مع تفاقم أزمات الصحة ومستشفيات الدولة بالإسكندرية، وتضرر المواطنين من انتظارهم لأيام طويلة للحصول على سرير داخل مستشفى الجامعة ورفض البعض علاج حالات الطوارئ، ومعاناة الحوامل أثناء ولادتهم، بدأ الحديث عن مستشفيات المؤسسة العلاجية، وخدماتها وهل يتم حقاً إدارتها لصالح رجال أعمال ومدى إمكانية تحقيق مطالبات النواب، فى ضمها للدولة.
- يقولون أن الدكتور عمر الإبراشى رئيس المؤسسة العلاجية، تم تعيينه بالوساطة لقرابته وزمالته للدكتور هانى المسيرى الذى تم تعيينك فى عهده كيف ترد على ذلك؟
كنت نائب مدير عام مستشفى الطلبة بجامعة إسكندرية لمدة 4 سنوات، ومعى دبلوم ادارة مستشفيات ودبلوم حوكمة صحية، ولدى الخبرة العملية والنظرية والدراسات التى تؤهلنى لمنصبى ذلك، ولو رأى الجميع أن كل هذا كوسة فهذا أمر يعود إليهم.
- بعض النواب يطالبون بضم المؤسسة العلاجية للدولة.. ما رأيك فى ذلك؟
الدولة حالياً لديها مبدأ أن تنفق كل مؤسسة على نفسها، وليس العكس، وبالتالى إذا لم تقم كل مؤسسة أو مستشفى بالإنفاق على نفسها بلامركزية شديدة بعيدة عن الدولة وتحقق أرباح كافية، فلن تسير الأمور على ما يرام كما هو الحال بمستشفى المبرة التى انضمت لوزرة الصحة، وكانت تعمل بشكل جيد حينما كانت مستقلة، والآن توقفت عن العمل بشكل شبه نهائى.
- البعض يتهم مستشفيات المؤسسة العلاجية بالمساهمة فى أزمة ألبان الأطفال، وخاصة مع وجود مستشفى الماترنتيه الخاصة بالولادة؟
أول مرة اسمع مثل ذلك، فقد نتهم بتلوث الدم، أو زراعة أعضاء وخلافه، أما أزمة الألبان، فكيف ذلك، ونحن لا نقوم باستيراده أو بيعه، وليس لنا علاقة به.
- رصد الجهاز المركزى للمحاسبات العديد من المخالفات بمستشفيات الإسكندرية؟
بالفعل هناك الكثير من المخالفات، وقمت بتحويل 5 منهم من داخل مستشفى الماترنتيه إلى التحقيق، ولكنها كلها مخالفات قديمة.
- البعض يتهم المؤسسة العلاجية بأنها تدير مستشفياتها لصالح رجال اعمال وترفع الأسعار.. ما مدى صحة ذلك؟
نعم نرفع الأسعار لأن كل شىء من حولنا يرتفع، فالأدوية والمستهلكات والأجهزة الطبية، يرتفع سعرها بارتفاع الدولار، ولابد من رفع السعر حتى نستطيع الإنفاق على أنفسنا وعلى المرتبات والمكافآت.
- ما هى المستشفيات التى تتبع المؤسسة العلاجية فى الإسكندرية، والخدمات التى تقدمها؟
إن المؤسسة العلاجية بالإسكندرية تضم 3 مستشفيات هى القبطى بمحرم بك ومستشفى أحمد ماهر بمحطة مصر والماترنتيه، وذلك بعد انفصال مبرة باكوس عنهم لتتبع وزارة الصحة، ومتخصصين فى النساء والتوليد والغسيل الكلوى.
- ما الفارق بين مستشفيات المؤسسة العلاجية وبين مستشفيات القطاع الخاص والحكومة؟
المؤسسة العلاجية تقف فى المنتصف بين المستشفيات الخاصة والحكومة، فقرار إنشاء هذه المؤسسة كان فى الستينات من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لتقدم خدمة طبية عالية المستوى بأسعار فى خدمة الطبقة الوسطى، لمن ليس لديه تأمين صحى، وفى نفس الوقت لا يستطيع تحمل مصروفات القطاع الخاص، ومسئوليتها تقع بالكامل على المحافظ.
- هل تدين المؤسسة العلاجية للدولة بأموال؟
الديون كانت قروض فى عقود سابقة، تم أخذها من الدولة تقدر ب 11 مليون جنيه، وجارى تسديدها، والمديونيات علينا لمحافظة الإسكندرية مبلغ بسيط ربما يكون 60 ألف جنيه، وسبب أن السنوات الماضية شهدت عجز فى عمل المستشفيات، وكانت لا تحقق ارباح أو فائض ميزانية للإنفاق على الموظفين.
وكانت مستشفى القبطى فى بداية تولى المنصب، حالتها سيئة، وتحتاج إلى 30 أو 40 مليون جنيه، للنهوض بها، وحال الدولة الآن لا يسمح بتوافر هذا المبلغ، فاستغلينا دعوة الرئيس السيسى، بأن الدولة لا تتكفل بكل شىء لذلك نسعى لأن يتكفل رجال أعمال ومستثمرين، بالنهوض بالمستشفى، وتحمل الأعباء وهناك خطة محسوبة وموضوعه لذلك سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة القادمة.
- هل توفر مستشفيات المؤسسة العلاجية علاج على نفقة الدولة؟
نعم، بنسبة كبيرة جداً، فأى مواطن غير قادر على تحمل نفقات علاجه، يتم عمل بحث له، ولحالته الاجتماعية والصحية، ومساعدته فى العلاج على نفقة الدولة.
- وماذا عن علاج السوفالدى؟
لم نشترك فيه، لأن مستشفى الماترنتيه لدينا متخصصة فى النساء والولادة، وليس لها علاقة بفيروس سى ومستشفى أحمد ماهر متخصصة فى أمراض الكلى والغسيل الكلوى، وتحتوى على حوالى 50 ماكينة hdf، وهى الأحدث فى العالم وحصلت على المركز الأول على مستوى المحافظة فى غسيل الكلى.
- وهل المؤسسة العلاجية لا تشمل مستشفياتها كل التخصصات؟
كانت لدينا مستشفى المبرة شاملة التخصصات، وأصبحت الآن تتبع وزارة الصحة، ومستشفى القبطى وتحتاج إلى بعض التطوير لتشمل جميع التخصصات.
- وكيف يتم تطوير المستشفيات؟
بدأنا العام الماضى، فى تطوير مستشفى الماترنتيه، فأنشأنا أجنحة فاخرة 5 أو 6 نجوم نتحدى بها القطاع الخاص، مع وجود الدرجة الأولى الممتازة بالإضافة إلى الدرجة الثانية بجانب القسم المجانى، وكل الأقسام تناسب المواطنين العاديين.
- ما الذى ينقص مستشفيات المؤسسة العلاجية؟
جميع مستشفيات الإسكندرية، لديها نقص، ولكن لا يؤثر ذلك على الخدمة، ولدينا خدمة عالية المستوى، صواء الطبية أو التقييمية.
- وهل تستقبل مستشفيات المؤسسة العلاجية، حالات الطوارئ؟
لا يوجد استقبال للطوارئ، لأننا متخصصين كما ذكرت فى النساء والتوليد والكلى، وإذا كان هناك حالات طوارئ فى الولادة يتم التعامل معها فوراً، وليس لدينا غرف عناية مركزة لأنها كانت موجودة فى مستشفى المبرة التى أصحبت تتبع الوزارة.
- هل هناك عجز فى الحضانات الموجودة بالمستشفى؟
العجز لدى فى التمريض وليس الحضانات، ونقوم بتطويرها وزيادة عددها حالياً، فلدينا قسم كامل به 20 حضانة، ولا أستطيع التوسع أكثر لعدم وجود تمريض كافٍ ومؤهل.
- ما الدخل الذى تحققه مستشفيات المؤسسة العلاجية فى الإسكندرية؟
هناك ارتفاع فى الدخل للمؤسسة هذا العام، بما لا يقل عن 20% لمستشفى الماترنتيه، وأحمد ماهر 30%، فوصل دخل مستشفى الماترنتيه 14مليون جنيه فى 2015/ 2016، بعد أن كانت 10 ملايين للعام الماضى 2014/2015 وكان دخل مستشفى أحمد ماهر 3 مليون و900 ألف العام الماضى، أصبح هذا العام 6 مليون جنيه.
- هل هناك مشروعات جديدة ستساهم فى إدخالها المؤسسة العلاجية؟
نعمل على إنشاء مركز جراحة أورام الثدى بمستشفى الماترنتية، بالاتفاق مع خبير مصرى بإنجلترا، لإنشائه، وسيكون أول مركز فى الإسكندرية، ونقدم خطتنا للدولة، ونتمنى مساعدتهم بحوالى من 6 : 8 ملايين جنيه.