"ميت صنف وميت لون"، وكأنك فى محل كبير للعطارة والتحويجات، فعلاقة الرجال بالمنشطات الجنسية الشعبية قديمة ومتشابكة، نتيجة لكثرة المعروض، واعتماد عديمى الخبرة بالطب الشعبى على الحقائق والمشاهدات، ولزيادة المعروض أيضًا من الأنواع الكيميائية المعروفة والمشهورة بفائدتها الطبية، ومنشطات «بير السلم» مجهولة المصدر، والحل هو استخدام المنشطات الكيميائية تحت الإشراف الطبى، و«ياتستخدمها صح.. ياماتلومش إلا نفسك».
فى البداية يجب أن يدرك الرجال أن المنشطات الجنسية «لها غرض طبى»، وليست مصنعة فقط لتحسين القدرة الجنسية لمدة دقائق، وبعدها تفقد ما تبقى لديك من قدرات!، فأغراضها علاجية فى أغلب الحالات، لتصلح عيبًا أو تسد نقصًا، أو تحسن من نشاط دورتك الدموية، فتخلصك إما من ضعف انتصاب، أو حالة ضعف عضوى أو نفسى، أو تعالج لديك مشكلة تتعلق بالقدرة الجنسية، وكل هذه الأهداف علاجية، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتم إلا تحت إشراف طبى، وإلا تحولت إلى كارثة، لا تقف عند حد الذبحة والأزمات القلبية كما نرى فى الأفلام والمسلسلات، ولكن قد تمتد لتبدأ بإفراغ مخزونك الجنسى.
ولأن المسألة شائعة بين الرجال فى تناول هذه المنشطات دون استشارة طبية، انتعشت سوق المنشطات الجنسية المضروبة، وامتلأت السوق بالعديد من الأنواع والأشكال والوصفات والخلطات، منها الرذاذ والدهانات والعقاقير، والتى انتشرت بين الشباب أيضًا وحديثى الزواج، ولم تعد محصورة بين «العواجيز» وكبار السن.
الدكتور محمد عباس، أستاذ طب وجراحة أمراض الذكورة والعقم بقصر العينى، أكد ضرورة وأهمية أن يعرف الرجل- مهما كان عمره- متى وكيف يستخدم المنشط الجنسى، وكيف يمكن أن يعيش عمره دون أن يتناول المنشطات، ويتمتع فى الوقت ذاته بحياة جنسية صحية.
منتجات مغشوشة تضر بصحتك الجنسية وتسبب الإدمان
ويوضح الدكتور «عباس» أن السوق تمتلئ بالعديد من الخلطات «البلدية» التى يعتقد الرجال فى فائدتها للقدرة الجنسية، ومنها حجر جهنم، والمنشطات الصينية، والعسل المغشوش، فهذه منتجات مغشوشة، وتضر بالصحة الجنسية للرجل وتسبب الإدمان، وتباع بأسعار عادية، ما يجعلها فى متناول الجميع دون ضوابط، وتأتى فى شكل دهانات موضعية، وأقراص، وكذلك أنواع عسل مختلفة، وهى «التقليعة» الجديدة التى يلجأ إليها هؤلاء التجار.
المنشطات الصينية «المضروبة» التى تملأ الفضائيات من أخطر ما يتناوله الرجل على صحته الجنسية، وتأتى الدعاية لها بتعدد مميزاتها الوهمية، فهى عبارة عن خلطات مجهولة المصدر تطحن معًا، كل ما يعرف عنها هو احتواؤها على كميات كبيرة من أنواع الفياجرا المختلفة مع الترامادول، وبعض الأعشاب الطبية المحفزة جنسيًا، والقليل جدًا من المادة الفعالة، وخطرها يتمثل فى أنها لا تؤتى بمفعول يذكر لدى الكثير من الحالات، ما يدفع البعض فى الإسراف فى تعاطيها وإدمانها، فضلًا عن أخطارها الصحية، نظرا لمكوناتها المجهولة، وغالبًا ما يصاب من يستخدمها بالحساسية الجلدية، بسبب دمج مجموعة مكونات غير متجانسة مع بعضها، مما يؤدى إلى تفاعل المواد الفعالة بعضها البعض.
أما الخلطات الشعبية التى تعمل كمنشط جنسى وتملأ أرفف محال العطارة، فأهمها عسل النحل الذى تضاف إليه مجموعة بودرة مسحوق عقاقير منشطة جنسيًا والأعشاب، ما ينذر بأخطار صحية شديدة، منها هبوط الدورة الدموية الحاد.
أما الدهانات الموضعية، ومراهم وأحجار للتنشيط الجنسى فخطرها يكمن فى أنها تدهن مباشرة على العضو الذكرى، رغبة فى تحسين الانتصاب أو تأخيره، وهو ما قد يسبب قرحًا جلدية شديدة، قد تصل حد الإصابة بالغرغرينا السطحية فى العضو الذكرى بالكامل.
أما الحشيش فهو المنشط الجنسى الأشهر والأكثر تداولًا بين الرجال، وهو يزيد من الرغبة الجنسية، ويضعف القدرة على عكس المعتقد، ويعمل الرذاذ أو الإسبراى على تحسين حالات تأخر الانتصاب، ومن أخطر المشاكل التى يسببها الإصابة بالحساسية الجلدية الشديدة، وإذا ما استخدمت بشكل مكثف كانت النتيجة ضعف الانتصاب بصورة ملحوظة.
وهناك بعض الزيوت والدهانات المستخرجة من الحيوانات
يشيع استخدامها، بهدف التهيج وزيادة الإثارة، وهو ما يحذر منه الرجال بشدة، فهو يباع لدى العطارين، ويتسبب فى أغلب الأحيان فى عمل تهيج ظاهرى لأنسجة الجلد للعضو الذكرى، مما يشعر بإثارة وقتية وهمية، دون تنشيط جنسى حقيقى، وهو ما يسبب الإصابة بالطبع بحساسية شديدة بالعضو، وتقرحات شديدة.
أبرز أضرار المنشطات الجنسية الخفية
وتعد كل المنتجات السابقة- حسب تأكيد الدكتور محمد عباس- هى السبب فى تقليل العمر الجنسى للرجل والشاب خصوصًا، فهى تضعف بالتدريج القدرة الجنسية نتيجة إدمانه لها لفترات طويلة، وزيادته للجرعات تدريجيًا، مما يؤثر على الوظائف وأجهزة الجسم، وعلى الحياة الجنسية بشكل عام، ومن أبرز أضرارها:
الاعتياد والإدمان لها لضعف تأثيرها، مما يصيب صاحبها بضعف الانتصاب النفسى، والناتج عن ارتباط القدرة الجنسية بتلك المنشطات، وبالتالى الاعتماد النفسى الدائم عليها، كما أن زيادة الجرعات تؤثر على أجهزة الجسم، خصوصًا القلب، بجانب العملية الجنسية التى تمثل عبئًا شديدًا بشكل عام، ما يهدد بأخطار صحية، مثل الجلطات ومشكلات الشبكية والذبحات، واضطراب ضغط الدم والدورة الدموية.
للرجالة.. امتى تاخد منشط جنسى؟!
وهنا يأتى موعد السؤال الأهم والأبرز الذى يردده الرجال، متى يمكننى تعاطى منشط جنسى بأمان ودون مشكلات؟!، يجيبك أستاذ أمراض الذكورة والعقم الدكتور محمد عباس، ويقول إنه يجب أولًا أن يلاحظ الرجل أنه يعانى من مشكلة جنسية ما، كى يظن أنه بحاجة لهذا المنشط المساعد، وهو ما يمكن تحديده مع الطبيب المختص، فهو وحده الذى يحدد ما يعانى منه الرجل من مشكلات والسبب والعلاج.
ويوضح الدكتور «عباس» أنه ليس من المنطقى أن تجزم بإصابتك بضعف جنسى «عمال على بطال»، أو لمجرد صعوبة إقامة علاقة زوجية سليمة فى بداية زواجك، أو لمجرد توترك فى ليلة الدخلة على سبيل المثال! فهذا التشخيص، وهذا الشك يكون بعد فشلك الحقيقى فى الإمتاع الجنسى، وإقامة علاقة كاملة زوجية لأكثر من 50% من المحاولات بينك وبين زوجتك، وبعدها يمكنك الشك فى الأمر والذهاب لمختص.
يأتى هنا دور الطبيب الذى يحدد سبب المشكلة، سواء عضوية أو نفسية، وما إذا كان ضعفًا جنسيًا أم ضعفًا بالانتصاب، أما علاج ضعف الانتصاب النفسى فيبدأ معه الطبيب بعلاجات خفيفة للغاية، قد تتطور تدريجيًا، ويلجأ إلى وصف المنشطات المناسبة للحالة فى مرحلة متقدمة إذا لم يستجب المريض للعلاج، أما الضعف الجنسى العضوى الذى يصيب غالبًا كبار السن والمدخنين، ومن يعانون أمراضًا مزمنة، فيكون بوصف منشطات جنسية مصدقة وجيدة وغير مغشوشة، وبجرعات معينة وتدريجية وليست عشوائية.
ويحذر الدكتور «عباس» من أن هناك فئات ممنوعة من تعاطى المنشطات الجنسية، وهم فئتان:
فئات ممنوعة نسبيًا: بدرجات معنية، ومنهم مرضى السكر، ومرضى الضغط، ومرضى السمنة المفرطة
فئات ممنوعة قطعيًا: مرضى القلب والسكر ممن يعانون من ارتشاح فى الشبكية.
إزاى تقوى قدرتك وتحسن أداءك من غير منشطات؟
ولكى تتمكن من زيادة نشاطك الجنسى، والتمتع بصحة جنسية جيدة وممتازة، لا تحتاج خلالها المنشطات ولا العوامل المساعدة، ينصحك الأطباء بضرورة أن تهتم منذ الوهلة الأولى لبلوغك أن تحيا حياة صحية سليمة، ويكون نمط حياتك جيدًا ومتجنبًا كل مسببات الضعف الجنسى والتأثير السلبى على الحياة الجنسية، وكذلك الإنجابية، ومن أهم هذه النصائح ما يقدمه لك الدكتور محمد عباس، ومنها:
تجنب فكرة التدخين بكل أنواعه، فهو المسبب الأول لضعف الانتصاب والمشكلات الجنسية لدى أغلب الرجال.
الاهتمام بتناول كل ما هو صحى منذ الصغر، والاعتياد على هذا النمط فى تناول الطعام، لأنه يوفر نشاطًا جنسيًا حقيقيًا وفعالًا للجسم، دون الحاجة إلى مساعدات.
الاهتمام بضبط معدل الوزن والجسم على الدوام، دون نحافة أو سمنة.
ضبط معدل الضغط، واختيار العلاج المناسب له دون التأثير على الحالة الجنسية لمرضاه.
ضبط معدلات السكر فى الدم، والوقاية منه.
ممارسة الرياضة، فهى سبب رئيسى فى التمتع بحياة جنسية قوية.
تجنب العادة السرية والإسراف فى ممارستها.
نظم العلاقة الحميمة على مدى حياتك، دون إسراف أو تفريط.
البعد عن التوتر والعصبية، وما يشوب العلاقة الزوجية من مشكلات.
وهنا يأتى السؤال الأبرز: هل يمكن أن يصبح تعاطى المنشطات الجنسية إدمانًا؟
ويجيب عن هذه الجزئية منسق صندوق مكافحة الإدمان والأخصائى النفسى الدكتور محمد رمضان، ويقول: المنشطات الجنسية قائمة على فكرة «الوهم»، فهى مجرد إيحاء وإيهام لمتعاطيها بالنشاط الجنسى، وزيادة القدرة، وتحسين الأداء فى الظاهر، على الرغم من عدم تحكمها فى كل هذه العناصر، أما فى باطنها فهى مجرد عقاقير مخدرة للجهاز العصبى المركزى للإنسان، فتجعل شعوره بالتعب والإجهاد السريع أقل، وبالتالى يمكنه بذل المزيد من المجهود داخل العلاقة الجنسية دون شكوى أو ملل، ومن هنا يأتى سر إدمان الرجال لها!
ويوضح منسق صندوق مكافحة الإدمان أن إدمان المنشطات ما هو إلا تعود على المادة الفعالة المصنعة للمنشط ذاته، وكذلك إدمان للحالة التى يصل إليها متعاطيها، وهى قدرته على بذل المزيد من الجهد لمدة أطول من الطبيعى، دون الشعور بالإجهاد، وخطورتها تكمن فى أنها استنفاد حاد وسريع لمخزون طاقة الإنسان فى وقت قصير، خاصة بمرحلة الشباب، مما ينذر بمشكلات جنسية وصحية فى مرحلة مبكرة من النضج والشيخوخة.
وحذر «رمضان» من الإصرار والإفراط فى تعاطى المنشطات الجنسية، خاصة خلال مرحلة الشباب، التى يجب أن يرشد خلالها الشاب مخزون طاقته، ومخزونه الجنسى والحسى والنفسى، ومن أبرز الأضرار المستقبلية للمنشطات الجنسية:
استهلاك رصيد الطاقة النفسية والجنسية للشاب.
إدمانها الحقيقى، مما يعرضه لآلام الانسحاب بعد فترة من التعاطى، والشعور بآلام العظام وآلام نفسية فى حال منعها عنه.
عدم القدرة بعد فترة على أداء علاقة زوجية بدونها.
الشعور بالعجز الجنسى النفسى فى حال غيابها.
إدمان نفسى، فهو تهيئة نفسية، إيحاء بأن «المنشطات بتقوينى جنسيًا، وفعلًا بتظبط الأداء الجنسى بالإيحاء».
وعن علاج مدمنى المنشطات الجنسية، يقول الدكتور محمد رمضان: فى البداية يتعاطى الرجل المنشط لمجرد تحسين أدائه الجنسى، ولكن بعد فترة يتحول احتياجه له إلى نوع من الإدمان، لتخفيف آلام الجسم وأعراض انسحاب المادة من جسمه، ما يجعله أسيرًا له طوال حياته، إلا أن علاج مثل هذه الحالات من الأمور الممكنة، عن طريق:
التوقف التام عن تعاطى أى نوع من المنشطات الجنسية، وأى نوع من المخدرات، أو الحشيش والترامادول.
تحسين العلاقة الزوجية، من خلال تمارين مفيدة تحسن الأداء، من خلال المداعبة الطويلة، وكذلك تحكم الرجل فى أدائه الجنسى من خلال صرف تفكيره عن الجنس بمجرد الوصول لذروة الشعور الحسى باللذة الجنسية، وبالتالى يطيل من فترة العلاقة، ويشعر بتحسن الأداء الملحوظ تدريجيًا.
إذا كان الرجل يعانى مشكلة عضوية، فعليه المتابعة لدى مختص ذكورة بالتنسيق مع معالج الإدمان النفسى.
إذا كان المتعاطى للمنشطات وصل حد الإدمان الكامل، وظهرت عليه أعراض الانسحاب، لابد من الخضوع لبرنامج علاجى طبى ونفسى على يد مختصين.
باحثون: المنشطات تؤدى إلى الطلاق
تناولت العديد من الدراسات والأبحاث كل ما يخص عالم المنشطات الجنسية، وما له وعليه، وأضرارها وفوائدها، وكذلك استخداماتها العلاجية.
وأكدت دراسات عرضت فى مؤتمر صحة الرجل بالولايات المتحدة الأمريكية أن أهم أسباب عدم القدرة الانتصاب هو تعاطى المنشطات الجنسية المغشوشة، لما فيها من مكونات ومواد فعالة غير كافية، وأن مشكلة المنشطات الجنسية لا تقف عند حد أخطارها الصحية على الرجل بشكل عام، بجانب أنها تسبب الوفاة والجلطات ومشكلات عضوية كثيرة، فهى أيضًا سبب رئيسى فى تهديد الحياة الجنسية والزوجية للرجل، وذلك لأنها تخلق الكثير من المشكلات والخلافات الزوجية.
وأكدت تلك الدراسات أن المشكلات الزوجية التى تخلفها المنشطات الجنسية تكمن فى إسراف الرجال فى تعاطى هذه المنشطات بمقابل مادى عال، ما يؤثر على الإنفاق الأسرى، فضلًا عن أنها السبب فى انفصال الكثير من الأزواج والزوجات نتيجة ما يدور حولها من مشكلات.