فى تقليد جديد يرسخ التحول الديمقراطى فى البلاد العربية، فاجأتنا تونس كثورتها "الياسمين"، بإجراء مراسم لتسليم السلطة من رئيس الوزراء السابق الحبيب الصيد لرئيس الحكومة الجديد يوسف الشاهد، والتى نالت حكومته ثقة البرلمان نهاية الأسبوع الماضى، حيث جرت هذه المراسم على الهواء مباشرة.
من جانبه قال رئيس الحكومة التونسية السابق، الحبيب الصيد إن مقاومة الفساد أصعب من مقاومة الإرهاب، وهى مهمة صعبة جدا وتتطلب نفسا طويلا.
وأضاف فى كلمته خلال مراسم تسليم السلطة لحكومة يوسف الشاهد أن ظاهرة الفساد قد تفشت وتعمقت كثيرا فى الفترة الأخيرة، مشددًا على أن مسئولية مقاومة الفساد ليست بمسئولية الدولة فحسب بل هى مسئولية الجميع دولة ومؤسسات ومجتمع مدنى.
بدوره قال يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية الجديد إن الحكومة السابقة برئاسة الحبيب الصيد قامت بمهام عملها فى ظروف صعبة، لكنها تمكنت من مجابهة العديد من التحديات خاصة الأمنية منها، مشيرا إلى وجود مردود إيجابى للمهام الأمنية التى أوكلت إليها، خاصة فى ردع العناصر الإرهابية.
وأضاف رئيس الحكومة التونسية الجديد فى كلمة خلال مراسم تسلم مهام حكومته، وبثها التليفزيون على الهواء مباشرة، من العاصمة التونسية، اليوم الاثنين، أن الانتقال السياسى والديمقراطى فى تونس يحقق نجاحا، معربا عن ثقته البالغة فى تجاوز الصعوبات والمحن التى تمر بها بلاده بفضل شعب تونس.
وشدد رئيس الحكومة التونسية على عدم وجود خيار آخر أمام حكومته خلال المرحلة المقبلة سوى النجاح، مضيفا: نعمل فى ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة وسنعمل على مواجهتها، وتحمل مسئوليتها.
وتضم حكومة يوسف الشاهد التى أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس الباجى قائد السبسى فى قصر قرطاج السبت الماضى، 26 وزيرا من بينهم 6 نساء و14 وزير دولة.
وقال رئيس الحكومة الجديد أمام البرلمان، السبت، إنه إذا استمر التعثر الاقتصادى فإن حكومته ستجبر على اتباع سياسة تقشف عام 2017 وتسريح آلاف الموظفين وزيادة الضرائب وخفض الإنفاق.
وشدد على أن حكومته لن تسمح بتوقف الإنتاج فى أى مصنع، قائلا: "سنكون حازمين فى التصدى للإضرابات والاعتصامات غير القانونية".
يذكر أن يوسف الشاهد هو أصغر رئيس وزراء يتولى المنصب فى تونس، إذ يبلغ من العمر 41 عامًا، وينتمى الشاهد لحزب نداء تونس الذى أسسه رئيس الدولة الباجى قائد السبسى فى العام 2012، كما يعتبر الشاهد سابع رئيس للحكومة فى أقل من 6 سنوات.