تنتظر مستشفى الإيمان العام بالأربعين إحدى أهم المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وأكبرها بمحافظة أسيوط، كارثة محققة بعد أن غطت مياه الصرف الصحى غرف الكابلات الكهربائية الخاصة بغرف العمليات، والأشعة وارتفعت المياه فوق الكابلات، والوصلات لأكثر من نصف متر تقريبا، مما يهدد باحتراق لكافة محتويات الأجهزة الطبية الموجودة بغرف العمليات والأشعة فضلا عن خروج هذه المياه من الغرف، وانتشارها بمحيط المستشفى مما تسبب فى حالة من الغضب بين المرضى المترددين على المستشفى والأطباء.
وقال مصدر طبى بالمستشفى رفض ذكر اسمه، إن عملية غمر مياه الصرف الصحى لغرف الكابلات الكهربائية ليست المرة الأولى وتكررت قبل ذلك أكثر من مرة، وفى كل مرة تستخدم المستشفى الطرق العادية لسحب المياه عن طريق سحبها بسيارات الكسح التابعة لمجلس المدينة دون وضع حلول حقيقية وجذرية تنقذ المستشفى، والعاملين فيها من خسائر فادحة قد تحدث نتيجة تآكل الغلاف البلاستيك العازل للكهرباء وحدوث "قفلة" كهربائية.
وأوضح المصدر أن هذه الكابلات تغذى أجهزة قسم الغسيل الكلوى وقسم المبتسرين وغرف العمليات وقسم الأشعة وتقدر هذه الأجهزة بملايين الجنيهات، حيث تقدر قيمة الأجهزة الموجودة بنحو 500 مليون جنيه، مشيرا إلى أن هذه المياه التى تغمر هذه الكابلات تحتوى على الأحماض الناتجة من صرف قسم الأشعة والمواد الكاوية الناتجة عن المغسلة.
وأكد المصدر أن هذه الأحماض والمواد الكاوية قد تؤدى إلى تآكل الغلاف الخارجى للكابلات وبعدها قد يحدث ماس كهربائى أو "قفلة" كهربائية قد تتسبب فى احتراق وتلف الأجهزة الطبية الموجود.
وأضاف المصدر أن فريقا طبيا مكلفا من وزارة الصحة قام بالمرور على المستشفى ورصد العديد من المخالفات منها هذه الغرف وأصدر القرار الوزارى رقم 357 لسنة 2016 بتاريخ 3 يوليو بإقالة واستبعاد المدير الإدارى المكلف وبرغم مرور شهر كامل على القرار، إلا أنه لم ينفذ حتى الآن رغم أن قرار الوزير يعد بمثابة قانون .
وفى نفس السياق قال الدكتور عبد الرحمن مدير مستشفى الإيمان العام: إن هذه المياه ناتجة عن انخفاض مستوى المستشفى عن شبكة الصرف الصحى المارة بالشوارع الرئيسية، مما ينتج عنه ارتجاع المياه مرة أخرى، حال تعطل محطات الصرف الصحى.
وأوضح مدير المستشفى أن إدارة المستشفى خاطبت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمشكلة منذ يوم 26 نوفمبر لعام 2015 وتمت مكاتبة السيد رئيس الشركة ومخاطباتهم بشأن تغيير مسار الصرف الصحى وبالفعل تمت المعاينة ووضعها فى الخطة المالية ورصد مبلغ 177 ألف لتغيير مسار الصرف بما يتناسب مع منسوب الخطوط الرئيسية خارج المستشفى وسددنا للشركة المبلغ المطلوب للتنفيذ بتاريخ 9 يونيو عام 2016، وبدأ العمل بالفعل ووفقا لكلام الشركة المنفذة أن انتهاء الخطوط سيكون خلال شهرين، ولكننا سنخاطب شركة المياه بتقليل المدة تفاديا لأى أضرار ناتجة عن الصرف الصحى.