قدمت منظمة الصحة العالمية المشورة لوزارة الصحة السعودية للتأهل والاستجابة لأية مخاطر صحية محتملة حال وقوعها خلال هذا التجمع البشري الحاشد الذي يعد من بين أكبر التجمعات في العالم. وعقب إجراء تقدير مشترك لمخاطر التهديدات الصحية، قدمت المنظمة الدعم لوزارة الصحة في مجال رسم خطط الاستجابة وتنظيم فرضيات (تدريبات محاكاة للواقع) عن كيفية الاستجابة في حالة انتشار فاشية من مرضٍ ما أو حدوث تسمم غذائي جماعي أو حادثة تدافع أو ضربات شمس أو فيضان وغيرها من الطوارئ الصحية.
هذا و يعكف أكثر من 26000 عامل صحي سعودي على تقديم الدعم والرعاية الصحية للحجاج في 25 مستشفى و158 مركزا للرعاية الصحية الأولية في الأماكن المقدسة حيث بدأ أكثر من 1.5 مليون حاج في أداء مناسكهم في المملكة العربية السعودية.
حيث تم بالفعل نشر فرق الاستجابة السريعة ومعها أكثر من 170 سيارة إسعاف لتوفير الخدمات الصحية العاجلة في حالة وقوع طارئة صحية.
وتمثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري وعمليات القلب المفتوح كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في مقدمة أكبر عدد من الحالات التي يرعاها الأطباء والممرضات. ومنذ بدء موسم الحج في 5 أغسطس هذا العام أجريت أكثر من 21 جراحة قلب مفتوح، و300 عملية قسطرة وأكثر من 1500 جلسة غسيل كلوي. ولما كان حج هذا العام يحل في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة يصل إلى 43 درجة مئوية فقد بلغ عدد حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس التي تلقت الرعاية الصحية 49 حالة حتى تاريخه.
وبغية التواصل على نحو أكثر فعالية مع الحجيج القادمين من شتى بقاع العالم، وظفت وزارة الصحة والمنظمات غير الحكومية 420 مترجم لأكثر من 67 لغة مختلفة. ويضطلع المترجمون بمهمة تيسير التواصل بين العاملين الصحيين والمرضى حول تاريخهم المرضي والأعراض التي يشعرون بها. فضلاً عن ذلك، تجوب مجموعات تثقيفية بين الحجاج لتوعيتهم بأهمية الإكثار من شرب الماء، والابتعاد عن الشمس ونيل قسط من الراحة بقدر المستطاع للحفاظ على سلامتهم وصحتهم أثناء الحج.