"صندوق الفن"..هكذا يعود الجمال والمتعة إلى 20 مليون منزل فى دقائق.. مبادرة لتحويل بيوت المصريين لمتاحف مفتوحة على الطريقة الفرنسية.. طباعة أهم لوحات الفنانين المصريين وتوزيعها على طلاب المدارس "ضرورة"

تعانى الفنون التشكيلية فى مصر من ظلم فادح، وجهل كبير بأعلامها وبأهم منجزاتها، سواء لوحات أو منحوتات أو مشغولات، وتحولت متاحف الفن الحديث ومعارض فنانى مصر الكبار، لخرائب لا يتجاوز زوارها عدد أصابع اليد. وتبوء الأعمال المعروضة فى المتاحف والمعارض بحظ أوفر من عشرات الآلاف من لوحات أعمال رواد الفن المصرى المكدسة فى المخازن والمراسم الخاصة للفنانين، معرضة للتلف والضياع والسرقة والنهب من تجار الفن وبورصاته التى تبيعها لمتاحف دول عربية أخرى. لا يعود الخراب الذى تتعرض له الفنون التشكيلية فى مصر بالظلم فقط على كبار الرسامين والنحاتين المصريين، الذين يعانون التجاهل، وإنما يتسبب حرمان الشعب من تذوق الفنون وحالة الفقر الفنى الذى يعانى منها المصريون فى انحدار الوعى والانتماء والإحساس بالجمال. أدى غياب الفنون، وخاصة الرسوم والأعمال النحتية من ميادين مصر وشوارعها لتلوث بصر وبصيرة الشعب، بعدما حاصره القبح وتكدست القمامة وساد التلوث كل مكان. أدى البؤس الذى يراه المصريون، والظلام الذى يقابل أعينهم، إلى تدهور أخلاقى وضيق أفق وتعصب وسيطرة تيارات دينية مغلقة وتكالبهم على رؤوس الناس وضمائرهم بفتاوى تحرم الفنون. لا شك وبقين كامل وبكل ثقة، أؤكد أن الفن والموسيقى والكتابة هى العلاج الأول والدواء الشافى للمجتمع من أمراض وأوبئة تحيط به وتضربه فى عمق وعيه الحضارى وثقافته.. لا سبيل أمام مصر لاستعادة روحها الفذة وفردتها الحضارية والثقافية إلا بإيصال الفنون والروافد الثقافية للشعب المصرى، وخاصة للمراحل الزمنية الأصغر، وفى سبيل تحقيق ذلك هناك مبادرات عدة وطرق كثيرة، أطرح منها هنا واحدة. يعانى المصريون، وبالخصوص الطفل المصرى، من حرمان فى تنمية ذائقته البصرية، ومن صعوبات فى الذهاب والوصول إلى المعارض والمتاحف التى باتت مغلقة على فئة صغيرة للغاية من الفنانين والمثقفين. وبالتالى فليس حتميًا أن ينتظر المختصون بالفنون التشكيلة فى خنادقهم، وإنما يمكن أن يصل الفن إلى كل بيت وكل مكان.. ليس فرضًا أن تبقى اللوحات والمنجزات الأبداعية أسيرةً للمعارض، ولكن يمكن أن يحوى كل بيت كنزًا لا يقدر بمال من الفنون. يعرض فى كل مكتبات بيع الكتب بالعاصمة الفرنسية باريس، وفى جميع المتاحف والمعارض، ومراكز الفنون، إلى جانب الكتب المعتادة عن تاريخ الفن، وأرشيف الفنانين، ما يسمونه "صندوق الفن" ويباع بـ 7 يورو (أى 70 جنيها) ويحوى مئات اللوحات العالمية مطبوعة بشكل رائع فى كروت 20 سم فى 15سم، ومكتوب فى خلفيتها التاريخ الكامل للوحة والتعريف بالفنان وكيفية رؤيتها، وأهميتها فى الحركة الفنية. يضم صندوق الفنون مئات المستنسخات من أهم اللوحات التشكيلة العالمية مطبوعة بشكل جيد، تصلح أن تعلق على الجدران، أو تبقى كمادة تعريفية فى كل مكتبة، وهو ما نحتاجه بالضبط. لماذا إذن لا يبدأ قطاع الفنون التشكيلة بوزارة الثقافة بالتعاون مع نقابة الفنانين التشكيليين مع وزارة التعليم مع المركز الثقافية مع رجال الأعمال، فى إعداد صندوق فنون، يحوى أهم 500 لوحة للفنانين العالميين والمصريين، وفى الخلفية تعريف بالفنان وباللوحة وبتاريخ الفنون فى مصرن وتوزع على طلاب المدارس لنضمن وصولها لكل بيت. كم تتكلف تجهيز وطباعة 20 مليون نسخة من هذا الصندوق، فى مقابل ضمان وصول ما يقرب من 500 لوحة تجسد تاريخ الفن لكل بيت مصرى؟ لماذا لا يبحث المسئولون عن مُعلنين ورعاة يضعون أسماء شركاتهم على خلفية اللوحات، ويتكلفون هم بمصاريف الطباعة غير المكلفة والضرورية والحيوية فى إعادة الفنون لبيوت المصريين، وتغذية أعينهم بكل جميل. كم يتكلف طبع هذا الكم من اللوحات مقابل تحويل كل بيت مصرى لمتحف للفنون، تعلق هذه اللوحات فى أرجائه وعلى جدرانه، ليراها السكان كل صباح، وليعرف المصريون المنجز المهم والبديع الذى قدموه للعالم، وتفردهم وعبقريتهم الخاصة.. أضع هذه المبادرة فى أيدى المسئولين، وعلى رأسهم وزيرى الثقافة والتعليم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;