تدخلت جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، لاحتواء غضب حلفاء الجماعة ضد التنظيم بسبب ورش عمل ومبادرة واشنطن، التى اعترض عليها قيادات الجماعة الإسلامية وبعض حلفاء الإخوان، وتبرأت من مساعى عصام حجى، لإطلاق وثيقة واشنطن، التى شارك فيها قيادات إخوانية على مدار الأيام الماضية، رغم حضور ممثل للإخوان فى هذه الورش.
وأكدت مصادر مقربة من الجماعة، فشل مبادرة الوثيقة، التى شارك فيها كل من أيمن نور، رئيس قناة الشرق الإخوانية، ومحمد محسوب ، القيادى بحزب الوسط، وعصام حجى، وسيف الدين عبد الفتاح مستشار المعزول محمد مرسى، وعبد الموجود راجح الدرديرى، القيادى الإخوانى المتواجد فى أمريكا.
مواقع تابعة للإخوان، ومن بينها شكبة رصد الإخوانية، ذكرت أن الجماعة أبلغت المشاركين فى ورشة العمل اعتراضها على أحد بنود الورشة التى تتضمن أن مصر بلا هوية، باعتبار أن هذا يحرج الإخوان أمام أنصارهم وتحالفهم.
وأضافت تلك المواقع الإخوانية، أن الجماعة وافقت فى بادئ الأمر على البند الخامس من الوثيقة، عندما حضر عبد الموجود راجح الدرديرى باعتباره ممثلا عن الإخوان، وتم الاتفاق على جميع بنود وثيقة واشنطن، إلا أن اعتراض قيادات من حلفاء الإخوان على البند الخامس جعل الجماعة تتبرأ من الورشة بعد ذلك.
بيان صادر عن طلعت فهمى، المتحدث الرسمى للإخوان فى جبهة محمود عزت، قال إن ما تم تداوله عن نتائج الورشة النقاشية التى حضرها بعض النشطاء السياسيين، وتمت الإشارة فيه إلى حضور ممثلين عن الجماعة، عار عن الصحة، ولم يسبق للجماعة العلم بها.
وأضاف فهمى فى البيان :"تؤكد الجماعة في هذا الصدد أنها على تواصل مع كافة الرموز والقوى السياسية في الداخل والخارج، وسبق أن قدمت لهم مجموعة مبادئ للاصطفاف، وجرى حوار حولها، تمخض عن موافقة بعض الرموز والقوى السياسية عليها، وفى انتظار رأى البعض الآخر".
وتابع :"تعيد الجماعة التأكيد على أن التعبير عن رأيها ومواقفها يتم من خلال مؤسساتها والمتحدثين باسمها، وأن حضور رموز من الجماعة أو بعض شخصياتها لمثل هذه المناقشات أو ورش العمل إنما هو حضور شخصى، ما لم تعلن مؤسساتها تمثيل هذه الشخصيات لها"
فى المقابل أصدر سيف الدين عبد الفتاح، مستشار المعزول محمد مرسى بيانا، ردا على هجوم الإخوان على المبادرة قائلا :"تناقلت مواقع كثيرة وثيقة البيان التى تصدر عن اجتماع واشنطن، هذا الاجتماع الذي ضمَّ أطيافا وممثلين لقوى سياسية ودار النقاش لمدة ثلاثة أيام استقر المجتمعون على ضرورة ألا ينفض هذا الاجتماع إلا بمشروعِ بيانٍ يحدّد اتفاق الحدّ الأدنى الذى يشكل أرضية لاجتماع الحاضرين وحركتهم المستقبلية".
وأضاف:"لسنا بصدد تشخيص هذا الوضع الذى آلت إليه أمورنا، وضرورة التحقق من كل ما يصدر عن مجموعة ما فى إطار من التبين والوضوح، وكان علينا، بعد أن قررنا ألا ندخل فى معارك جانبية، أن ندلى بهذا البيان إعمالاً لقاعدة ذهبية تتعلق بـ"لا يؤخر البيان عن وقت الحاجة إليه"، ورأينا أن صدور هذا البيان فى هذا التوقيت وقبل الإعلان عن بيان آخر يتضمن مجموعة المبادئ التى اتُفق عليها بفصها ونصها أمر ضرورى.
وأوضح أن المجتمعين فى واشنطن قصدوا بتوقيع هذه المبادئ أن يشيّروا إلى إمكانية أى اجتماعات قادمة بين قوى سياسية وفكرية مختلفة ومتنوعة، وأن الاتفاق فيما بينها يمكن أن يكون وليس مستحيلا، وهو ما أدى إلى نقاشات بين المجتمعين احتدمت حينا وانفرجت حينا آخر لتؤكد أن الحوار بين هذه القوى المختلفة هو الآلية الوحيدة لإحداث اتفاق وتوافق قادر على أن يصمد أمام أحداث متغيرة وأمور تستحق التماسك".
وفى السياق ذاته، أكد حاتم أبو زيد، المتحدث باسم حزب الأصالة، أحد حلفاء الإخوان، أن مبادرة واشنطن مبادرة عقائدية، حيث تتحدث فى بندها الثاني قائلة :"الهوية المصرية الجامعة بطبقاتها المتنوعة هى العامل المشترك الموحد لعناصر الشعب المصرى" لافتا إلى أنها أنشأت هوية جديدة لمصر وشعبها، واعتبرتها مرجعية عليا، وهذا شأن العقائد.
وأضاف فى بيان له :"ثم قامت المبادرة بالتمهيد لإقرار مبادئ فوق ديمقراطية وهذه طبيعة الأديان والعقائد أن بها مبادئ عليا لا يمكن تجاوزها عبر الأغلبيات ونحوها فتتحدث عن (آلية ديمقراطية تضمن الحماية)، متسائلا:" أى ديمقراطية تمنع من إقرار رأى الأغلبية"، معلنا رفض الحزب لها .
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن الإخوان، إن التخطيط ضد مصر مستمر و تنظيم الإخوان ضلع أساسى فى أى مخطط، أما بشأن تلك الوثيقة المسماة (وطن للجميع) الذى اقترحها عصام حجى فالإخوان تبرؤا منها اعلاميا فقط بسبب صراحة المطالبة بفصل الدين عن الدولة و هذه مسألة شديدة الحساسية من شأنها العمل على تفكك تحالف التنظيم مع الجماعات المتطرفة.
وأوضح فى تصريح لـ"انفراد"، أن تنظيم الإخوان شديد الانتهازية ولا يهتم كثيرا بأى شئ سوى عودته للمشهد حتى لو تخلى عن جميع المبادئ التى ينادى بها، لكنه يخشى من انقلاب حلفاؤه و كثير من قواعده عليه، لافتا إلى أن التنظيم سيتعاون و سيوفر دعما تنظيميا لأى مخطط يسعى لاسقاط النظام السياسى فى مصر".
وتابع :"الأمريكان الآن يدفعون بعصام حجى بعد فشل الرهان على البرادعى وسيدفعون تنظيم الاخوان للتحالف معه، وأتوقع حذف عصام حجى لهذه المادة التى تطالب بفصل الدين عن الدولة حتى يضمن دعم الإخوان له".