كشفت المبادرة التى تم تدشينها خلال الساعات الماضية من قبل حلفاء الإخوان فى الخارج، وبعض الشخصيات السياسية، طريقة تحركات الإخوان وحلفائها فى الخارج، ووضعت علامات استفهام كثيرة حول أسباب قفز كل من الإخوان والجماعة الإسلامية من سفينة هذه المبادرة خلال الساعات الماضية.
وتناوب كل من الإخوان والجماعة الإسلامية فى التبرؤ من تلك المبادرة، وإعلان رفضهم لها، رغم وجود أعضاء من كلا الطرفين حضروا ورش العمل التى تم عقدها خلال الأيام الماضية فى العاصمة الأمريكية، إلا أنهم بعد الإعلان عنها رسميا، أصدروا بيانات يتبرأون منها.
ويعد البند الخامس من المبادرة، هو سبب قفز الإخوان وحليفتها الأقوى من سفينة المبادرة، ورغم صياغة ورقة المبادرة بموافقة الإخوان فى بادئ الأمر، فإن الجماعة غيرت موقفها 180 درجة، فى الوقت الذى التزم فيه عصام حجى، الصمت حيال هجوم الإخوان على مبادرة واشنطن.
البند الخامس الذى تضمن أن مصر بلا هوية، كان سبب الجدل الكبير الذى شهدته تلك المبادرة، فاضطر أصحاب المبادرة لتغييرها، فى محاولة لإقناع حلفاء الجماعة على القبول بها، إلا أن الإخوان والجماعة الإسلامية فضلوا القفز من سفينة هذه المبادرة.
من جانبه، قال حاتم أبو زيد، المتحدث الرسمى لحزب الأصالة السلفى، أحد حلفاء الإخوان: "أخرج القائمون على المبادرة بواشنطن مبادرتهم بعنوان (وطن للجميع) بصورة رسمية بعد لغط دار حولها تركز معظمه حول المادة الخامسة منها، وذكروا فى هذا الصدد أن البند الخامس خرج فى الوثيقة المسربة بطريقة مغلوطة والذى تضمن أن مصر بلا هوية".
وأضاف فى بيان له: "خرجت الوثيقة رسميا وبندها الخامس مغايرا عما بالوثيقة غير الرسمية، ولكن مع التدقيق بالوثيقة سنجد أن مضامينها فى غاية الخطورة على الشعب المصرى وتحطم آماله فى الحرية، وتقول فى بندها الثانى: (الهوية المصرية الجامعة بطبقاتها المتنوعة هى العامل المشترك الموحد لعناصر الشعب المصرى) وهذا فيه إنشاء لهوية جديدة للشعب المصرى خلاف الإسلام، وهو الأمر الذى نصت عليه جميع الدساتير العلمانية فى مصر .
فى المقابل التزم عصام حجى، أحد من شاركوا فى ورش عمل مبادرة واشنطن بالتعاون مع الإخوان، الصمت تماما دون الرد على هجوم الإخوان على المبادرة، أو إعلانهم رفضها رغم مشاركتهم فيها.
من جانبه، قال اللواء يحيى الكدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، إن خروج الجماعة وحليفتها من سفينة هذه المبادرة لتيقنهم من فشلها، وعدم قبول الشعب المصرى بها، فجميع محاولات الجماعة للعودة للمشهد السياسى بتعاون مع دول إقليمية باءت بالفشل.
وأضاف وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الشعب المصرى لن يقبل بمبادرات يتم صياغتها خارج حدود الوطن، كما أنه يعلم الهدف الحقيقى منها، مما اضطر الإخوان للخروج والتبرؤ منها كى لا يلصق الفشل إليهم.
وفى السياق ذاته، قال النائب أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن الإخوان تبحث فقط على مصالحها، وبعد أن تيقنت أن هذه المحاولات التى يتم القيام بها فى أمريكا لعودتهم للمشهد السياسى لن تنجح خرجت للتبرؤ منها.
وأضاف وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، لـ"انفراد" أن أى مبادرة ستخرج بها الجماعة خلال الفترة المقبلة سيكون مصيرها الرفض، ولن يقبل الشعب المصرى بها.
بدوره قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هناك خلافا حول بندين أساسيين هما إشكالية علاقة الدين بالدولة وهوية الدولة ومسألة شرعية مرسى وهما نقطتان تمثلان أكبر نقاط الخلاف ليس فقط بين الإخوان وبعض القوى الثورية والشبابية إنما أيضاً داخل الإخوان وبين الإخوان وحلفائهم الإسلاميين.
وأضاف أن هذه المبادرة وتلك الوثيقة كانت لأهداف محددة والمخاطب بها الخارج والولايات المتحدة والغرب بشكل أساسى بعد الانتقادات الغربية المتلاحقة للمعارضة عموماً ولدور الإخوان غير القادر على خلق تجانس وتوحد فى صفوفها، والمتابع يدرك تباينات وخلافات بين مواقف الإخوان وخطابهم ورسائلهم للغرب مقابل بياناتهم ومواقفهم الموجهة للداخل ولجمهور الحالة الإسلامية، بدليل أن هناك رموزا محسوبين على الإخوان تصدروا تدشين الوثيقة مقابل مواقف أخرى تتبرأ منها فلا تخسر الجماعة قواعدها وزخمها الإسلامى ولا تفقد حليفها الغربى.