لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى يتم فيها استهداف الجيش المصرى، مرة يسألون: لماذا يتم تسليح وتحديث الجيش، وهم أنفسهم يقولون أن الجيش يتدخل فى حل الأزمات وآخرها أزمة ألبان الأطفال، أو ما تقدمه الهيئة الهندسية من مشروعات وإنشاءات، بقدرات هائلة على الإنجاز، وفى نفس الوقت يسجل انتصارات على التنظيمات الإرهابية التى نجحت فى دول أخرى، بينما تتراجع بشكل يكاد يكون غير مرئى.
هذه هى المعادلة الواضحة التى تثير قلقهم، أن يجدوا جيشا يحرس الحدود ويواجه أعنف التنظيمات الإرهابية المدعومة من أجهزة ودول وتمويلات ضخمة وأقل منها نجحت فى تفكيك دول، وربما لهذا تجاوزت حملات صبيان التمويل الانتقادات، إلى توجيه البذاءات والشتائم، بجهل وسوء نية، ويزعمون أن ما يفعله الجيش المصرى غير مسبوق فى العالم، وهم يعلمون أو لا يعلمون أن جيوش العالم لها أنشطتها ولها وجودها، وأن الولايات المتحدة التى تمثل قبلة هؤلاء المتمولين تحتفظ بجيش ضخم وقوى، وكل جيوش العالم لها أنشطة مختلفة مدنية وعلمية وطبية، ولا يوجد بين هذه الشعوب من يفعل مثلما يفعل مهرجو الحملات الممولة.
وربما على السادة الخبراء والمدعين والمهرجين أن يطلعوا على ما أعلنه، مؤخرا، الجنرال المتقاعد هيو شيلتون، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق، الذى اعترف بأن بلاده وضعت مؤامرة لزعزعة استقرار مصر.
وقال، أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعمل على زعزعة استقرار مصر، وإن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، كشف المؤامرة الأمريكية، وأحبطها قبل أن تتحول مصر إلى سوريا أخرى، كما وضعت قوات مصر المسلحة نهاية لمشروع الشرق الأوسط الجديد، وإن ثورة 30 يونيو أوقفت المؤامرة وحافظت على مصر وجيشها من الدمار، حسب ما نشرته صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية نقلا عن شيلتون، الذى خدم مع الرئيسين الأمريكيين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش: إذا لم تتم الإطاحة بمرسى بمساعدة الجيش لكانت مصر قد تحولت إلى سوريا أخرى وتم تدمير الجيش المصرى بالكامل، فى إشارة منه إلى أن ثورة 30 يونيو أوقفت هذه بالمؤامرة وحافظت على مصر وجيشها من الدمار.
هؤلاء المهرجون والإعلاميون الذين يختلط لديهم سوء النية مع الجشع للمال الضخم، يشاركون فى حملة منظمة على القوات المسلحة، ولا يتحركون ضد مصر بسبب خلاف سياسى أو فكرى، لكن لأنهم يريدون هدم جيش مصر وتلك أمنيتهم المستحيلة، ومن قبل رددوا شائعات عن انشقاقات اتضح أنها فى خيالاتهم المريضة، ثم تحريض إخوان الخارج على الجيش، ثم دعمهم للإرهاب فى سيناء، وأخيرا المحاولات الخسيسة للزج باسم الجيش المصرى فى كل أزمة، الأمر واضح، أن هناك تعليمات صدرت للمهرجين ومرتزقة الفضائيات والمواقع التابعة لأجهزة معروفة، ثم أن انتصارات القوات المسلحة على الإرهاب، وقدرتها على تلبية حاجات شعبها ترد على كل حملة بوضوح.