رغم الأزمة الداخلية التى تمر بها جماعة الإخوان، إلا أن تدفق الأموال عليها ما زال مستمرا، حيث تستغل الجماعة هذه الأموال فى تنظيم مؤتمرات بإسطنبول ولندن للتحريض ضد مصر، بجانب إرسال وفود إخوانية بدول أوروبية لمهاجمة القاهرة، ليصبح التساؤل المطروح من أين تنفق الإخوان؟، وما هى مصادر تمويلها؟.
وفقا لمصادر مقربة من الجماعة، فإن مصادر التمويل تتمثل فى الأعمال الاقتصادية التى يقيمها مكتب لندن عبر شركاته بالعاصمة البريطانية، بجانب الجمعيات الإسلامية التابعة للجماعة فى كل من لندن وإسطنبول. وأكدت المصادر أن "الإخوانية" قلت بشكل كبير داخل مصر خاصة فى ظل اختفاء معظم قيادات وأعضاء الإخوان فى مصر، بالإضافة إلى ابتعاد عدد من عناصر الإخوان عن الجماعة خلال الفترة الأخيرة.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن هناك مسارين للأموال الإخوانية التى تصرف على القواعد، مسار سرى جدًا لا يعلمه إلا لجنة الأمانة وهى مكونة من أربعة شخصيات فى الإخوان، منهم خيرت الشاطر ومحمود عزت ومحمد عبد الرحمن المرسى ومحمود حسين، هؤلاء يعلمون التمويل الحقيقى للإخوان وطريقة وصوله إلى التنظيم فى مصر وكل ممتلكات الإخوان فى أنحاء العالم.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن المسار الآخر المعلن فهى تبرعات واشتراكات الأعضاء وهذا المسار موجود فقط ليكون غطاء للمسار الأول وحماية له، موضحًا أن الإخوان الأفراد يدفعون اشتراكات ولكنها ستبقى فى مجموعها قطرة فى أموال الإخوان، فكل الاشتراكات على أحسن الأحوال لا تمثل أكثر من 2% من الإنفاق العام الواضح والظاهر للجميع.
وأشار القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن هناك همهمات عالية فى الصف الإخوانى عن بعض الشركات التى يمتلكها أفراد وهى ملك التنظيم مثل تقريبا نصف ممتلكات خيرت الشاطر، وجزء كبير من أموال حسن مالك وعبد الرحمن سعودى، كما أن قيادات الإخوان فى الخارج مثل يوسف ندا الملياردير المصرى ذو الجنسيات المختلفة والعلاقات المثيرة للدهشة ينفق على الجماعة.
فيما قال سامح عبد الحميد، القيادى السلفى، إن من أهم مصادر التمويل لدى جماعة الإخوان هى اشتراكات الأعضاء السنوية، وأعضاء الإخوان أصحاب الإنفاق يُقدرون بعشرات الآلاف، ومُساهمات رجال الأعمال أمثال خيرت الشاطر وحسن مالك وغيرهما.
وأكد القيادى السلفى فى تصريحات لـ"انفراد" أن هناك تبرعات تجمعها جماعة الإخوان فى المؤتمرات العالمية، وتبرعات المناسبات الخيرية، وربما أرباح شركات استثمارية بأسماء أشخاص لكنها ملك للجماعة، وهناك تبرعات استثنائية للحالات الطارئة مثل الإنفاق على المسجونين، وعائلات المسجونين، وتوفير محامين لهم، ونفقات شخصية، وهناك دعم وتبرعات ضخمة من بعض الدول مثل قطر وإيران وتركيا.
وفى ذات السياق قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن مصادر التمويل لدى تنظيم الإخوان متعددة ومتشعبة فمنذ نشأة الجماعة وهى تولى مسألة الموارد المالية الاهتمام الكبير وحسن البنا كان يقول المال عصب الدعوات، أى أنه أهم شىء يعتمد عليه التنظيم، موضحا أن هناك عمليات غسيل أموال تتم لحساب تنظيم الإخوان تتم عبر بنوك كبيرة فى أوروبا.
وأضاف البشبيشى لـ"انفراد" أن الإخوان ينفقون من أموال استثمارات التنظيم الدولى المنتشرة حول العالم، وخاصة فى بريطانيا وألمانيا وتركيا والكويت وبعض دول الخليج بصفة عامة، وهى استثمارات ضخمة تأسست فى الستينيات من القرن الماضى عندما هرب الإخوان من مصر بعد اكتشاف تنظيم سيد قطب.
وتابع: "ينفق الإخوان من الدعم القطرى الكبير التى تمنحه الدولة القطرية لتنظيم الإخوان، علاوة على بعض المشاريع فى الداخل المصرى فهناك مدارس ومستشفيات ومحلات تجارية كبيرة مازالت تحت سيطرة التنظيم، وهناك دعم تركى ايضا يحصل عليه التنظيم الإخوانى.