لم تكن تعلم جماعة الإخوان، أن الأحداث التى شهدتها تركيا – موطن الجماعة حاليا – خلال الأسبوعين الماضيين، ستكشف التناقض الحقيقى الذى تعيشه الجماعة ، فرجب طيب أردوغان، الرئيس التركى دون أن يشعر كشف حقيقة الجماعة الانتهازية ، ومدى التخبط الذى تعيشه فى الوقت الحالى.
فالتنظيم الذى لف معظم دول العالم، والتقى مسئولين بمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، خلال الأعوام التى تلت عزل محمد مرسى، للحديث حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، والمطالبة بالتدخل للإفراج عن قياداتهم، جاءت اليوم لتهلل وتفرج بكافة الإجراءات التى اتخذها رجب طيب أردوغان من اعتقال معارضيه، ودفن جنود جيشه الذين شاركوا فى محاولة الانقلاب عليه بجانب مدافن الحيوانات.
الجماعة خلال الأعوام الماضية قامت بإرسال تقارير تحدثت فيها عن أوضاع القيادات التابعة لها فى السجون، وروجت للدول الأوروبية بأن عليهم احترام حقوق الإنسان، وأن ما يحدث ضدهم يتطلب تدخل دولى – حسب ما زعمت الجماعة- ولكن لم نسمع هذه الأصوات الآن، أمام أردوغان، واكتفى بعض اعضاء التنظيم – غير المؤثرين – بانتقاد بعض تصرفات أردوغان إلا أن الجماعة نفسها هاجمتهم وطالبتهم بالصمت.
البعض قد يتذكر المقال الذى كتبه جمعة أمين، نائب مرشد الإخوان الراحل، عام 2007 على الموقع الرسمى للإخوان، والتى شن فيها هجوما على حزب العدالة والتنمية التركى ووصفه بالحزب العلمانى الذين يدعم العلمانية فى تركيا، وقال جمعة أمين عبارته المشهورة فى المقال عن أردوغان وحزب العدالة والتنمية منتقداً أردوغان و تجربته العلمانية: "إنها تجربة ليست إسلامية وبعيدة عن منهج الإخوان الإسلامى" و ذكر نائب مرشد الإخوان الراحل، قواعد التنظيم بأن تركيا أكبر حليف للكيان الصهيونى وعضو فى حلف الناتو عدو الإسلام وقاتل المسلمين".
أيضا مرسى نفسه فى ذات العام عندما كان يشغل عضو مكتب الإرشاد، تحدث عن تجربة حزب العدالة والتنمية، ووصفه بأنها تجربة علمانية، وأن الإخوان لا ترحب بها، وشن وقتها هجوما عنيفا على رجب طيب أردوغان، وقال إنه لا يمت للإسلام.
ولكن أين وجهة النظر تلك الآن! الجماعة دون أن تدرى كشفت نفسها أمام العالم بأن مواقفها تتخذ حسب المصلحة، وأصبحنا نجد مصطلحات مثل "أردوغان خليفة المسلمين"، و"أردوغان حامى الإسلام" وتركيا دولة الاسلام وحاميته فى المنطقة، وغيرها من المصطلحات التى لم نكن نسمع عنها منذ عدة سنوات من قبل الجماعة، إلا أن استقبال النظام التركى للهاربين من الجماعة جعلها تغير رأيها فاجأة.
كافة الإجراءات التى اتخذها أردوغان بعد محاولات الانقلاب الفاشلة عليه، أدانتها دول العالم، ولكن الجماعة لم تكتف بالصمت بل باركت ذلك، فماذا لو حدث ذلك مع قيادات الإخوان! فقد استطاع أردوغان دون أن يدرى أن يكشف الخلل الذى تعانيه الجماعة.
موضوعات متلعقة..
الانقسام يضرب الإخوان بعد تصريحات ياسر على عن محمد مرسى.. نجل المعزول: كلام لمن كان له عقل.. وليد شرابى: نقدر ظروفه الصعبة.. قيادى إخوانى:لم يكن كفئا باختياراته.. وخبير: رد على المعترفين بالأخطاء