انتهاء سحر الأولمبياد.. البرازيل تعود للواقع الوحشى باستمرار الازمة الاقتصادية والسياسية.. البلد الأمريكى تنتظر محاكمة روسيف وتولى تامر حتى 2019.. وتحديات كبيرة أمام الرئيس الجديد

انطلقت حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية ال31 فى ريو دى جانيرو البرازيل ، مساء الأحد الماضى فى أجواء مبهرة رغم الطقس السئ ، وتنتهى مع الدورة الأولمبية فترة الهدنة التى تمتعت بعا البرازيل ،بعيدا عن الأزمات التى تواجهها من الأزمة الاقتصادية، والسياسية ، ومحاكمة رئيستها ديلما روسيف التى ستبدأ مرحلتها النهائية الخميس المقبل.

وبعد انتهاء سحر الأولمبياد ، تبدأ وحشيه الواقع، والمعاناة السياسية والضائقة الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية تعود مجددا لمسارها الطبيعى وواقعها العنيف،وعلى الرغم من أن حلم الأولمبياد الجميل إلا أنه لم يستطيع إظهرا صورة التحسين فى هذا البلد الذى عانى كثيرا، ولم يستطع أن يخفى الصعوبات التى واجهتها لإنهاء كافة البنى التحتية فى الوقت المناسب، فى
معركتها ضد التلوث ودمج السكان الفقراء الذين يعيشون فى الأحياء العشوائية.

وتعود التهديدات للبرازيل مجددا من مواجهة تحدى البطالة ، وانخفاض عدد المستشفيات والمدارس، هذا فضلا عن عودة الأزمة الأمنية بشكل كبير ، حيث يتم الشعور بها بعدما يعود 85ألف ضابط وجندى لخدماتهم العادية بعد ان تمت تعبئتهم لتأمين الأولمبياد.

وفى الأسابيع القادمة ستكون الكرة بعيدا للغاية عن القرية الأولمبية ، إلا أن التركيز سيكون على الحالة السياسية والازمة الاقتصادية.

السياحة

وتعتبر السياحة أهم مكاسب البرازيل خلال دورة الألعاب الأولمبية إلا أنها شهدت زيادة 1.6 % فى معدل السياحة، وهو أقل من المعدل المتحقق فى مارس الماضى بحوالى 0.9% بسبب الأزمة السياسية والوضع الاقتصادى المأزوم فى البرازيل، وتعتبر البرازيل "ثقب أسود عميق"، وأن السائح الذين رافقوا الأولمبياد حلوا محل زوار البرازيل.

الأزمة السياسية

وكانت نتيجة التصويت 59 لصالح محاكمة روسيف، و21 ضد محاكمتها، وكان مجلس الشيوخ جمد رئاسة روسيف، اول رئيسة جمهورية فى تاريخ البرازيل، فى الـ 12 من مايو الماضى بعد اتهامها بالتلاعب بحسابات الحكومة وتزوير الميزانية لاخفاء تدهور الاقتصاد.

وينقسم البرازيليون بين اولئك الذين يقولون إن روسيف ضحية محاولة انقلابية واولئك الذين يعتقدون ان حزبها، حزب العمال، ينخره الفساد وان الأوام قد آن لازاحته من الحكم.

ولكن الأزمة السياسية الجديدة التى ستنفجر فى البرازيل ستكون بسبب رفض الشارع البرازيلى لميشيل تامر، الذى تولى الرئاسة بشكل مؤقت لمدة 180 يوما، وتصاعدت حدة التوتر فى البلاد بعد ظهور العديد من الأخبار الخاصة بتامر والتى تنذر بعد استمراره فى الرئاسة على عكس ما هو كان يتوقع.

وعلى الرغم من أن هناك العديد من الأسباب التى تنذر بأنه لن يستمر فى الحكم، حيث أنه من المتوقع أن يواجه معارضة كبيرة ومتزايدة تغمر الشوارع خلال الأشهر المقبلة، ولذلك فإنه من المتوقع أيضا أن فى غضون الأشهر الستة المقبلة، ستكون فترة حاسمة فى خضم هذه الأزمة السياسية التى لا تعرف نهاية، وهى مستمرة فى البرازيل.

ومن أهم أسباب رفض الشعب البرازيلى لتامر هو ارتفاع البطالة إلى 44%، وعدم حصوله على ثقة البرازيليين بسبب الشكاوى المتكررة من الفساد،أما من أهم مظاهر رفضه هو إصدار قاضى برازيلى جواو اوغستو كارنيرو حكما سمح بموجبه باقامة الاحتجاجات السياسية السلمية فى الملاعب التى تقام فيها فعاليات الدورة الاولمبية فى ريو دى جانيرو، وذلك عقب طرد بعض من الذين حضروا مسابقات الاولمبياد لارتدائهم ثياب تحمل انتقادات لتامر، معتبرا أن طرد المشاهدين من الملاعب فقط لارتدائهم شعارات ذات طابع سياسى يعد انتهاكا لحرية التعبير.

الازمة الاقتصادية

وكانت البرازيل تمثل القوة الاقتصادية السابعة فى العالم، إلا أنها شهدت تزعزعا قويا إذ قفز التضخم إلى 7.7 %، ويزداد حجم عجز الحسابات العامة مع تدهور سعر صرف الريال البرازيلى ، كما ذكرت وزارة التجارة أن عجز الميزان التجارى للبرازيل عام 2014 بلغ 3.93 مليار دولار وأدى تدهور الميزانية الى إضعاف العملة المحلية (الريال)، ونقصان الدولارات الواردة الى الدولة تسبب بزيادة الضغوط حيث أن الواردات أصبحت أكثر تكلفة بالعملة المحلية.

هذا وكان البنك المركزى البرازيلى قد أعلن أن البلاد أنهت عام 2013 بوجود عجز فى الميزانية بقيمة 32.5 مليار ريال برازيلى وهو ما يعادل 13.8 مليار دولار أمريكى، أى ما يعادل %0.63 من الناتج المحلى الإجمالى، ويعتبر هذا العجز أول عجز سنوى من نوعه منذ اعتماد البنك المركزى على النهج الحالى فى عام 2001 وهو يعكس الفجوة بين الايرادات والإنفاق الحكومى على السلع والخدمات ، واستمر اقتصاد البرازيل فى الانكماش والذى هو الأكبر فى أمريكا اللاتينية بأكثر من %1 العام الجارى الأمر الذى دفع البلاد نحو أسوأ ركود منذ ربع قرن.

وهذا العجز الاقتصادى وتدهور الميزانية المستمر منذ عقود يكمن وراء الاحتجاجات التى تجتاح البرازيل بين الفينة والأخرى اضافة الى اجراءات الدولة والمشاكل الاجتماعية التى شملت قطاع التعليم وتسببت بتردى أحوال المدارس بشكل عام بالإضافة إلى انتشار الجرائم المنظمة وخاصة تجارة المخدرات شأنها فى ذلك شأن معظم دول القارة الأمريكية وكذلك مشاكل الجوع والبطالة والفقر والتفاوت بين الطبقات فى المجتمع.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;