كشف تقرير جديد لموقع Motherboard الأمريكى أن وحدة خاصة بوكالة الاستخبارات البريطانية GCHQ تحمل اسم (JTRIG) استهدفت الثوار والنشطاء ضمن الجهود الرامية إلى التأثير على المناخ الاجتماعى والسياسى فى الشرق الأوسط، والترويج للأحاديث المؤيدة للثورة خلال الاحتجاجات الإيرانية وثورات الربيع العربى الربيع، فضلا عن تعقب وجذب النشطاء على الانترنت خلال الانتخابات الرئاسية فى إيران 2009 ومرة أخرى خلال مظاهرات 2011 المعروفة على نطاق واسع بالربيع العربى.
جاء هذا التقرير بناء على تصريحات مصطفى البسام مؤسس مجموعة القراصنة LulzSec الذى يزعم وصوله لأدلة جديدة استطاع جمعها من الوثائق المسربة من قبل إدوارد سنودن للكشف عن مزيد من المعلومات حول العمليات السرية لوكالة GCHQ ووحدة JTRIG والذى أكد أن وكالة الاستخبارات البريطانية استخدمت خدمة اختصار الروابط lurl.me والتى كانت تحمل الاسم الكودى Deadpool للوصول إلى أهدافها، إذ استعان بها المستخدمون على الانترنت للتغلب على الرقابة الحكومية، بينما استغلته وكالة الاستخبارات البريطانية لتحديد والتعرف النشطاء الذين كان من الصعب الوصول إليهم وتسهيل فهم فاعلية الحملات الثورية على الانترنت من خلال رصد ضغط المستخدمين على رابط معين.
ووفقا لـ"البسام" استفادت وحدة JTRIG من خدمة اختصار الروابط lurl.me بشكل كبير، لإخفاء روابط مختلف المواقع وإرسال رسائل على مواقع التواصل الاجتماعية مثل تويتر، للمساعدة فى تعقب الناشطين على الانترنت، فكان الهدف من هذه الرسائل جذب المحتجين والرافضين لسياسيات حكوماتهم من أجل التلاعب بهم وجمع المعلومات الاستخبارية التى من شأنها مساعدة وكالة البريطانية على تحقيق أهدافها فى جميع أنحاء العالم.
كشفت الأبحاث التى أجراها بسام أن حفنة من حسابات تويتر التى كانت نشطة فقط فى يونيو 2009، كانت تعيد تغريد نفس المحتوى باستخدام lurl.me، ومازال هناك واحدا من هذه الحسابات مفعل حتى الآن رغم عدم تنشيطه منذ عام 2009 ويعتقد أن الهدف الرئيسى من هذا الحساب وقتها كان توفير المعلومات للإيرانيين والتى لم يتمكنوا من الوصول إليها بسب الرقابة الإيرانية.
واستخدم Lurl.me أيضا من خلال حساب تويتر آخر يحمل اسم (@ access4syria) فى عام 2011 خلال الربيع العربى، ومن المفارقات أن الحساب الذى كان نشطا فقط بين شهرى مايو ويونيو عام 2011، كان ينشر التغريدات بين الساعة الـ09:00 حتى 05:00 بتوقيت بريطانيا ولا يغرد سوى فى عطلة نهاية الإسبوع، إذ كان ينشر روابط تقدم عدد من المعلومات، الذى كان يفرض عليها رقابة من قبل أنظمة البلاد.
ووفقا لبسام، كان يستخدم lurl.me فى عام 2013، لفترة وجيزة بعد الكشف عن وثائق إدوارد سنودن للعالم، ولم يستخدم موقع اختصار الروابط منذ عام 2013، وليس من الواضح هل مازالن تستعين وكالة الاستخبارات البريطانية بهذه الطريقة أم اتجهت لإستراتيجية مختلفة تماما، فلا تجيب وكالة الاستخبارات على الأسئلة المتعلقة بهذا الأمر، إذ تصر دائما أن هذه القضايا تتعلق بمسائل الاستخبارات والتى تتم داخل إطار قانونى وسياسى صارم.
مفاجأة..بريطانيا راقبت نشطاء ثورات الربيع العربى باستخدام أدوات للتجسس