بعد فشلها فى جذب جمهور واسع من الأمريكيين، أعلن آل أنستى، المدير التنفيذى لقناة "الجزيرة أمريكا"، فى بيان نشره موقع الجزيرة نت، مساء الأربعاء، أن القناة ستوقف بثها فى 30 إبريل المقبل.
فشل كبير
ووصفت بعض الصحف الأمريكية نهاية قناة "الجزيرة أمريكا" بأنها انهيار مذهل وسريع ما، لما شهد منذ البداية فشل كبير. وقال موقع "ذا إنترسبت" إن منذ البداية كانت القناة غارقة بالفشل، بدءا بالنزاعات والدعاوى القضائية التى رفعها موظفون متهمين القناة بالتمييز، وحتى التقييمات المضللة والفشل فى جذب الجمهور.
واشترت مجموعة الجزيرة القطرية قناة "كورنت تى فى"، من مؤسسها الأمريكى آل جور، بـ500 مليون دولار فى أواخر 2012، وتم إطلاق قناة "الجزيرة أمريكا" بعد اتمام الصفقة بـ6 أشهر. غير أن الصفقة بين الطرفين انتهت بدعاوى قضائية بين الطرفين وعانت القناة من معدل مشاهدة ضعيف لم يتجاوز 30 ألف مشاهد، فى أوقات الذورة حتى نهاية عام 2015.
تراجع أسعار النفط
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن بعض موظفى القناة يرون قرار إغلاقها، والذى يعود لأسباب اقتصادية، بأنه اعتراف ضمنى بأن هبوط أسعار النفط يقف وراء القرار، ذلك على الرغم من نفى المتحدثة باسم مجموعة الجزيرة ذلك السبب.
التمييز وتوجيه الرأى
ومنذ البداية، شكا العديد من الموظفين من أسلوب الإدارة الذى اعتمد على توجيه الرأى والتمييز، ففى يونيو الماضى، رفعت المديرة السابقة للوحدة الوثائقية بقناة الجزيرة أمريكا، دعوى قضائية ضد الشبكة الإخبارية تتهمها فيها بالتحيز ضد من هم ليسوا عرب وضد المرأة بشكل عام فى قصصها الإخبارية وفى التعامل مع الموظفين.
وتم فضل شانون هاى بازاليك، فى فبراير الماضى بعد قضائها نصف مدة عقد عملها الذى يمتد 3 سنوات، وشكت الموظفة من أن الرئيس التنفيذى للشبكة إيهاب الشهابى، والذى رحل عن منصبه بعد مشكلات عديدة العام الماضى، كان يغادر الاجتماعات عندما تهم سيدة بالحديث وقد أقر أنه حاول تفضيل وجهة النظر العربية، على الهواء، لإرضاء المالك القطرى للقناة.
وقالت بازاليك، فى عريضة الدعوى القضائية، بحسب تقارير صحفية الصيف الماضى، إنه بعد فشل قناة الجزيرة أمريكا فى الحصول على التصنيف المتوقع وجذب العدد التى كانت تطمح فيه من المشاهين، فإن الإدارة قررت علنا التخلى عن كل مظاهر الحياد وذلك لصالح وجهة النظر العربية، مطالبة بشكل صريح وواضح ببث البرامج التى تنتقد بلدان بعينها مثل مصر والولايات المتحدة.
وأضافت أنها تلقت أوامر من الإدارة بالتخلى عن النزاهة الصحفية، مضيفة أن المدير التنفيذى السابق، إيهاب الشهابى، الذى استقال فى مايو بناء على دعوى قضائية من أحد الموظفين ضده، أبلغها أن القناة بمثابة "قناة الجزيرة فى أمريكا"، وليست "الجزيرة أمريكا".
وقال أندرو هيوارد، الرئيس السابق لشبكة سى.بى.إس نيوز، والمستشار الحالى لعدد من الشركات الإعلامية، إن إدارة الجزيرة عندما دخلت السوق الأمريكى، قالت إنهم جاءوا لتقديم قصص اكثر جودة وتمثل من هم أقل تمثيلا فى الإعلام الأمريكى، وهو ما وصفه هيوارد بأنه يناسب الصحيفة من الناحية العملية.
مخالفات قانونية
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الجزيرة أمريكا واصلت الجدل فى الأشهر الأخيرة الماضية، ففى نوفمبر، تم تعليق المستشار العام للقناة، ديفيد هارلستون، فى أعقاب تقرير للصحيفة يؤكد أنه لا يمتلك رخصة لممارسة القانون. وأضافت أن هارلستون متورط فى قضايا فصل تعسفى رفعها موظفون سابقون فى القناة.
وحذر خبراء قانونيون أن عدم إمتلاك هارلستون رخصة لممارسة القانون من شأنه أن يعرض القناة لمزيد من الدعاوى القضائية. هذا بالإضافة إلى أن القناة تواجه دعوى تشهير رفعها لاعبو بيسبول بعد عرض القناة تقرير وثائقى يزعم تعاطيهم منشطات.
إنكار الواقع
ورغم التقارير الامريكية التى تؤكد فشل القناة فى جذب الجماهير او تقديم خدمة مميزة، أمام عملاقة صناعة الاخبار "سى.إن.إن" و "فوكس نيو"، زعم موقع "الجزيرة نت"، النسخة الإنجليزية، أن "الجزيرة أمريكا" إستطاعت تكوين جمهور لها فى أنحاء الولايات المتحدة وأنه تم الإعتراف بها بإعتبارها صوتا جديدا هاما فى ساحة الأخبار التليفزيونية.
وألقى موضع "الجزيرة نت" باللوم على المشهد الاقتصادى للبيئة الإعلامية الذى دفع إدارة مجموعة الجزيرة لإتخاذ هذا القرار الإستراتيجى بغلق خدمتها فى الولايات المتحدة.