على الرغم مما تتميز به محافظة أسوان، من مواقع سياحية متنوعة ومناظر طبيعية ساحرة، فإن المسئولين يفشلون فى الترويج الجيد لعروس النيل، حتى شهدت الآونة الأخيرة تراجعا كبيرا فى نسب الإشغال السياحى مقارنة بغيرها من المدن السياحية فى مصر.
وتضم محافظة أسوان فى نطاق حدودها "معابد أثرية ومواقع سياحية تاريخية كالسد العالى، وخزان أسوان، ورمز الصداقة المصرية الروسية، ومتاحف النيل والنوبة والتمساح، بجانب جمال الطبيعة على ضفاف نهر النيل، وسياحة علاجية عن طريق الرمال، وسياحة ترفيهية فى قرى غرب أسوان النوبية، وسباقات الهجن العربية، ومنافذ حدودية على السودان وإفريقيا".
من ناحيته، قال عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان، والخبير السياحى، إن الأحداث السياسية وعدم وجود رؤية لتنشيط السياحة فى مصر عامة وأسوان خاصة، بالإضافة إلى انعدام الجهود المبذولة لتنشيطها من أهم أسباب الركود السياحى الموجود حالياً فى أسوان، خاصة وأن السياحة الثقافية التى تعتمد عليها الأقصر وأسوان منسية بالنسبة لمسئولى وزارة السياحة، لأن اهتمامهم وجهودهم دائما تكون للسياحة الترفيهية لمدينتى الغردقة وشرم الشيخ، مضيفاً أن الأقصر وأسوان لا تبذل جهود كبيرة لتنشيط السياحة بهما.
وأضاف صابر، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن السياحة الثقافية غير موضوعة على أجندة وزارة السياحة بعكس السياحة الترفيهية فى البحر الأحمر وشرم الشيخ دائما الحديث عنها، بالرغم أن السياحة الثقافية فريدة ولا يوجد لها منافس.
وأشار إلى أن الجهات المسئولة عن إدارة أسوان، لا تبذل مجهودا لعودة السياحة مرة أخرى، والتعامل معها كأنها انتهت تماماً، بالرغم أن هناك اهتمام بالسياحة الداخلية التى لا تأتى سوى أسبوعين فى العام فقط.
وأوضح أن هناك العديد من المشاكل فى أسوان يجب حلها لجذب السائح ومن أبرزها النظافة والطرق غير الممهدة التى توحى بعدم احترام السائح، كما أن فى الفترة القادمة يأتى أشخاص ضمن المجموعات السياحية الأجنبية لإعداد تقارير لدولهم لتحديد مدى جاهزية المكان لإرسال رعاياها من عدمه فمنهم يكون تابع لأجهزة الأمن أو شركات التأمين وغيرها من الجهات التى تحرص على راحة وأمن وأمان رعاياها، لذلك يجب أن تكون أسوان دائماً جاهزة ولكن إداراتها رفعت السياحة من أجندتها.
وتابع أدهم دهب، رئيس غرفة العاديات والسلع السياحية بأسوان، الحديث عن أزمة الركود السياحى فى أسوان وأسبابها، قائلاً: "تتمتع محافظة أسوان بطبيعة خلابة تجعلها على رأس المدن السياحية فى العالم، إلا أن هذه الأنماط السياحية المميزة لا تستغل جيداً، ومن أبرزها السياحة الثقافية التى تعتمد على الآثار والمتاحف والسياحة العلاجية نظراً لجفاف جوها تعتبر مصحة لمرضى العديد من الأمراض التى تستلزم العلاج فى بيئة جافة، وأيضاً السياحة البيئية لما تضمه من محميات طبيعية مميزة.
ولفت إلى أن أسوان، تضم بحيرة ناصر من أكبر المسطحات المائية فى العالم وتصل مساحتها إلى نحو 6 آلاف كيل متراً مما يساهم على تنشيط سياحة الصيد، مشيراً إلى عدم اهتمام المسئولين فى وزارة السياحة بهذه الثروة وتسويقها واستغلالها.
وأكد دهب، أن الإستاد الرياضى والمطار الدولى يساهمان فى تنشيط السياحة الرياضية لأنها ممكن أن تكون مركزا للفرق الرياضية الأوروبية كمعسكر فى الشتاء لأن الأوروبيين يلجئون إلى المناطق الدافئة لإقامة التدريبات، وبدوره يعد جذبا سياحيا للمحافظة، لأن هناك الملايين من يهتمون بالرياضة على مستوى العالم ويأتون لتشجيع فريقهم.
وطالب رئيس غرفة العاديات السياحية، باستغلال مقومات أسوان السياحة عن طريق المهرجانات بأنواعها المختلفة، وأيضاً استغلال احتفالية تعامد الشمس التى تقام مرتين فى العام، وذلك عن طريق اهتمام وزارة السياحة بتصوير الأفلام والمسلسلات والبرامج التليفزيونية فى المحافظة، لأنه يعد من أهم أنواع الترويج السياحى.
ومن جانبه، أوضح أشرف فرج، الخبير السياحى، أن الحد الأدنى للفنادق العائمة بين أسوان والأقصر فى فصل الصيف كان يصل إلى 40 فندقاً، أما الآن وصل إلى 16 فندقاً فقط، يعنى انخفاض الرحلات النيلية لنسبة تصل إلى 60% عن سابقها، ما يعد ركوداً كبيراً فى الحركة السياحية بين الأقصر وأسوان.