: عقب سقوط الطائرة المصرية القادمة من فرنسا ، وتضارب الأنباء حولها ، مما كان له بالغ الأثر على أسر ضحايا الطائرة وعلى الشعب المصرى بأسره ، وكذلك صعوبة الوصول إلى معلومات حول مكان سقوط الطائرة والأسباب الفنية ورائها، ففكرت فى ابتكار صندوق أسود آخر مستقل عن الصندوقين الأسودين الأصليين على متن الطائرة، وإن كان يحصل على ما يسجلانه من بيانات طيلة الوقت ويحتفظ بها، كى يسهل العثور على المعلومات حال وقوع أى حادث للطائرة، وقد اشترك معى فى تنفيذ هذا الابتكار صديقى المهندس حسن مصطفى .
ويتمتع الجهاز الجديد بقدرة خاصة، حيث إنه مقاوم لمعظم الانفجارات والحرارة الناتجة عن النيران بما يفوق حماية الصندوق الأسود العادى أربع مرات، كما أنه مزود بجهاز طفو يعمل أوتوماتيكيا بمجرد ملامسة سطح الماء، ويقوم الجهاز بإرسال موقعه وموقع الطائرة نفسها إلى فرق البحث بالإحداثيات.
كما يقوم الجهاز الجديد كذلك بتحديد الوقت الذى سقطت فيه الطائرة، وينطلق من الطائرة تلقائيًا عند استشعار توقف أجهزتها أو اصطدامها بصاروخ أو طائرة أخرى أو سطح الماء، أو للانخفاض المفاجئ فى ضغط الكابينة لمدة معينة.
وقد أطلق على الجهاز اسم MS804، تكريمًا لضحايا الطائرة مصر للطيران رقم "MS804" التى سقطت فى مياه البحر المتوسط خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة.
ويستعرض المخترع علاء حمودة خلال حواره لـ"انفراد" اختراعه لنظارات الغوص، وهو الاختراع الذى يمكن المصابين بضعف البصر "حتى 20/200" من الرؤية بشكل طبيعى تحت الماء.
ويستهدف الاختراع خدمة الغواصين والعاملين تحت الماء وعلماء الأحياء المائية الذين يعانون من ضعف الإبصار وارتداء المنظار الطبى تحت الماء، حيث تقيس نظارات الغوص قوة الإبصار لمرتديها، وتحول عدساتها إلى الرؤية المثالية.
ويحول اختراع قناع الغوص عدسات نظارات الغوص إلى لون داكن بحيث تعمل كحماية حال اللحام تحت الماء أو فى الشمس الحارقة، كما يقوم بعمل مسح رادارى لأنواع الحياة البحرية الخطرة والسامة تحت الماء لتنبيه الغواص منها، بالإضافة إلى خاصية التقريب وتسجيل رحلة الغوص. ويعمل النموذج الأولى من هذا الاختراع حتى عمق 70 قدما تحت سطح الماء، ومن المنتظر تطوير العمق فى النماذج المقبلة، حيث يعد الاختراع ثورة فى عالم الغوص.
ويؤكدا علاء حمودة أن اختراع "قناع الغوص" هو أقرب اختراع تم الانتهاء منه بشكل نهائى، وسيكون فى متناول الجميع فى وقت قريب بعد أن أستغرق عام كاملا للانتهاء منه.. مضيفا أن هناك اختراعات لم أكشف عنها حتى الآن .
وكشف المخترع علاء حمودة عن مفاجأة خلال حديثه لـ"انفراد" قائلا: إنه كلف المستشار القانونى له المحامى محمد بشر بوضع صياغة قانونية ، بوضع جملة ثابته فى بحث براءة الاختراع الذى يحصل عليه من وزارة البحث العلمى وهى " أن يكون للقوات المسلحة المصرية الحق الكامل فى تنفيذ واستخدام جميع اختراعاتى دون الرجوع إلىّ، و دون مقابل أو تعويض، وفى أى وقت "مؤكدا أن هذا أقل شىء يقدمه أى مصرى مخلص لبلده وجيش بلده .
وكشف المخترع علاء حمودة عن قيامه باستئجار معمل خاص له فى مدينة دبى بالامارات ، لاستخدامه فى تنفيذ وإعداد اختراعاته ، وبرر ذلك نظرا لعمله بإحدى الجامعات فى دولة الإمارات .
وفى نهاية حوار المخترع علاء حمودة لـ"انفراد" طلب توجيه رسالة للشباب المصرى ، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى خصص عام 2016 ليكون "عام الشباب"، وبدأ رسالته قائلا للشباب: "الشهادات لا تصنع للإنسان قيمة وإنما الإنسان هو الذى يصنع للشهادة قيمة"، والموضوع ليس مستحيلا، وأى شخص بدراسة بسيطة ممكن يعمل حاجة مفيدة للمجتمع ، وطالب الهندسة فى مشروع التخرج ممكن يعمل فى أسبوع اللى أنا عملته فى شهر، فالموضوع محتاج عزيمة وإرادة من أجل النجاح .
مشددا أن الفشل ليس عيبا.. جرب وأفشل ليس عيب شرف التجربة يكفيك.. والفشل فى البحث العلمى بيكون نجاح علشان أنت قصرت الطريق أمام باحث آخر ممكن يسير فى نفس الخطوات ويصل لما وصلت اليه ، انما لو اطلع على بحثك ربما يبدأ من حيث انتهيت ويطور منه .