يشكل الإرهاب تهديدا خطيرا للأمن الوطنى ولحياة الأفراد فى جميع أرجاء العالم، وتشهد العديد من دول العالم هجمات وتهديدات إرهابية غير مسبوقة، من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، لم يكد يمر يوما إلا وتقوم مجموعات ومنظمات إرهابية باستهداف إحدى دول العالم، لتخلف ورائها مزيدًا من أرواح الضحايا والأبرياء.
الغريب أن هذه الهجمات ارتفعت وتيرتها بشكل مقلق، خلال الأسبوع الماضى، ليشهد العالم هجمات إرهابية غير مسبوقة، فبعد يوم "دامى" شهدته المدينة التركية اسطنبول، خلف ورائه مقتل وإصابة العشرات من السائحين، اتجه الإرهابيون شرقا ليتسببوا بعملياتهم الإجرامية فى مقتل وإصابة العديد من الأبرياء فى أفغانستان وباكستان، ليصبح الإرهاب عابرًا للقارات.
ووصلت العمليات الإرهابية لأقصى شرق الكرة الأرضية لتضرب العاصمة الإندونيسية جاكرتا ويخلف ورائه عشرات الضحايا أيضا، ليستيقظ العالم اليوم على هجومين إرهابيين فى "واجادوجو" عاصمة بوركينا فاسو تلك الدولة الفقيرة التى تقبع فى غرب إفريقيا، قتل على إثر عمليتين إرهابيتين عشرات الأبرياء، ليظل العامل المشترك فى تلك الأعمال الخسيسة هو قتل الأبرياء.
مصر حذرت مرارا وتكرارا من الإرهاب وتداعياته، وادعت دول العالم أن مصر تواجه مشاكل داخلية وتصدر للعالم مشاكلها الداخلية، الأيام أثبتت صدق التحذيرات المصرية من هذا الخطر الذى لا يعرف حدودا ولا أوطاناً ولا دينًا.
وبرغم كل التحالفات التى أنشئت لمحاربة الإرهاب، إلا أنه حتى الآن استطاع الإرهابيون تنفيذ عمليات خطيرة ونوعية بمعظم دول العالم تقريبًا، فلم تكن أمريكا ولا فرنسا ولا تركيا بمنأى عن هجمات الإرهاب والإرهابيين.
يجب أن تدرك الدول الكبرى أن التصدى للإرهاب فى نهاية المطاف هو حماية لأمن العالم أجمع، وليس دولًا بعينها، كما يجب أيضا أن يدرك العالم أن هؤلاء الإرهابيون، لا يمتون بصلة للإسلام ولا المسلمين، فأكثر الدول معاناة من ويلات الإرهاب والإرهابيون هى دول وشعوب إسلامية.