استطاعت البرازيل أن تجتاز جميع العوائق التى كانت تواجهها خلال تنظيم دورة الألعاب الأوليمبية بنجاح، فالبرازيل تمر بفترة مضطربة للغاية، بالتزامن مع دورة الألعاب الأولمبية، من أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية، وتحارب فى 6 جبهات من فيروس زيكا وإقالة رئيستها ديلما روسيف، وجرائم متعددة على رأسها الاغتصاب الجماعى، فضلاً عن التهديدات الإرهابية لتنظيم داعش.
فيروس زيكا
"زيكا" فى البرازيل تعنى النحس وسوء الحظ، وهو وباء انتشر بشكل كبير وسريع وأدى إلى وجود الآلاف من حالات صغر الرأس عند الرضع، وهو العائق الرئيسى والمثير للقلق لدى الجميع فى أولمبياد 2016، إلا أن البرازيل استطاعت أن تحجم من الفيروس أثناء المسابقات لألعاب الأولمبية.
المرافق والبنية التحتية
من أكبر أزمات البنية التحتية هى بحيرة رودريجيز دى فريتاس، حيث يوجد بها العديد من الصرف الصحى، وجميع أنواع القمامة، ورغم أنها حول الملاعب الأولمبية، وتقع أندية التجديف فى هذه البحيرة، إلى أن البرازيل استطاعت أن تقوم بمعالجة المياه واستكمال مشاريع البنية التحتية، خاصة خط المترو الذى يربط بين ايبانيما وبارا دا تيجوكا.
الأزمة الاقتصادية
كما تمر البرازيل بأزمة اقتصادية كبرى فى آخر 3 سنوات، ووفقا لتقرير البنك الدولى، فإنها ما زالت تتنامى فى البرازيل، حيث يتوقع البنك الدولى أن ينكمش النمو بـ4% عام 2016.
معدل التضخم ارتفع وخسر القطاع الاستثمارى، بالإضافة لانخفاض الطلب من شريكها التجارى الرئيسى "الصين"، وهذا يكمل حالة الركود فى الربع الأول من العام الجارى لهذا البلد، ومن المتوقع أن يزداد سوءا، حيث إن نسبة البطالة بلغت مستويات قياسية 10.2% وفقا للبيانات الرسمية.
الأزمة السياسية
تشهد البرازيل تطوراً كبيراً فى المشهد السياسى، بعد أن صوت مجلس الشيوخ البرازيلى لصالح محاكمة الرئيسة المجمدة ولايتها ديلما روسيف، فى عملية قد تؤدى إلى تنحيتها بشكل نهائى، واستمرار حكم الرئيس المؤقت ميشيل تامر، وهو ما يفجر أزمة سياسية كبرى جديدة فى البرازيل برفض الشارع البرازيلى لميشيل.
وكانت نتيجة التصويت 59 لصالح محاكمة روسيف، و21 ضد محاكمتها، وكان مجلس الشيوخ جمد رئاسة روسيف، أول رئيسة فى تاريخ البرازيل، فى الـ12 من مايو الماضى بعد اتهامها بالتلاعب بحسابات الحكومة وتزوير الميزانية لإخفاء تدهور الاقتصاد.
وينقسم البرازيليون بين أولئك الذين يقولون إن روسيف ضحية محاولة انقلابية، والذين يعتقدون أن حزبها، حزب العمال، ينخره الفساد، وآن الأوان لإزاحته من الحكم.
ولكن الأزمة السياسية الجديدة التى ستنفجر فى البرازيل ستكون بسبب رفض الشارع البرازيلى لميشيل تامر، الذى تولى الرئاسة بشكل مؤقت لمدة 180 يوماً، وتصاعدت حدة التوتر فى البلاد بعد ظهور العديد من الأخبار الخاصة بتامر والتى تنذر بعدم استمراره فى الرئاسة على عكس ما هو كان يتوقع.
وعلى الرغم من أن هناك العديد من الأسباب التى تنذر بأنه لن يستمر فى الحكم، حيث إنه من المتوقع أن يواجه معارضة كبيرة ومتزايدة تغمر الشوارع خلال الأشهر المقبلة، إلا أنه من المتوقع أيضاً أن فى غضون الـ6 أشهر المقبلة، ستكون فترة حاسمة فى خضم هذه الأزمة السياسية التى لا تعرف نهاية، وهى مستمرة فى البرازيل.
ومن أهم أسباب رفض الشعب البرازيلى لتامر هو ارتفاع البطالة إلى 44%، وعدم حصوله على ثقة البرازيليين بسبب الشكاوى المتكررة من الفساد.
الاغتصاب الجماعى
لم تكن الأزمة الاقتصادية والسياسية والصحية الأزمات الوحيدة فى البرازيل والتى تهدد الأولمبياد، لكن أيضا تعانى من أزمة جديدة بعد حادث اغتصاب جماعى لفتاة تبلغ 16 عاما، حيث إن هذا أثار غضبا شعبيا واسعا، فالاغتصاب الجماعى لأم تبلغ من العمر 16 عاماً ولد سيلاً من ردود الفعل فى الشبكات الاجتماعية ومنظمات البيئة الاجتماعية فى البرازيل، فقد اغتصبها 33 رجلاً، بما فى ذلك صديقها الطفل، ثم تفاخر المهاجمون بذلك على الشبكات الاجتماعية.
الهجمات الإرهابية
كانت تنتاب البرازيل مخاوف من الهجمات الإرهابية التى تسمى بـ"الذئاب المنفردة" التى يتبناها تنظيم داعش خلال دورة الألعاب الأولمبية، ونجحت البرازيل، حتى الآن، فى توفير الحماية الأمنية اللازمة لذلك، ومن الواضح أنها اتخذت التدابير اللازمة لدرء مثل تلك الهجمات.
ونشرت البرازيل 85.000 ضابط لضمان النظام والأمن فى دورة الألعاب الأولمبية، وتم توزيع ملصقات ومنشورات ومطبوعات على أكبر قدر من الجهات، التى تستهدفها الحملة الإرهابية.
كما أن البرازيل نجحت فى إظهار مناطقها السياحية بشكل مبهر ومثير، فإنه من المتوقع أن يصل إلى ريو دى جانيرو 700 ألف سائح أجنبى بعد نهاية الأوليمبياد.