يأتى ذكر أحداث جسام مصاحبًا للحديث عن مجموعة الكتلة السوداء "بلاك بلوك black bloc" الشهيرة، والتى اتخذ أعضاؤها من الأقنعة رمزاً لهم خلال مشاركاتهم فى العديد من الفعاليات قبل 30 يونيو 2013، والتى أصدرت أولى بياناتها فى يناير من العام نفسه، معلنة تحدى جماعة الإخوان، ومحذرة جهاز الشرطة من التدخل، إلا أن الحركة ارتبط اسمها بعمليات كثيرة من التخريب والعنف، وهو ما عبرت عنه بأنه منهجها فى المعارضة.
بيان الاعتزال: ننسحب من المشهد ولن نخوض معارك من جديد
ولم تستمر دعوات الكتلة السوداء للمشاركة فى ذكرى 25 يناير المقبلة، إذ نشرت المجموعة على صفحتها بـ"فيس بوك" بياناً جديداً أعلنت فيه الانسحاب من المشهد بالكامل وعدم خوض أى معارك من جديد.
وجاء فى بيان مجموعة بلاك بلوك: "منذ أن قررنا العودة، عدنا، والبعض يشكك والبعض يتآمر، والنظام ورجاله فى مطاردات مستمرة لنا، واليوم ننوه الجميع بأننا سابقًا تصدينا للمدعو أحمد شفيق حينما كان هاربًا لعلمنا التام بأنه أحد رجال الثورة المضادة، وبينما نحن ككتلة مستقلة تمامًا، نرى وبنصب أعيننا التى هى بداخل كل كيان أمنى وسياسى وشعبى، وتوغلنا بداخل كل الطبقات، أن المؤامرة على شباب الثورة المصرية الذين خاضوا معارك دامية فى 2011 وإلى الآن مستمرة.. ونكرر إلى الجميع أن هذا البيان ليس خوفًا أو تفاوضًا أو صفقة، وإنما علما بالخيانة التى داخل كل المدعين.. الله، الوطن، الثورة".
بداية البلاك بلوك.. جماعة الإخوان "طاغية"
أصدرت مجموعة بلاك بلوك بيانها الأول فى شكل عنيف يعكس توجهها منذ البداية، وعبر البيان عن هذا التوجه بكلماته الصريحة، والذى جاء فيه "نحن مجموعة بلاك بلوك.. جزء من الكل فى العالم.. نسعى منذ سنوات لتحرير الإنسان.. هدم الفساد.. إسقاط الطاغية.. لذا كان علينا الظهور بشكل رسمى لمواجهة الطاغية الفاشى (الإخوان المسلمون) بذراعه العسكرى.. ونحذر بقوة من تدخل مؤسسة الداخلية بهذا الشأن فإذا واجهتنا.. فلن نتهاون فى الرد، ليس لدينا أى صفحة تمثلنا على صفحات التواصل الاجتماعى ولن يكن أبداً.. ونحذر الجمهور من الانسياق وراء هذه الصفحات الواهية للحفاظ على حياتكم".
راية واحدة وعدد من المنصات
وعلى الرغم من تحذير البلاك بلوك بعدم وجود صفحات رسمية تابعة لهم، إلا أن سيل من الصفحات حملت اسمهم على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى أصدر من خلالها التنظيم بياناته فيما بعد.
البلاك بلوك فى مواجهة الإخوان والشرطة
ولم تكتف مجموعة الكتلة السوداء فى مواجهاتها على جماعة الإخوان المسلمين بل تداخلت مع قوات الشرطة فى العديد من المواجهات، مصداقاً لما جاء فى بيانهم الأول من تحذير للشرطة من التدخل فيما سيقومون به من عنف ومواجهات، إذ قالت فى بيانها الأول "ونحذر بقوة من تدخل مؤسسة الداخلية بهذا الشأن فإذا واجهتنا.. فلن نتهاون فى الرد".
القناع الأسود أبرز ما يميز المجموعة
ويعد ارتداء القناع الأسود أبرز ما يميز جماعة الكتلة السوداء خلال ظهورها فى بعض المناسبات، والتى كان أبرزها ظهور عدد من أعضاء المجموعة فى ميدان التحرير، فى مايو 2013، إذ خرجت فى مسيرة لميدان طلعت حرب مرتدية الأقنعة، وأمطرت الأمن بوابل من زجاجات المولوتوف فى شارع يوسف الجندى، كما عطلت الحركة المرورية أعلى كوبرى أكتوبر، ولم تكتف بهذا بل طاردت أمن المتحف المصرى.
الانطلاقة الثانية.. مايو 2015
وفى بيان جديد للحركة فى مايو 2015، أعلنت الحركة عودتها من جديد فيما أسمته بـ"الانطلاقة الثانية"، وقالت فى بيان العودة، الذى نشرته إحدى الصفحات التى تحمل اسم المجموعة، "الثورة مستمرة رغماً عن أنف الجميع، لن نرجع لبؤر اليأس من جديد ـ تقدموا للأمام والمجد مشهود به للشهداء، مكملون ومستمرون، الله، الوطن، الثورة"، كما وأعلنت مسئوليتها عن حرق 5 أتوبيسات تابعة لجمعية نقل الركاب بمحافظة الإسماعيلية.
عودة للمشهد مع اقتراب ذكرى ثورة يناير الخامسة
ومع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، تردد اسم "بلاك بلوك" من جديد، إذ دعت المجموعة، فى أكتوبر من العام الماضى، للنزول فى تظاهرات فى يوم 25 يناير، وقالت "لم تحقق مطالب من مات داخل الدولة أثناء ثورة يناير وتوالت رصاصاتكم تنطلق داخل صدورنا، وكما رفضنا حاكم إخوانى سنبارك روح يناير من جديد.. المجد للشهداء والمعتقلين.. الثورة مستمرة".