فى مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية يعيش عم "أحمد أبو محمد" 50 سنة صانع أقفاص العيش الوحيد بالمدينة، ويبدأ عم أحمد يومه بالعمل فى دكانه الصغير، حتى المساء لكى ينفق على أسرته، ويرى أن مهنة صانع الأقفاص أصبحت فى طريقها للانقراض، لعدم وجود من يتعلمها، والبعض هجرها واتجه للعمل فى مصانع العاشر من رمضان، لكنه متسمك بهذه الصناعة التى ورثها عن والده، وكان يتمنى أن يعلم نجله المهنة لكن توفاه الله.
تقابل "انفراد" مع عم أحمد بدكانه الصغير بوسط مدينة ديرب نجم ليروى لنا رحلته مع صناعة قفص العيش قائلا "اسمى أحمد أبو محمد 50 سنةصانع أقفاص مقيم بمركز ديرب بالشرقية، ورزقنى الله بأربع بنات وولد لكنه توفى، وكنت أتمنى من الله أن يرزقنى بولد كى أعلمه مهنة صناعة الأقفاص حتى لا تموت المهنة فى العائلة.
ويضيف "عم أحمد" أن والده كان يعمل بصناعة الأقفاص وأنه كان يجلس معه وهو صغير، وعندما فشل فى التعليم بدأ والده فى تعليمه تصنيع القفص، منذ 40 سنة، حتى شرب المهنة وأصبحت فى دمه، وأنفق على بناته فى مختلف مراحل التعليم من صناعة القفص.
العم أحمد يروى طريقة تصنيع قفص العيش
يقول أحمد إنه يشترى جريد النخل من الأهالى بالقرى، ثم يقوم بقصه إلى قطع صغيرة ثم تنظيفها وتقليمها ثم تقطيعها إلى قطع أصغر، ويبدأ فى تركيب مكونات القفص من الجريد، وأنه كان زمان يصنع 20 قفصا فى اليوم، لكن الآن يصنع 5 أقفاص فى اليوم، بسبب قلة الطلب على القفص.
العم أحمد يرى أن المهنة أصبحت فى الانقراض وأن الناس بدأت تبحث عن البديل من البلاستيك والكرتون
وتابع أحمد أنه يشعر بالحزن الشديد بسبب انقراض مهنة صانع الأقفاصمن المراكز، وأنه تمنى أن يرزقه الله بولد لكى يعلمه المهنة وتظل المهنة فى عائلته أبا عن جد، خاصة أن قفص العيش حنين على الحاجة عن البلاستيك والكرتون وأن الآلات والماكينة نجحت فى تصنيع كل شىء إلا القفص، لكن القفص أفضل لأنه حنين على الأشياء كما أنه صحى عن البلاستيك والكرتون.
الحاجة أم أحمد: المهنة زمان كانت كلها خير عن دلوقتى
وتقول "الحاجة أم أحمد" والدة أحمد صانع الأقفاص وتبلغ من العمر 80 سنة، إن زوجها كان يجلس بجوار صناع الأقفاص بالمدينة حتى تعلم تلك المهنة، وقام بدوره بتعليهما لأبنائه، وبعضهم تركها وعمل بأعمال أخرى، فيما عدا نجلها "أحمد" هو الذى أحب المهنة وعمل بها، وزمان كانت المهنة تجلب لهم الخير الكثير، لكن الآن الجميع بدأ يتجه إلى عمل القفصالبلاستيك.