فتح نواب البرلمان النار على حزب النور، بعدما وصف الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب قرض صندوق النقد الدولى بـ"الربا"، مشيرين إلى أن القرض ليس ربا، وأن من يفتى فى هذه الأمور هو الأزهر الشريف وليس الأحزاب، كما سخر أحد النواب من تصريحات رئيس حزب النور السلفى قائلاً: "على كدة نقفل البنوك".
فى البداية، أكد الدكتور عمر حمروش، أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن قرض صندوق النقد الدولى ليس ربا، وهناك علماء وفقهاء فى العصر الحديث أباحوا هذا النوع من القروض، وقالوا إن هذا الأمر مباح طالما تطلبت الضرورة ذلك.
وأضاف أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، فى تصريحات لـ"انفراد" أنه إذا اقتضت الضرورة الحصول على قرض صندوق النقد الدولى، وكان ذلك ضمن المصلحة العليا للبلد، فلا يمكن وصف هذا بالربا، خاصة أن الظروف الاقتصادية الملحة تتطلب مثل هذه القرض.
وأشار أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى أن هناك علماء فى الحديث حللوا هذه القروض، وعلى حزب النور العودة إلى هذه الفتاوى قبل إصدار مثل هذه الفتاوى حول قرض صندوق النقد الدولى، موضحًا ضرورة النظر إلى مصلحة الدولة فى هذا الشأن، والرجوع إلى جميع الفتاوى.
فيما استنكر النائب محمد على عبد المجيد، وكيل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، هجوم حزب النور على قرض صندوق النقد الدولى، ووصفه بالربا، ورد على تصريحات رئيس حزب النور يونس مخيون ساخرًا: "على كدة نقفل كل البنوك المصرية أحسن".
وأضاف وكيل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، فى تصريحات لـ"انفراد": "إذا كان رؤية حزب النور حول حرمانية وشرعية النقد الدولى يبقى نقفل البنوك، ولكن إذا كانوا يدرسوا مدى نفعه وايجابياته أو سلبياته فيمكن مناقشة ذلك معهم، ودراسة ما إذا كان هذا القرض سيرفع من القيمة الاقتصادية للدولة أم لا؟".
وأوضح وكيل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، أن اللجنة الاقتصادية ستعقد اجتماعًا، الاثنين المقبل، لمناقشة عدد من الاتفاقيات الاقتصادية التى تم إحالتها لها، بجانب عدد من الملفات الاقتصادية المطروحة على الساحة.
وفى السياق ذاته، قالت النائبة ثريا الشيخ، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن وصف الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، قرض صندوق النقد الدولى بالربا، هو وصف غير دقيق وغير مقبول، ومن يحدد ذلك هو الأزهر والمؤسسات الدينية الرسمية وليست الأحزاب لأنها ليست جهة لإصدار الفتاوى.
وأضافت عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، فى تصريحات لـ"انفراد" أن الدولة المصرية تحتاج إلى هذا القرض، كى تحل الأزمة الاقتصادية الحالية، موضحة أن الفترة المقبلة ستشهد تحسنا كبيرًا.
وأشارت النائبة إلى أن الحصول على قرض الصندوق النقد الدولى هو لمحاولة حل الازمة الموجودة حاليًا.
كان الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، قال إن قرض صندوق النقد الدولى يعتبر عبئًا ثقيلاً على أى دولة، وليس على الجيل الحاضر فقط، بل على الأجيال القادمة المتعاقبة، بما يتبعه من التزامات مالية، وتبعية سياسية، من شأنها تكبيل القرار السياسى، والتحكم فى إرادة الشعوب، كما وصفه بأنه "ربا".
وأضاف فى بيان للحزب: "أعلنت الحكومة عن بدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولى، بغرض توقيع اتفاق، تحصل مصر بمقتضاه، على قروض تبلغ قيمتها 21 مليار دولار، منها 12 مليار من صندوق النقد الدولى، و9 مليارات من مؤسسات مالية دولية أخرى، ونحن نعلم ما تمر به مصر من أزمة اقتصادية صعبة، بل فى غاية الصعوبة، ارتفع فيها الديّن الداخلى والخارجى إلى مستوى غير مسبوق، وكذلك العجز فى الموازنة، ونسبة البطالة مع تدنى قيمة الجنيه المصرى".