نقلا عن العدد اليومى...
مشهد لافت للأنظار، لا يمكن وصفه، عندما أطلقت والدة شهيد الواجب النقيب مصطفى يسرى عميرة، الزغاريد أثناء تشييع جثمانه وحمله إلى مدافن العائلة، وقامت الأم بإلقاء الزهور على نعش ابنها.. يأتى ذلك بعد إصابة مصطفى، أو كما يُطلق عليه زملاؤه «الشهيد الحى»، أثناء العمل، عندما أطلق عليه قناصة جماعة الإخوان الإرهابية رصاصات اخترقت فكه وساقه، عقب فض اعتصام رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013، ثم دخل فى غيبوبة.
النقيب مصطفى يسرى كان يرقد كالجثة الهامدة فى المستشفى، فى حالة يُرثى لها على مدار 3 سنوات، كان يُعانى من تلف فى المخ وشلل رباعى، كان يرقد فى فراشه، لا يسمع، ولا يرى، ولا يتكلم، ولا يشعر بالدُنيا، وتوفى النقيب مصطفى يسرى منذ أيام، وعُمره 27 سنة فقط، خريج أكاديمية الشرطة دفعة 2010.
السيدة وفاء السيد.. والدة الشهيد.. تحدثت برضا كامل بقضاء الله وقدره فى حوارها، لـ«انفراد»، عن ابنها.. تحدثت بنفس راضية، وقلب مطمئن، لأن الله رزقها الصبر وربط برحمته على قلبها.. قالت أم الشهيد: الرئيس «السيسى» أوفد مندوبًا لتشييع الجنازة لأن ابنى بطل بجد، وأطلقت الزغاريد فى مدافن العائلة وألقيت الزهور على جثمان ابنى لأنه شهيد.
وأضافت أم الشهيد قائلة: ابنى أدى مناسك العمرة قبل إصابته بـ3 شهور، وسيارته مليئة بالمصليات والمصاحف، لأنه كان بيوزعهم فى أماكن الخدمة، عشان زملاؤه والمجندين يصلوا ويقرأوا القرآن وقت الراحة، وشقيقه النقيب أحمد يسرى، الضابط بالعمليات الخاصة مكمّل فى نفس الطريق بكل شجاعة، وابنى مصطفى كان نفسه يبقى ضابط وشهيد من وهو فى ابتدائى.. وإلى نص الحوار.
بماذا شعرتِ عندما أوفد الرئيس عبدالفتاح السيسى اللواء عادل الزنكلونى لتشييع جنازة ابنك البطل؟
- مصطفى بطل بجد، شرّفنا كلنا، وشرّف بلده، كلنا فخورين بمصطفى، لأن طول عُمره شجاع، وعُمره ما خاف من الموت، وكان دايمًا من صُغره بيتمنى يموت شهيد، ولو عاد به الزمن لاختار نفس الطريق، والحمد لله ربنا حقق له اللى كان دايمًا بيتمناه، وأنا كنت تحت رجل ابنى 3 سنين، ولو قعد 100 سنة كنت هقعد تحت رجله، لأن ليه رصيد عندنا كلنا.
حضرتك أطلقتى الزغاريد أثناء حمل جثمان الشهيد لمدافن العائلة، هل حضرتك فرحانة بابنك؟
- طبعًا فرحانة بيه، ابنى النقيب مصطفى يسرى، أو كما يُطلق عليه زملاؤه «الشهيد الحى»، عريس دلوقتى فى الجنة، اتجوز الحور العين، وآخر صورة لمصطفى على «فيس بوك» كانت مع صديقه الشهيد محمد جودة، وبجوارها برواز فاضى وكتب «مستنى دورى»، وخرج بعد صلاة الجمعة، وأصيب أثناء العمل، عندما أطلق عليه قناصة جماعة الإخوان الإرهابية، رصاصات اخترقت فكه وساقه، عقب فض اعتصام رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013.
هل مصطفى كان مُتديّن؟
- طبعًا ابنى كان متدين، وبيراعى ربنا فى كل تصرفاته، مصطفى أدى مناسك العمرة قبل إصابته بـ3 شهور، وبعد إصابته فتحنا سيارته، القرآن كان شغال فيها، ووجدنا فيها مصليات ومصاحف كتير جدًا، وعرفنا من أصدقائه بعد كدة إنه لما كان بيخدم فى أى مكان، كان بيصلى ويقرأ قرآن، ويترك مصاحف ومصليات عشان الناس تصلى وتقرأ القرآن فى أماكن الخدمة وقت الراحة، لأنه كان بيخدم فى كذا مكان، كل ده كان لوجه الله.
هل توصى شقيقه النقيب أحمد يسرى الضابط بالعمليات الخاصة بالثأر؟
- طبعًا، وكل الضباط مستعدين يقدموا حياتهم وأرواحهم للحفاظ على البلد، محدش بيخاف، بدليل إن كل يوم فى شهيد جديد، واللى ليه نصيب فى حاجة هيشوفها، محدش بيموت ناقص عمر.
من اختار له الالتحاق بكلية الشرطة؟
- مصطفى من صغره، من وهو فى ابتدائى عايز يطلع ضابط، ويبقى شهيد، وكان ملتزم، ومحدش فرض عليه أى حاجة، وأنا كنت دايمًا بقول له يا مصطفى أنت ممكن تبقى شهيد حتى لو اتوفيت على سريرك، لأن الأعمال بالنوايا، ولكل امرئ ما نوى، لكن هو كان مُصِرْ يطلع ضابط، ويموت شهيد أثناء العمل وأداء الواجب.
كيف كان يرى مستقبل مصر؟
- رغم اندلاع ثورة يناير 2011، إلا أن نفسية مصطفى لم تتأثر، عُمره ما كان مهزوم، وكان بيشتغل وهو متفائل عادى جدًا، ومبسوط كمان، وكان فخور ببدلته الميرى، البدلة السوداء الخاصة بالأمن المركزى، كان على طول بينزل بيها بشجاعة، وبيرجع بيها، مع إن الضباط دايمًا مستهدفين، وكان بيحب شغله، وكان فخور بالقطاع اللى بيشتغل فيه، وكان بيحب زمايله، وبيحترمهم، وعمره ما اتهز مهما حصل، وكل زمايله كده.
النقيب مصطفى يسرى شهيد رابعة
تقولى لنا إيه عن مصطفى يسرى الإنسان؟
- كان هادئ جدًا، وبيحب وبيحترم الجميع، وكل الناس كانت بتحبه، بسبب أخلاقه، كان جدع، وطيب وملتزم، وعمره ما غلط فى حد، وأول مرتب حصل عليه من وزارة الداخلية وزعه كله على جدته والدة والده، وجدته والدتى، وخالاته وعماته.
ما هى آخر كلماته قبل الدخول فى الغيبوبة؟
- آخر كلمات كتبها على «فيس بوك» قبل الدخول فى الغيبوبة «نفسى أموت شهيد»، بسبب استشهاد صديقه محمد سمير ومحمد جودة، ليلحق بهما، وبعد الغيبوبة كان يرقد كالجثة الهامدة فى المستشفى، فى حالة يُرثى لها، على مدار 3 سنوات، لأنه كان يُعانى من تلف فى المخ وشلل رباعى، كان يرقد فى فراشه، لا يسمع، ولا يرى، ولا يتكلم، ولا يشعر بالدُنيا، وتوفى ابنى الأكبر وعمره 27 سنة فقط، خريج أكاديمية الشرطة دفعة 2010.
هل تم بالفعل إطلاق اسم الشهيد على مدرسة تقديرًا لتضحياته وتخليدًا لاسمه؟
- اتصل بى تليفونيًا مسؤول بوزارة الداخلية مؤخرًا بعد استشهاد ابنى، لأننى طالبت بإطلاق اسم مصطفى على مدرسة «طبرى الحجاز» فى مصر الجديدة، تقديرًا لتضحياته وتخليدًا لاسمه.
ومصطفى كان طالبًا فى هذه المدرسة أثناء مرحلة الثانوى، ويوجد 3 مدارس طبرى ثانوى بنين فى مصر الجديدة، وهم طبرى روكسى وطبرى الحجاز وطبرى شيراتون، وعرفت إنه جار اتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق اسمه على مدرسة.
ما هى مطالب أسرة الشهيد البطل النقيب مصطفى يسرى؟
- نطالب المواطنين بأن يتذكروا دائمًا تضحيات الشهداء وأبطال الشرطة.