"الطموح ملوش حدود ومش مرتبط بسن معين" هذا ما أكد عليه الباحث مصطفى محمد عبده والى صاحب الـ71 عاماً، كأكبر باحث يحصل على الدكتوراه فى هذا العقد من عمره، بعد أن منحته كلية الحقوق بجامعة عين شمس درجة الدكتوراه بإمتياز عن رسالته التى قدمها بعنوان "ضمانات صحة وسلامة الانتخابات السياسية".
"انفراد" التقت أكبر باحث يحصل على الدكتوراه بمنزله وأجرت حوار خاص معه للتعرف على كواليس مسيرته العلمية التى بدأها عقب خروجه على المعاش والانتهاء من حياته العملية، إلا أنه سرد أماله وأحلامه لاستكمال مسيرته العلمية والانتهاء من الدراسات العليا ليحصل بكل فخر على درجة الدكتوراة بإمتياز.
مصطفى والى: تخرجت من كلية الشرطة 1967
بدأ الدكتور مصطفى والى صاحب الـ71 عاماً حديثه لـ"انفراد" بسرد سيرته الذاتيه بداية من التحاقه بكلية الشرطة، قائلاَ "كنت فى امتحان ليسانس الحقوق وعقب انتهاء أخر امتحان رجعت البيت أخبرتنى أسرتى بإندلاع حرب 1967 ولقيتهم بيقولى إننا ووقعنا طيرات ولكن العكس هو ما حدث"، لافتاً إلى أنه تخرج من كلية الشرطة فى نفس العام والتحق للعمل بجهاز الشرطة وطلب نقله على الجبهة ببورسعيد ليظل هناك 3 سنوات.
وأضاف، أنه كان من أوائل دفعته فى الشرطة وانتقل من العمل فى جهاز الشرطة لجهاز سيادى سنة 1972 حتى خروجه على المعاش فى 2006.
مصطفى والى: استكمال الدراسات العليا حلمى منذ الصغر وكانت أمنية والدى
وعن دوافعه لاستكمال رحلته العملية رغم كبر سنه، أكد الدكتور مصطفى والى أن حلمه منذ الصغر فى عام 1970 أن يكمل دراساته العليا ويحقق أمنية والده الذى حلم دوماً بأن يحصل على الدكتوراه، قائلاً "بدأت التحضير لرسالة الماجيستير فى 2006 عقب خروجى على المعاش، وانتهيت منها فى 2010"، لافتاً إلى أن موضوع رسالة الماجيستير كان حول قانون مقترح لتمكين المرأة فى البرلمان.
وأشار إلى أنه حصل على الماجيستير بتقدير امتياز من جامعة طنطا، وبدأ على الفور التفكير للحصول على رسالة الدكتوراه فى 2011، مشيراً إلى أن الانتخابات البرلمانية فى 2010 كانت الشرارة التى أشعلت ثورة يناير وهو ما دفعه لاختيار رسالة الدكتوراه حول "ضمان صحة وسلامة الانتخابات البرلمانية".
شعرت بالفخر فى عيون أحفادى بعد حصولى على الدكتوراة بامتياز
وعن شعوره عقب حصوله على الدكتوراة من كلية الحقوق بدرجة امتياز، أعرب الدكتور مصطفى والى عن احساسه بالفرحة فى عيون أحفاده الذين شاركوه لحظة حصوله على الدكتوراة، وأنه أصبح القدوة للكثير من أفراد أسرته وعائلته، حيث بدأ الكثير من أقاربه استكمال مسيرتهم العلميا والتحضير للماجيستير والدكتوراة فى مقدمتهم أبنه الذى يكمل حالياً رسالة الماجيستير، قائلاً "أبنى خدنى قدوة ليه وبيحضر رسالة الماجيستير فى الأكاديمية البحرية".
وقال الدكتور مصطفى والى أنه قدم رسالة الدكتوراه فى 800 صفحة، وأنه يقرأ يومياً 14 صفحة، موجهاً رسالة للشباب بأن يبحثوا عن العلم وأن يكون لديهم هدف وطموح، قائلاً "العلم لا يتوقف والبحث عنه مستمر"، لافتاً إلى أنه سيعمل على طباعة رسالة الدكتوراة فى كتيب يحمل إهداء لروح والده ووالدته وأرواح شهداء ثورة يناير وأنه يتمنى أن تكون رسالته مفيدة وتقدم ما يحقق أهداف الثورة.
وقال الدكتور مصطفى والى إن كبر سنه لم يمنعه من تحقيق حلمه فى التقدم للحصول على الدكتوراة، وتابع "محستش بأى عائق لكبر سنى، ده نشطلى الذاكرة"، مضيفاً، أن أسرته وزوجته وأحفاده كان لهم فضل كبير فى تقديم يد العون له خلال مشواره فى رسالته من البداية حتى يوم المناقشة، قائلاً"كانوا سندى الكبير.. وحصولى على الدكتوراة رجعنى شباب تانى"، لافتاً إلى أن حبه لعمله كان شغله الشاغل وهو ما أخره عن البدء فى الحصول على الماجيستير والدكتوراة.