تتسابق الجبهات المتصارعة داخل جماعة الإخوان على نيل رضا الرئيس التركى، رجب طيب أردغان، فكل من مجموعة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، ومجموعة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، والمسماه إعلاميا بـ"القيادة الجديدة" تباروا فى تقديم الولاء لاسطنبول، حيث أصدر كل منهما بيانين منفصلين يدين فيهما الأعمال الإرهابية التى شهدتها مدينة اسطنبول الثلاثاء الماضى، داعيين الله أن ينقذها من الإرهاب.
وأصدر المتحدث الإعلامى المحسوب على جناح محمود عزت ومحمود حسين، بيانا إعلاميا أدان فيه الأعمال الإرهابية التى شهدتها تركيا، وقال طلعت فهمى، المتحدث الإعلامى للجماعة: "تدين جماعة "الإخوان المسلمون" حادث التفجير الإجرامى الذى وقع فى مدينة اسطنبول".
وتابع فهمى: "تتقدم الجماعة بخالص التعازى إلى الحكومة التركية والشعب التركى وأهالى الضحايا فى مصابهم، ونسأل الله أن يحفظ تركيا وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه".
يأتى هذا فيما لم تنشر أيا من مواقع الإخوان هذا البيان الصادر عن مجموعة محمود عزت، سوى موقع واحد تسيطر عليه مجموعة القيادات القديمة، إلى جانب موقع آخر تابع لمحمود عزت.
على الجانب الآخر، أصدرت مجموعة القيادات الجديدة لجماعة الإخوان بيانا أيضا أدانت فيه الأعمال الإرهابية فى تركيا، ونشر محمد منتصر المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان، بيانا قال فيه: "يدين مكتب الإخوان المسلمين بالخارج التفجير الذى شهدته مدينة اسطنبول التركية والذى أدى لسقوط ضحايا ومصابين".
كما نشر المتحدث الإعلامى التابع لمجموعة "القيادات الجديدة" بيانا باللغة الإنجليزية، قال فيه: "جماعة الإخوان تنظر بكل أسى للأحداث الإرهابية التى شهدتها مدينة اسطنبول التركية، وننعى الضحايا الذين سقطوا فى هذا الحادث الإرهابي".
فى السياق ذاته، قال أصدر برلمان الإخوان المزعوم فى تركيا بياناً قال فيه: "هالنا الحادث الإرهابى الذى تعرضت له مدينة إسطنبول التركية، ونحن إذ نتقدم بالعزاء لتركيا شعباً وحكومةً ورئيساً، ونتشارك معهم مشاعرهم تجاه هذه الخسة والنذالة التى لن تعوق مسيرة استكمال التنمية والأمن والأمان للشعب التركى".
من جانبه قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن كل مجموعة من مجموعات الإخوان المتنازعة تتصارع حول تقديم الولاء للسلطات التركية عبر التنافس على إصدار البيانات التى تدين الأعمال الإرهابية فى تركيا.
وأضاف الزعفرانى فى تصريح لـ"انفراد" أن صدور بيانين من جهتين متنازعتين لدى جماعة الإخوان يؤكد مدى حالة الارتباك الذى تشهده الجماعة فى الوقت الحالى، وأن كل منهما له أهداف مختلفة عن الآخر.
وفى السياق، ذاته قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الانقسامات التى حلت على الجماعة خلال الفترة الأخيرة جعلتهم يصدرون بيانات منفصلة على حدث واحد، موضحاً أن هذا حدث قبل ذلك خلال نعى أحد قياداتهم وكذلك حول التجهيزات لذكرى يناير.
وأضاف البشبيشى، أن كل جبهة من جبهات الصراع تحرص على الإدانة خاصة القيادات المتواجدة فى تركيا باعتبار أن الحكومة التركية هى من تقدم المساعدات لقياداتها المتواجد فى اسطنبول.