يبدو أن متحف محمود خليل وحرمه الذى شهد أكبر كارثة حلت بقطاع الفنون التشكيلية ووزارة الثقافة وهى سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمى فان جوخ على موعد دائم مع إثارة الجدل، فمنذ أيام صدر قرار نيابة الظاهر بإخلاء سبيل متهم بتقليد لوحات فنية لكبار الفنانين التشكيليين العالميين ويبيعها على أنها أصلية لحين تشكيل لجنة من وزارة الثقافة لفحص اللوحات، وشكل صدمة كبيرة للوسط الفنى أن يكون أحد المتهمين فى هذه القضية هو الفنان أحمد راضى مدير عام إدارة الترميم السابق بقطاع الفنون التشكيلية، لكن الصدمة الأكبر كان فى اكتشاف "انفراد" أن هذا الفنان المتهم بتقليد اللوحات وبيعها للخارج بعد تزوير أختام وتوقيعات جمعية نقاد الفنون التشكيلية لإيهام الزبائن بأنها لوحات أصلية صدر له قرار من الدكتور حمدى أبو المعاطى رئيس القطاع السابق بعضوية لجنة رسم سيناريو العرض المتحفى لمتحف محمد خليل وحرمه وأن هذه اللجنة بحسب قرار تشكيلها هى المسئولة عن "وضع رؤية جديدة للعرض المتحفى ومناقشة الوضع الراهن فى عملية تطوير المنظومة الأمنية!
تفاصيل القضية المتهم فيها "أحمد راضى" بحسب بيان نيابة الأموال العامة بدأت بعد ورود معلومات للواء عصام سعد مساعد الوزير، مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة مفادها انتشار ظاهرة تقليد اللوحات الفنية ونسبها لفنانين تشكيليين عالميين مشهورين، وتداولها بالأسواق والمزادات ومحبى ذلك الفن داخل وخارج البلاد على أنها لوحات أصلية وصادرة من هؤلاء الفنانين، بالمخالفة للحقيقة وتحمل توقيعاتهم.
وتوصلت تحريات العميد عاصم الداهش إلى أن وراء العديد من تلك الوقائع المتهم "أحمد محمد راضى 71 بالمعاش ومقيم النزهة وأن المتهم تولى بما لديه من خبرة فى ذلك المجال تقليد لوحات فنية لفنانين مشهورين البعض منهم متوفى وعرضها للبيع على أنها لوحات أصلية عليها توقيعات منسوبة لهؤلاء الفنانين، وتحصله على مبالغ مالية كبيرة نظير بيع تلك اللوحات.
ولم يكتف البيان بذكر واقعة تزوير اللوحات فحسب وإنما ذكر أيضا أن المتهم يقوم بتزوير شهادات توثيق لتلك اللوحات المقلدة منسوبة للجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى لإيهام ضحاياه من مشترى تلك اللوحات بأنها أصلية ومسموح بالتعامل عليها خارج البلاد وداخلها.
وعند ضبط المتهم تمكن المقدم إسماعيل متولى من العثور بمسكنه على عدد 11 لوحة مقلدة منسوبة لفنانين مصريين مشهورين عالميا وتحمل توقيعات مقلدة بأسمائهم و3 شهادات توثيق منسوبة للجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى ممهورة بأختام مقلدة منسوبة للجمعية وتوقيع منسوب لرئيسها.