اللواء حسين أبوشناق صاحب التاريخ المشرف فى البحث الجنائى، وسطر اسمه فى سجلات المباحث الجنائية بأنه وأحد من أكفاء ضباط المباحث، تولى رئاسة المباحث فى العديد من المحافظات، أنجز خلالها عديد من القضايا الهامة. منها اقتحمام أوكار مطاريد الجيل فى قنا وتطهير الشرقية من أباطرة الهيروين بشلشمون وضع اسمه على قائمة الاغتيالات من قبل عناصر الإرهاب أثناء عمله بديروط بأسيوط، لكن هذا التاريخ المشرف تعرض قبل خروجه للمعاش بعدة أشهر لامتحان قاسى، وأصبح فى يوم ليلة أول مدير أمن للشرقية، يتم محاكمته بهمة القتل والتحريض على قتل المتظاهرين وتم إحالته للمحاكمة، اللواء حسين أبوشناق تحدث لأول مرة بعد خروجه من الوزارة "لـ "انفراد"" عن أصعب لحظات حياته القاسية وعن وفاة والدته أغلى إنسانة فى حياته وهو كان فى نظرها متهم بقتل المتظاهرين وحصل على البراءة فى حكم تاريخ من المستشار حسن عيسى، لكن كانت والدته قد توفت، وإليكم نص الحوار.
كم عدد السنوات التى عملت بيها بمحافظة الشرقية؟
8 سنوات كانت مدة خدمتى بمحافظة الشرقية، حيث كنت مديرا للمباحث الجنائية بمديرية أمن الشرقية، لمدة 5 سنوات، ثم عدت إليها مديرا للأمن فى 2009 وبقيت حتى أحداث ثورة 25 يناير .
وما أهم القضايا التى حققتها خلال عملك للشرقية؟
الشرقية كانت محافظة كبيرة وبيها 23 مركز وقسم شرطة، وكان أهم أهدافى أثناء عملى بيها هو تطهير البؤر الإجرامية من أباطرة الهيروين والسلاح وتم تصفية عدد كبير من العناصر الإجرامية، وأتذكر 1998 عندما كنت مديرا للبحث الجنائى بالشرقية، شنت حملة مكبرة لتطهير قرية شلشلمون أخطر بؤرة لترويج الهيروين من تجار الهيروين ، وقمت وقتها بحملة سرية دون أن يعلم من معى من الضباط بالمأمورية ، خوفا من تسريب معلومات المأمورية ، فأبغلت المأمورية التى معى أننا سوف نتوجه لناحية منيا القمح لتأمين زيارة رئيس وزراء اليابان أثناء مروره من الطريق الزراعى ، واقتنع الجميع بذلك ، وقمت ومن معى وكانوا 4 ضباط بالبحث الجنائى أثق فيهم ، باستقلال سيارات لنقل الموبيليا وسيارات لبيع الأيس كريم ، ونجحت المأمورية فى ذلك الوقت من القبض على زعيم عصابة ترويج الهيروين ويدعى "سحيم" وكانت المفأجاة أنه رجل كفيف، ويقود تلك العصابة لترويج السموم. وكان لتلك الحملة أثر كبير فى هروب عدد من تجار المخدرات خارج المحافظة خشية من ضبطهم بتلك الطريقة .
وما أكثر قضية لن تناسها حتى الأن خلال عملك بالبحث الجنائى؟
طبعا قضية طفلة قنا، عمرها 6 سنوات ، كانت عائدة من المدرسة ، وأثناء سيرها بالشارع استدرجتها سيدة وللأسف كانت من عائلة محترمة ، ولكن كانت تمر بضائقة مالية ، وقامت بخنقها وقتلها والتخلص من جثتها لسرقة مصوغها الذهبى منها "حلق " وكانت فى التسعينات وكان لهذة الحادثة أثر كبير فى بث الخوف فى نفوس الأهالى فى قنا وخشوا على أطفالهم من النزول بالشارع إلى أن وفقنى الله مع زملائى من تحديد وضبط المتهمة .
المعروف عنك أنك كنت قاسى فى العمل هل كان لروح القانون جانب خلال عملك فى القضايا؟
نعم فأنا إنسان قبل أن أكون راجل شرطى ، وللمرة الأولى أفصح عن هذا الكلام، حيث خالفت القانون وكان ذلك للمرة الأولى، عندما كنت أعمل بمباحث كفر الشيخ، وكنت أحقق فى حادث قتل مقتل شاب فى بداية العمر بطريقة بشعة ، ولكن بعد ما قمت بتحريات عن الحادث تبين أن جميع أفراد عائلة الشاب شاركت فى قتله ، وأن الشاب لم يكن يترك ذنبا إلا وارتكبه وسبب لأسرته مشاكل كبيرة جدا وكان سيئ للغاية، فتعاونت مع القتلة كنوع من التعاطف معهم وخاصة بعد بشاعة الأفعال التى ارتكبها ابنهم العاق، ولم أقدم جميعهم للمحاكمة وخففت التحريات بشأنهم حتى يحصلوا على أقل حكم .
ما التعليمات التى كنت توجها للضباط والأفراد للتعامل مع التجمعات أمام أقسام الشرطة خلال أحداث 25 يناير ؟
كانت تعليمات اللواء حبيب العادلى فى تلك الفترة، أن يلتزم كل ضابط وفرد بمكان خدمته وعدم الانسياق وراء الشائعات التى كانت تروج فى تلك الأيام وعدم إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين والتعامل بالغاز فى الضرورة القصوى.
كم قسم ومركز شرطة تم اقتحامه فى أحداث ثورة 25 يناير بمحافظة الشرقية؟
تم اقتحمام 14 مركز وقسم شرطة بالمحافظة منهم "بلبيس وكفر صقر ومنيا القمح وقسمى أول وثانى العاشر" وتم إشعال النيران بالمراكز وتهريب المتهمين وسرقة السلاح والسجلات من المراكز، وكانت التجمعات أمام الأقسام الشرطية تبان أنها أهالى لكن فى الحقيقة كانت منظمة ومخططة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية.
وكم عدد المصابين من رجال الشرطة أثناء تلك الأحداث ؟
-5 ضباط بينهم عميد شرطة وعدد من الأفراد.
وكم عدد القتلى والمصابين فى عملية اقتحمام السجون؟
.3 قتلى جميعهم من مركز منيا القمح ، وعدد من المصابين بمركز فاقوس وكفر صقر.
وكيف كنت تتعامل مع المسيرات التى نظمها الإخوان فى الميادين بعد ثورة ينار؟
ساعتها كان الإخوان ركبوا الموجة وخاصة بعد حرق الأقسام ولم يكن هناك دولة ، فكنا نتركهم فى الميادين، وكنا بمساعدة الجيش نؤمن تلك المسيرات خوفا من حدوث مناوشات بينهم وبين رجال الحزب الوطنى والأهالى، وخاصة أن فى إحدى المسيرات للإخوان بميدان عمر أفندى، تزامنت مع قيام أعضاء الحزب الوطنى بالشرقية بتنظيم مسيرة حاشدة لدعم الرئيس الأسبق مبارك وخاصة بعد خطابه الأخير، إلى أبكى فيه العديد ،وحدثت بالفعل مناوشات بين رجال الحزب الوطنى وبين الإخوان، وتدخل عدد من المسجلين الجنائيين من شارع فاروق وتم محاصرة عدد من الإخوان حوالى 70 شخصا داخل مسجد بميدان الزراعة بعد مطاردات بينهم ، وعجزنا عن السيطرة على الموقف، حيث كانت أغلب أقسام الشرطة محروقة والسلاح مسروق .
وعندما عدت إلى مكتبى لم أطيق أن أجلس عليه دقيقة واحدة وتذكرت أن الله سوف يحاسبنى على هذا الدم ، على الرغم من أن ذلك صراع سياسى لأ أسال عنه أمام القانون ، وخاصة أن فى ذلك الوقت لم تكن هناك دولة ، و لكن سرعان ما نزلت من مكتبى ولحق بيه عدد من الضباط وحاولت دخول المسجد لكى أنقذ من به ، وقضيت 6 ساعات محاصر معاهم لحين قيام باقى رجال الشرطة بصرف العناصر الجنائية التى كانت تصر على ضرب وقتل من بالمسجد، وللعلم كان أحد أبناء محمد مرسى مع المحاصرين بالمسجد، وأنقذتهم جميعا، وبعد بـ24 ساعة حاول الإخوان اقتحام أمن الدولة وأثناء تفاوضى معاهم أهانونى وطردونى من أمام المقر وكنت أتوقع أن يصونوا المعروف الذى عملته لهم وأنقذتهم من الموت، لكن هذا هم الإخوان خائنون وغادرون .
لماذا كنت أنت القيادة الأمنية الوحيدة بمديرية أمن الشرقية المحال للمحاكمة فى قضايا قتل المتظاهرين ؟
- أسالوا فى ذلك المستشار "عبد المجيد محمود" النائب العام الأسبق حيث تمت إحالتى إرضاء للرأى العام، بالرغم من نزولى الشارع فى أحداث يناير وعدم ترك مكتبى وكنت أول مدير أمن أحرر محاضر باقتحام الأقسام ضد الإخوان لكن لم يتخذ بكلامى إلى أن ظهرت الحقيقة وعلم الشعب كله من أقتحم السجون فى معظم أنحاء الجمهورية فى وقت واحد وأن الشرطة برئية من فتح السجون وتهريب المساجين.
إذن من الذى أبلغك بقرار إحالتك لمحكمة الجنايات بتهمة قتل المتظاهرين؟
المحامى العام بجنوب الشرقية، وتم التحقيق معى ومع 6 آخرين من الضباط والأفراد لعدة ساعات بمكتب نيابة الزقازيق الكلية، ولم أتوقع إحالتى للمحاكمة بعد تواجدى بالشارع ليل نهار فى أحداث الثورة وعدم تركى مكتبى رغم محاولة الإخوان اقتحام المديرية وتصدينا لهم .
ومن الذى قرر إحالتك للمعاش قبل بلوغك السن القانوى للمعاش؟
بعد إحالتى للمحاكمة فى قضية قتل المتظاهرين تم نقلى من منصب مدير أمن الشرقية، إلى وزارة الداخلية لتولى ملف الأمن الاجتماعى ، وبعد أيام من شغلى المنصب ، أصدر المهندس عصام شرف رئيس الوزءراء فى ذلك الوقت ، قرار بإحالة 15 من مديرى الأمن المتهمين فى قضايا التحريض على قتل المتظاهرين للمعاش ، وذلك عندما كان اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية فى ذلك التوقيت فى لقاء تلفزيونى على قناة الحياة والمذيعة أذاعت عليه الخبر ، وسألته عن رأيه ولم يكن يعلم وأتفاجأ بالقرار، وخاصة أن القرار مخالف للقانون وصادر من رئيس الوزراء دون علم وزير الداخلية، وعندما سألت المذيعة وزير الداخلية عن القرار وقالت له "تمام يا فندم" قال لها تمام علم وينفذ وبعد ساعات تم إحالتى مع 14 مدير أمن من أكفأ مديرى الأمن بمصر للمعاش .وكان رئيس الوزراء يرغب أيضا فى إحالة 150 ضابطا على مستوى الجمهورية متهمين فى قضايا قتل المتظاهرين إلى المعاش وأغلبهم يا مقدم يا رائد أو نقيب فرفض وزير الداخلية وتم إحالة 15 من مديرى الأمن إرضاء للرأى العام .
هل تتذكر تاريخ دخولك القفص للمرة الأولى فى تلك القضية؟
-نعم كان يوم 7 مايو سنة 2011 كانت الجلسة الأولى لمحاكمتى بالمحكمة الاقتصادية بمدينة العاشر من رمضان ، وأسعدنى وجود العشرات من أهالى الشرقية من مختلف المراكز للتضامن معى أمام المحكمة .
وماذا عن أصعب تلك اللحظات التى عشتها أثناء محاكمتك فى تلك القضية ؟
-لحظات قاسية أن أكون ليلا مدير أمن أحمى الشعب وفى الصباح داخل القفص متهما، والأصعب أن والدتى كنت فى نظرها متهما بقتل الثور وهى تعلم أنى برىء ولم تتحمل أن ترى ابنها فى هذا المشهد فتوفيت أثناء المحاكمات، وأثناء تواجدى لأخذ عزاء والدتى كانت لدى قضية فى المحكمة تركت العزاء لحضور القضية لدرجة أن المحامى بكى أثناء المرافعة لتأثره بظروفى ، وبعد انتهاء الجلسة ، توجهت لاستكمال عزاء أمى ، وما تعبنى أكثر أنها توفت قبل أن تسمع بحكم برأتى وكان حكما تارخيا أعاد لى حقى ولكل رجال الشرطة عن الأيام القاسية ونظرة المجمتع لنا ولأسرنا .
المحامى العام لنيابات استئناف المنصورة يقرر إحالة مدير أمن الشرقية اللواء حسين أبوشناق و6 من الضباط والأفراد للمحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين
وكان المستشار أبو النصر عثمان المحامى العام الأول لنيابات استئناف المنصورة، قد قرر وفى منتصف سنة 2011 إحالة كل من اللواء “حسين مصطفى أحمد أبو شناق” مدير أمن الشرقية السابق و”محمد فوزى عباس سعدون“ وكيل منطقة شرق الدلتا للأمن المركزى و”شريف محمد خالد السيد مكاوى” معاون مباحث مركز شرطة منيا القمح و”أحمد الحسينى أمين شرطة بمركز منيا القمح و”سعيد أحمد محمد فودة” أمين شرطة بمركز منيا القمح و”شريف غنيم شريف” أمين شرطة بمركز منيا القمح و”محمد عبد الرحيم النجار” رئيس وحدة مباحث كفر صقر و”محمد راغب مفتاح” معاون شرطة بقسم فاقوس للمحاكمة فى الجناية رقم 2770 لسنة 2011 جنايات قسم ثانى الزقازيق المقيدة برقم 119 لسنة 2011 كلى جنوب الزقازيق.
ووجهت النيابة للمتهمين تهمة قتل كل من “عبد الله محمد عراقى” 16 سنة و”محمد محمود المنشاوى “26 سنة و”شريف عبد المعبود” 17 سنة و”أحمد خليل” 14 سنة و”وائل محمد فتحى” 26 سنة بمراكز منيا القمح والزقازيق والعاشر بتهمة القتل والتحريض والشروع فى قتل وإصابة عدد كبير من المتظاهرين حال قيامهم بالتظاهر السلمى خلال ثورة 25 يناير.
أهالى الشرقية ينظمون واقفات أمام مديرية أمن الشرقية للتضامن مع مدير الأمن .
وبعد قرار المحامى العام بإحالة عدد من رجال الشرطة بالشرقية واللواء حسين أبوشناق مدير الأمن لمحكمة الجنايات ، خرج العشرات من أبناء الشرقية بمختلف المراكز فى تجمعات وصلت إلى ديوان عام مديرية الأمن وحملوا لافتات تطالب بعدم محاكمة مدير الأمن لأنه كان متواجد معهم ولم يتركهم خلال أحداث الثورة.وهتفوا ضد جماعة الإخوان وحملوا مدير الأمن على الأعناق كنوع من الوفاء والتضامن معه .
الحكم التاريخى الذى أصدره المستشار حسن حسن عيسى رئيس محكمة جنايات الزقازيق، ببراءة جميع المتهمين من رجال الشرطة بالشرقية من قتل المتظاهرين، بعد سنة من تدوال القضية بالمحكمة وذلك كان فى 31 يناير سنة 2013 فترة حكم الإخوان وكان حكما تاريخيا حيث أعتذر القاضى للضباط ووصفهم بالأبطال وأنهم ضحية لنظام بائد وهذا نص الحكم .
"أنا بقولها نيابة عن كل قضاة مصر نحن لن نعمل لكى نرضى الناس لكن نعمل لكى نرضى ربنا ومش بنخاف من حد وبترجى من كل وسائل الإعلام التى بتسمح للناس تتطاول على قضاء مصر الشامخ، ال طول عمره ضمير الأمة، وهيفضل طول عمره ضمير الأمة، و كان النظام البائد يخشى قضاء مصر لأن قضاء مصر لا يعرفوا غير الحق، وإرهاب القضاة هو سقوط للدولة ولن تجدوا أحد يعطيكوا حقكم لو القضاء سقط ،ومصر بها قضاء شامخ، وأنا عايز أقول للمتهمين دول بكل صراحة أنتم ناس محترمين وضحية لنظام بائد وضحية لإعلام فاسد شوهوكم، وإحنا بنقراء القضية تألمنا كثيرا مما حدث لكم وما يحصل فى مصر الآن من هجوم على الشرطة والقضاء يؤكد أنكم كنتم ضحية وأن أنتم انكسرتوا وأحنا أنكسرنا معاكم، وأنا كشخص أعتذر وليس كالمحكمة فالمحكمة لن تعتذر أعتذر لكم وأنتم ناس محترمين وأتمنى أن تعودوا لعملكم وعايز أقول أن الضبابط دول حمايتهم فى رقابتنا بالعدل بما يرضى الله والمخطأ فيهم يقف عند حقه ومنهم ناس تم حبسها ومنا ناس كانت قاسية فى الحق، أيها المتهمون المجنى عليكم أيها المتهمون أنتم كبش فداء لو كان الأمر بيدى ما كنت قدمتكم للمحاكمة وأنتم قدمت إرضاء للناس ونحن هنا لن نرضى الناس وأنتم أبطال دافعتم عن أرضكم وكنتم ضحية لأيادى مرتعشة قدمتكم للمحاكم وقضاء مصر ليس ببه أيدى مرتعشة لذا حكمت المحكمة ببراءة جميع المتهمين من التهم المنسوبة إليهم .