أثارت جريمة قتل قهوجى لنجله ودفنه بمقبرة داخل شقته بالعمرانية الذعر بين المواطنين، لبشاعة الحادث، خاصة وأن المتهم حاول التغلب على الرائحة الكريهة للجثة التى بدأت تنبعث نتيجة تعفن الجثة بإشعال البخور ورش المعطرات بالشقة، إلا أن الجيران زادت شكوكهم نتيجة عدم مشاهدتهم لنجل المجنى عليه لعدة أيام واختفائه، مما دفعهم لإبلاغ رجال المباحث، ليتم الكشف عن المفاجأة بالعثور على المقبرة بأرضية الشقة وبها جثة الضحية.
وتعد تلك الطريقة فى التخلص من جثث الضحايا ليست الأولى فى تلك الجريمة، بل سبقتها قتل ربة منزل لزوجها بطعنه بسكين بمنطقة إمبابة ودفن جثته أسفل سرير غرفة النوم، ثم وضعت كمية من الأسمنت عليه والهرب عقب ارتكاب الجريمة، واعترفت المتهمة بعد القبض عليها أنها قتلت زوجها بسبب محاولة المجنى عليه الاعتداء عليها بالضرب واتهامه لها بالخيانة، لتصدر محكمة جنايات الجيزة حكمها على المتهمة بالسجن المؤبد.
وشهدت منطقة إمبابة أيضا جريمة قتل مشابهة، حيث قتلت ربة منزل زوجها أيضا وأخفت جثته أسفل سرير غرفة النوم وهربت لدى عشيقها بمحافظة السويس، واعترفت المتهمة أن زوجها حاول ممارسة الجنس معها بطريقة غير شرعية مما دفعها لدفعه ليصطدم بالحائط ويسقط مفارقا الحياة، وكشفت التحقيقات أن المتهمة تركت أطفالها بالشقة بعد إغلاق غرفة النوم على جثة زوجها، حتى أكتشف شقيق المجنى عليه الجريمة بعد بحثه عنه ليعثر على جثته.
وفى منطقة الخصوص بالقليوبية استدرج حداد صديقه لشقته، بحجة الإتفاق على شراء كمية من المواد المخدرة لتوزيعها على المعازيم فى حفل زفاف شقيقه، ثم اعتدى عليه بالضرب بواسطة "شومة" حتى فارق الحياة بسبب رفض المجنى عليه إعادة مبلغ مالى للمتهم، ثم صنع مقبرة له بأرضية الشقة ودفن جثته بها، وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم بعد إبلاغ شقيق المجنى عليه، وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الجريمة وارشد عن مكان دفن الجثة بأرضية صالة شقته.
من جانبه أكد الدكتور إيهاب يوسف خبير المخاطر الأمنية، أن هناك أساليب متعددة لارتكاب الجريمة، وأساليب أخرى لإخفائها والإفلات منها، وتختلف طريقة كل منها حسب القائم بارتكابها وطريقة تفكيره والبيئة التى ينتمى إليها، بالإضافة إلى درجة ذكائه ومدى ارتكابه جرائم أخرى سابقة من عدمه.
وأضاف يوسف أن المتهم بقتل نجله ودفنه بمقبرة بأرضية شقته فى العمرانية لجأ إلى طريقة بدائية فى محاولة منه لإخفاء معالم جريمته نتيجة لقدرات تفكيره المحدودة وفراغ سجله الجنائى من أى جرائم سابقة، حيث لم يجد أمامه وسيلة أخرى لإخفاء الجثة سوى بدفنه بأرضية الشقة دون أن يضع فى حسبانه كيفية التعامل مع رائحة الجثة التى ستتحلل بعد أيام.
وذكر خبير المخاطر الأمنية أنه يجب تحقيق نوعين من الردع للتقليل من نسبة ارتكاب الجرائم، النوع الأول هو الردع الخاص ويكون بحق المتهم ويتحقق بسرعة القبض عليه وتقديم الأدلة الكافية للمحكمة حتى يتم إصدار عقوبة مناسبة للجريمة التى ارتكبها فى أسرع وقت، أما النوع الثانى من الردع فيكون بحق المجتمع حتى يتأكد الجميع أن كل مجرم سيتلقى عقوبته المناسبة دون تهاون وفى أسرع وقت دون تأجيل.