بالصور.. الحزن يخيم على أهالى دمنهور مسقط رأس العالم أحمد زويل بعد وفاته.. أصدقاؤه يروون ذكرياتهم معه: كان يكتب معادلاته الكيميائية على صوت أم كلثوم ويذاكر تحت عامود النور بالشارع

>> ابن عمه: الفقيد كان يرفض الوساطة والمحسوبية.. ويطالب بتكريمه فى موطنه بشكل يليق به >> محافظ البحيرة يعلن إطلاق اسمه على أكبر ميادين دمنهور سادت حالة من الحزن الشديد بين أهالى مدينة دمنهور بالبحيرة مسقط رأس العالم الكبير الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء عقب الإعلان عن وفاته مساء أمس الثلاثاء بالولايات المتحدة الأمريكية.

"انفراد" انتقلت إلى منطقة الفقيد بشارع 10 بإفلاقه بدمنهور والتى شهدت طفولته وجزءا من صباه لرصد مشاعر عائلته وأصدقائه اللذين يعرفونه عن قرب.

البداية مع فاروق حمدان- موظف بالمعاش وصاحب محل بقاله بشارع 10 الذى بدا حديثه والدموع تنساب من عينيه " الدكتور زويل كان من أصدق وأنبل الرجال فرغم نبوغه كان متواضعا للغاية وكان حريصا على متابعة حال أهله وجيرانه المشهور بينهم باسم "شوقى ".

مضيفا أن الفقيد نشأ فى أسرة بسيطة بمنطقة شعبية ورحل مع والده الذى يعمل فى مديرية الصحة إلى مدينة دسوق، ثم عاد إلى دمنهور ليعيش مع خاله "على ربيع" بشارع 10 خلال دراسته الجامعية بكلية العلوم بالإسكندرية ويسافر فى بعثه إلى أمريكا ليواصل تألقه العلمى.

وأوضح حمدان أن الفقيد كان دائمًا الجلوس بعد انتهاء دروسه فى محل البقالة الخاص بى للتسامر مع أصدقائه، لافتا أنه كان من عشاق صوت أم كلثوم لدرجة أنه كان لا يحلو له كتابة المعادلات الكيميائية إلا على صوتها العذب.

فيما أكد عبد الحميد طرابية موظف بالمعاش بمديرية الزراعة وأحد زملاء الفقيد بكلية العلوم على طموح الدكتور زويل غير المحدود للوصول إلى هدفه، مضيفا أنه رغم معاناته المعيشية وحالة أسرته المتواضعة كان يقول دائما منذ الصغر أنه سيكون الأول على العالم وقد تحقق بإصراره وعزيمته التى لا تنكسر أبدا.

وقال فاروق عبد اللطيف - ترزى حريمى - وأحد أهالى منطقة إفلاقة بدمنهور، كان معروف عن الدكتور زويل اجتهاده العلمى ونبوغه، وتابع "كل همه المذاكرة وبس فلا يضيع وقته أبدا فى أى مصادر للهو فلا يعرف السينمات ولا القهاوى مثل أصحابه، لدرجة أنه خلال وجوده بالشارع يذاكر دروسه تحت عامود النور دون أى خجل.

وطالب عبد اللطيف محافظ البحيرة بتطوير منطقة افلاقة بدمنهور مسقط رأس الفقيد لتليق به وتخليدا لذكراه كما طالب بتخصيص منحة علميه باسمة للطلاب الفقراء تخليدا لذكراه العطره.

من جانبه قال المستشار خيرى زويل نائب رئيس مجلس الدولة ابن عم الدكتور أحمد زويل، إنه جارى التواصل مع عائلة زويل انتظارا لوصول جثمانه من أمريكا تمهيداً لدفنه فى مصــر، مشيرًأ إلى أن الفقيد سيدفن فى مقبرته بمدينة 6 أكتوبر وستقام له جنازة عسكرية من المتوقع حضورها الرئيس عبد الفتاح السيسى وكبار رجال الدوله.

وعن ذكرياته مع صاحب نوبل أكد ابن عم الفقيد على تواضعه الجم الذى أبهر العالم كله وكرهه الشديد للوساطة والمحسوبية لدرجة أنه رفض التوسط فى تعيين أحد اقاربه بالمخالفة للقانون، مشيرا إلى حنينه إلى مسقط رأسه بدمنهور رغم انشغاله الشديد وقد لبى دعوة تكريمه بمجمع دمنهور الثقافى بعد حصوله على عدد من الجوائز العالمية بشكل فورى وكان من المزمع إقامة ندوة ثقافية بدار أوبرا دمنهور ولكن لم يمهله القدر.

وعن أسرة الفقيد قال المستشار خيرى زويل، إن العالم الكبير تزوج مرتين من سيدة مصرية بالإسكندرية وأنجب منها بنتين ثم تزوج من سيدة سورية وأنجب منها ولدين يعملان بأمريكا، كما تضم أسرته ثلاثة سيدات أشقاء متزوجات فى محافظتى كفر الشيخ والإسكندرية، وطالب ابن عم الفقيد الجهات الحكومية بتنظيم صلاة الغائب على روحة الطاهرة وإقامة سرادق للعزاء بمدينة دمنهور وكذلك لتكريمه داخل مدينته بشكل يليق به أكثر.

وفى هذا السياق أكد الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة، أن وفاة العالم الكبير أحمد زويل ابن مدينة دمنهور هى خسارة للإنسانية وليس لمصر فقط، بما قدمه من أبحاث وعلوم لخدمة العالم بأسره، مشيراً إلى التواصل مع عائلة الفقيد لمناقشة تكريمه، مشيرا أنه سيتم إطلاق اسم الدكتور زويل على أكبر ميادين مدينة دمنهور مسقط رأسه تخليدا لذكراه.

ومن جانبه نعى الأستاذ الدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور، مؤكدًا أن الفقيد كان نموذجًا للعالم والأستاذ الجامعى الذى أفنى حياته فى سبيل علمه ووطنه ولم تمنعه ظروف اغترابه عن التواصل والعطاء لوطنه الحبيب حتى فى لحظاته الأخيرة كان شديد الحرص على أن يدفن فى وطنه الذى عمل فى سبيل رفعته دومًا.

كما أكد رئيس الجامعة، أن أقل ما يمكن أن تقدمه جامعة دمنهور لواحد من أبرز أبناء مدينة دمنهور ومحافظة البحيرة هو أن تطلق الجامعة اسمه على أكبر مدرج تعليمى بكلية العلوم تكريمًا وتخليدًا لذكراه؛ ليكون دومًا المثال والنموذج المحتذى به لأبناء وطلاب الجامعة فيما ضربه من مُثل عليا فى التضحية والبذل فى سبيل العلم والإنسانية والوطنية.

يذكر أن العالم المصرى الكبير، الدكتور أحمد زويل، قد رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 70 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض السرطان. وكان الدكتور أحمد زويل، المولود فى 1946 بمدينة دمنهور، حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999 لتوصله لإنجاز ساعد فى التعرف على الكثير من الأمراض بسرعة، عُرف بـ"بالفيمتو ثانية"، هو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، مبتكرا لنظام تصوير يعمل باستخدام الليزر وله القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض.

وقد كرمته مصر بعدة جوائز مصرية منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق حسنى مبارك عام 1995، وقلادة النيل العظمى أعلى وسام مصرى، كما أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين بمدينة دمنهور ودسوق والقاهرة، وأصدرت هيئة البريد طابعين بريد باسمه وصورته، ومنحته أيضاً جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وتم إطلاق اسمه على صالون دار الأوبرا المصرية، كما ساهم الراحل فى إنشاء جامعة النيل وتعد من أكبر الجامعات المصرية التى اهتمت بالبحث العلمى.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;