دشن الدكتور خالد فهمى وزير البيئة فى منتصف شهر يوليو الماضى حملة "حلوة يا بلدى" بالمحافظات لتطوير وتنظيف الشوارع والميادين بها، وقال الوزير إن المبادرة سيتم تنفيذها على مستوى محافظات الجمهورية.
"انفراد" يرصد نتائج الحملة التى استمرت لأسبوع، للتعرف على الإيجابيات والسلبيات ابتداءا من الشو الإعلامى و حتى التقاط الصور التذكارية؟.
بدأت فعاليات الحملة بالتوالى فى محافظات مصر، حيث تكاتفت المؤسسات والهيئات المحلية فى كل محافظة فى رفع المخلفات وتجمعات القمامة ودهان الأرصفة والتشجير للحفاظ على نظافة مدن ومراكز المحافظة، وظهر كل محافظ برفقة أعضاء مجلس النواب فى كل محافظة فى بداية الحملة، والتقطوا الصور التذكارية التى بدورها نشرت فى العديد من المواقع الإخبارية.
ولكن الغريب فى الأمر والغير متوقع، أنه عقب انتهاء الحملة تم رصد أطنان من القمامة بشكل سيىء فى المحافظات، بما يوحى بأن الحملة كانت أقرب إلى الشو الإعلامى منها إلى حملة تجميل على أرض الواقع.
ظهر ذلك جليًا عقب تصريح محافظ الجيزة بأن المحافظة وشوارعها فى أجمل زينة خلال حملة "حلوة يا بلدى"، وبالتجول فى شوارع المحافظة بدى عكس ذلك تمامًا فى أهم شوارع المحافظة، وهو شارع لبنان بحى المهندسين الذى تحول إلى مقلب زبالة وذلك بسبب قيام أصحاب المحلات والبائعين الجائلين بإلقاء مخلفات المحلات على الأرصفة وذلك مع تجاهل المسؤولين لنظافة الشارع وتوقيع المخالفات على المحلات التى تسببت فى حدوث ذلك مع تجاهل تنفيذ مبادرة "حلوة يا بلدى" التى أطلقها المجتمع المدنى للحث على نظافة وتجميل الشوارع والميادين وبدأت محافظة الجيزة فى تنفيذها مؤخرا.
https://www.youtube.com/watch?v=sYc4h2UOEYw
كما أشار العديد من المواطنين إلى أن مبادرة حلوة يا بلدي اهتمت بشكل كبير بالشوارع الرئيسية فى كل محافظة، ولم تصل إلى القرى والمراكز التابعة للمحافظة، مطالبين بألية فعالة ومستمرة فى تنفيذ الحملة على مدار العام فى المحافظات والمراكز والقرى التابعة لها.
كما أثارت احد الصور الغير حضارية غضب أهالي البحيرة الذين انتقدوا ما اعتبروه “شو إعلامي” لهث وراءه المسؤولون الذين تفرغوا للتصوير وكتابة أسماء مؤسساتهم على الحوائط لإثبات مشاركتهم فى الحملة، بصرف النظر عن تحقق النتائج من عدمه .
وفى محافظة القليوبية، ورغم انضمام المحافظة لحملة "حلوة يابلدي" على مستوى الجمهورية، إلا أن انتقادات وجهها مواطنون إلى الحملة، بسبب اهتمامها بالشوارع التي يمر منها المحافظ، بينما شوارع القليوبية غارقة في القمامة والصرف وتعديات الباعة الجائلين.
من جانبه، قال الكاتب الصحفى عادل السنهورى، القضاء على القمامة يحتاج خطة استراتيجية سبب السؤال هو الدعوة إلى الحملة التى استمرت أسبوعا بمحافظات مصر تحت شعار "حلوة يا بلدى" .
وتابع السنهورى، ومع تقديرى لأصحاب الحملة وحسن نواياهم ودوافعهم الوطنية ودعوتى لدعمهم والمشاركة فى الحملة من كل الجهات الرسمية والشعبية، إلا أن مسألة النظافة والقضاء على أكوام القمامة وحسن التصرف فيها واستغلالها الاستغلال الجيد بما يفيد الاقتصاد المصرى لا تكفيها حملة أسبوعية ولا شهرية، وإنما خطة استراتيجية وإرادة سياسية ومجتمعية حتى تتحول قضية النظافة إلى سلوك وثقافة ووعى مجتمعى شامل يشارك فيه الجميع، وليس هيئات النظافة فقط فى المحافظات أو المحليات أو وزارة الشباب والرياضة.
وأضاف السنهورى، السلوك والثقافة تبدأ من التربية فى المدرسة والمنزل وأماكن العبادة لرفع الوعى لدى الناس بخطورة القمامة وأهميتها فى نفس الوقت كمصدر للدخل الفردى والقومى.
وأردف السنهورى، مشكلة النظافة تكمن فى الوعى ولن نقول عدم النظافة، لأن كل الأديان ترتقى بالنظافة الشخصية والعامة إلى مرتبة الإيمان، إذن لدينا مشكلة عدم وعى وغياب الثقافة العامة، إلى جانب تقصير حكومى فى وضع حلول غير تقليدية للاستفادة من أطنان القمامة فى مدننا، خاصة فى العاصمة..
وأضاف السنهورى، يمكن أن نستفيد من حملة "حلوة يابلدى" وأدعو الجميع للتفاعل معها، بتخصيص أسبوع من كل شهر للحملة حتى تتحول إلى سلوك دائم بالتعاون مع الحكومة التى عليها أن تبدى جديتها واهتمامها بالقضاء على المشكلة التى تؤرق جميع المصريين وتسىء إلى صورة مصر أمام زوارها وضيوفها.