عبر لاعب كرة القدم الأمريكية كولين كابرنيك عن رفضه لعنف الشرطة ضد السود برفضه الوقوف أثناء عزف النشيد الوطنى الأمريكى قبل إحدى المباريات التى أقيمت مساء الجمعة الماضية.
وقال اللاعب فى تصريحات صحفية عقب هذا الموقف الذى أثار الجدل والغضب من قبل البعض فى الولايات المتحدة، إنه لن يقف ليبدى فخرا بعلم دولة تقمع السود والملونين.
وأضاف قائلا "إن الأمر بالنسبة لى أكبر من كرة القدم، ويجب أن يكون أنانيا من جانبى ليسلك الطريق الآخر، فهناك جثث فى الشارع، وهناك من يحصلون على إجازة مدفوعة، وينجون من فعلتهم"، فى إشارة إلى الضباط الذين يقتلون السود.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن هذه ليست المرة الأولى التى يتحدث فيها اللاعب البالغ من العمر 28 عاما ضد عنف الشرطة. وطالما عرف عن كابيرنيك أنه مؤيد لحركة "حياة السود مهمة" وتبنى موقفا مؤخرا عقب قتل الشرطة للشاب الأسود ألتون سترلنج فى باتون روج بولاية لويزيانا.
وكتب اللاعب على حسابه على انستجرام يقول "هذا ما تبدو عليه جرائم القتل فى عام 2016" معلقا على فيديو إطلاق النار على ستيرلينج.. وتابع قائلا "قتل آخر فى الشوارع بسبب لون بشرة الرجل، على يد الأشخاص الذين يفترض بهم حمايتنا. متى ستتم محاسبة هؤلاء. أم أنه كان يخشى على حياته وهو يقوم بإعدام هذا الرجل.
من جانبه، أصدر اتحاد كرة القدم الأمريكية المعروف باسم "NFL" بيانا قال فيه إن النشيد الوطنى هو وسيظل دوما جزءا خاصا من الاحتفال الذى يسبق المباريات، وهو فرصة لتكريم بلدنا وانعكاس الحريات الكبرى التى تتاح لنا كمواطنين. وفى احترام المبادئ الأمريكية مثل حرية الدين والتعبير، نعترف بحق الفرد فى الاختيار والمشاركة من عدمه فى احتفالنا بالنشيد الوطنى.
وقال كابيرنيك إن حتى لو قال الفريق الذى يلعب له وهو "سان فرانسيسكو " بإدانته، فإن هذا لن يجعله يغير موقفه بشأن احتجاجه يوم الجمعة. وقال إن هذا ليس شيئا سيغيره أى شخص، ولا أتطلع لموافقة أحد، يجب أن أدافع عمن يتم قمعهم. وأكد أنه يعلم أنه دافع عما هو حق.
وأوضحت واشنطن بوست أن رفض اللاعب الوقوف أثناء عزف النشيد الوطنى أثار بعض ردود الفعل الغاضبة كما هو متوقع من بعض جماهير كرة القدم الأمريكية، كما أنه أكسبه أيضا بعض المتعاطفين معه، وهو ما ظهر جليا على موقع التواصل الاجتماعى تويتر.
أما عن الرافضين له، فمنهم من قال إنه يجب أن يكون هدية لداعش، بينما قال أحد المتضامنين معه أنه من يعترضون على احتجاجه ورفضه الوقوف للنشيد الوطنى هم أنفسهم هؤلاء الذين لا يعرفون ما يعنيه العلم الأمريكى.
وقالت واشنطن بوست إن موقف كابيرنيك الاحتجاجى يأتى على خطى رياضيين آخرين رفضوا الوقوف أثناء النشيد الوطنى لأسباب سياسية أو اجتماعية، وأبرزهم محمد عبد الرؤوف الذى رفض الوقف أثناء عزف النشيد فى عام 1996، وكان يلعب فى نادى "دنيفر ناجيتس،" واعتبر العلم رمزا للقمع وتم توقيفه لمباراة.