رغم التقدم التكنولوجى الذى يشهده مجال أمن المعلومات فى عصرنا الحديث، لكن فى نفس الوقت هناك طفرة تقدمية على الجانب الآخر فيما يتعلق باختراق البيانات وقرصنتها، إذ لا يقتصر الأمر على الهاكرز وعمليات القرصنة، ولكن قد يمتد أيضا لتسريب بعض المستندات والمعلومات الخطيرة وحتى انتهاك حقوق التأليف والنشر، وفيما يلى نرصد أبرز الشخصيات التى واجهت هذه الاتهامات ومطلوبة لدى الحكومات كما يلى:
- جوليان أسانج:
مؤسس موقع "ويكيليكس" الشهير، وهو صحفى وناشط فى الإنترنت، ومبرمج أسترالى، وقد كان هاكر عندما كان فى سن المراهقة، ثم عمل كمبرمج كمبيوتر قبل عمله فى ويكيليكس، وقد أصبحت ويكيليكس معروفة منذ عام 2010، عندما بدأ فى نشر وثائق عسكرية ودبلوماسية عن الولايات المتحدة بمساعدة من شركائها فى وسائل الإعلام، وهو ما دفع وزارة العدل الأمريكية للنظر فى مقاضاة "أسانج" لعدة جرائم، وفى نفس العام أيضا أدرجته الشرطة الدولية "الإنتربول" على لائحة أكثر المطلوبين لديها، بناء على طلب محكمة سويدية، إذ كانت توجه له تهما جنسية مزعومة، كذلك فإن محكمة ستوكهولم كانت قد أصدرت مذكرة اعتقال دولية بتهمة مزعومة فى أنه مشتبه به فى جرائم اغتصاب وتحرش جنسى.
وتم اعتقال أسانج فى بريطانيا فى 7 ديسمبر 2010 بموجب مذكرة الإنتربول، وقد حكم القضاء البريطانى بتسليمه إلى السويد فى فبراير 2012، مما دفعه لتقديم اعتراض للمحكمة العليا للمملكة المتحدة، والتى حكمت بتسليمه إلى السويد، ويحق له الطعن فى هذا القرار أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إذ قضى أسانج الشهور التالية فى معركة قضائية لرفض تسليمه للسويد وهو قيد الإقامة الجبرية فى بلدة ريفية صغيرة فى إنجلترا، وبعد رفض طعونه على الحكم، لجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور بلندن، حيث مكث هناك بعد أن منحته هذه الدولة حق اللجوء السياسى فى 16 أغسطس2012، فيما قالت الحكومة البريطانية إنها لن تسمح له بخروج آمن إلى الإكوادور إذ أنها ملزمة من الناحية القانونية بتسليمه إلى السويد.
وخلال مشاركته فى مؤتمر صحفى مع وزير خارجية الإكوادور فى السفارة فى أغسطس عام 2014، نفى أسانج تقارير صحفية أشارت إلى أنه سيغادر السفارة لتلقى العلاج الطبى، فيما أوقفت السويد فى نفس الوقت تحقيقها مؤكدة ضرورة استجواب أسانج فى السويد، كما عرض بعض المحققين السويديين السفر إلى لندن لإجراء مقابلة معه، إلا أن هذا الأمر فشل، ووفقا للقانون السويدى، فلن تنقضى تهمة الاعتداء الجنسى بحق أسانج قبل عام 2020، فيما يقول الإدعاء إن التحقيقات ستستمر، ومن جانبها قالت الشرطة البريطانية، إنها ستعتقل أسانج إذا غادر مقر السفارة التى يمكث فيها حاليا.
-إدوار سنودن:
كان إدوار سنودن متعاقد تقنى وعميل موظف لدى وكالة المخابرات المركزية، قبل أن يسرب تفاصيل برنامج التجسس "بريسم" إلى الصحافة، حيث سرب مواد مصنفة على أنها سرية للغاية من وكالة الأمن القومى إلى صحيفة الجارديان وصحيفة الواشنطن بوست، مما دفع القضاء الأمريكى فى 21 يونيو 2013 لتوجيه تهمة التجسس وسرقة ممتلكات حكومية ونقل معلومات تتعلق بالدفاع الوطنى دون إذن والنقل المتعمد لمعلومات مخابرات سرية لشخص غير مسموح له بالاطلاع عليها، مما جعلهم يعتبرونه هاربا من العدالة أمام السلطات الأمريكية التى اتهمتها بالتجسس، ومع بداية 2014 دعت عدة كيانات إعلامية وسياسيين إلى التسامح مع سنودن فى شكل عفو عام، إلا أن آخرين طالبوا بسجنه أو قتله، إلا أن بعض التقارير السابقة زعمت أنه يعيش بمكان غير معلوم بروسيا، بينما ادعت تقارير أخرى قائلة إنه لا يرغب بالبقاء فى موسكو وأنه يبحث عن الانتقال إلى دول لا تربطها علاقات ودية مع الولايات المتحدة مثل كوبا وفنزويلا، إلا أن وكالة الأنباء الفرنسية ووزير الخارجية الأكوادورى أكدا أن سنودن طلب اللجوء رسميًا للإكوادور.
-كيم دوت كوم:
أما كيم دوت كوم، فهو مطلوب لدى العدالة الأمريكية ليس لتسريبه بعض الوثائق السرية، ولكن لتهم تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، حيث يعد "كيم شميتز" المعروف باسم كيم دوت كوم وهو رجل أعمال ألمانى- فنلدى و هاكر ومؤسس خدمة التخزين السحابى الشهيرة "ميجا أبلود" التى أوقفتها السلطات الأميركية عن العمل، وقد تم إدانته بالعديد من الجرائم، وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ فى عام 1994 بتهمة الاحتيال عبر الكمبيوتر والتجسس على البيانات، بالإضافة إلى أحكام أخرى فى 2003 من ضمنها الاختلاس، ويعيش كيم فى نيوزيلاند حيث تعرض قضيته أمام محكمة هناك والتى تتعلق بترحيله إلى الولايات المتحدة لتنفيذ الأحكام الواقعة عليه من قبل السلطات الأمريكية على خلفية اتهامات بانتهاك حقوق الملكية الفكرية تتعلق بموقع "ميجا أبلود" لمشاركة وتخزين الملفات على الانترنت.