ينطلق الرئيس فى رحلة سياسية جديدة نحو مقر الأمم المتحدة فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، ليشارك فى حدث سياسى عالمى، وسط أجواء دولية تتمتع بزخم كبير فى الأحداث، يشارك الرئيس فى أعمال الأمم المتحدة هذه المرة ومصر أكثر استقرارا وتمتلك صورة أكثر إشراقا للمستقبل بعد سنوات من الارتباك والقلق بشأن مصير استقرارها، يعرف زعماء العالم ذلك ويقدرون للرئيس السيسى قدرته على الحفاظ على استقرار مصر شعبا وجيشا ووطنا، فى ظل منطقة ملتهبة ومرتبكة، يشارك الرئيس فى أعمال الأمم المتحدة هذا العام، والعالم كله يشاهد مصر وهى تحل أزمة طاقتها، وتستثمر فى مشروعات قومية بصحراء كان اختراقها حتى وقت قريب وتنميتها وتعميرها حلم لكل المصريين، ويرى العالم بشكل أوضح الرئيس السيسى وهو يقود دولة قوية نجحت فى الصمود ضد الشائعات والتصورات الموضوعة لتحويلها إلى دولة فوضى، كما الحال فى سوريا والعراق وليبيا، وبمناسبة ليبيا، يشارك الرئيس فى هذه الجمعية العامة والعالم كله يرى دور مصر القوى والحيوى فى الملف الليبيى، إذن هى مشاركة مختلفة لرئيس قوى يحكم دولة قوية تبحث عن مستقبل أكثر قوة بعد أن نجحت فى تخطى الكثير من الأزمات.
كان وجع هذا الوطن ومصدر ضعفه وارتباك المياه الراكدة، السوق الواقف، الساحة السياسية المتيبسة، كان كل هذا الركود يؤدى إلى نتيجة واحدة تقول بأن المستقبل لا يحمل أملا، الآن تغير الوضع كثيرا، ولم يكتف الرئيس السيسى بأن يلقى فى بحيرة مصر الراكدة سياسيا واقتصاديا حجرا واحدا، بل ألقى بقراراته وتحركاته الأخيرة أكثر من حجر لتدب الحياة مرة أخرى فى شريان الحياة المصرية، ونعود لنسمع عن مشروعات واستثمارات جديدة تخلق الأمل، وفرص للنمو والتطور، ونعود لنسمع عن دور حيوى لمصر فى ملفات إقليمية مثل أفريقيا وسوريا والعراق وليبيا واليمن، كما نشاهد حراكا قويا داخل الأجهزة الرقابية، وتجلى ذلك فى الإعلان عن عدد من قضايا الرشوة والفساد فى الفترة الأخيرة، كما نشاهد حراكا أكبر داخل قطاع الوزارات والمؤسسات الحكومية، مثل وزارة الداخلية ومؤسسة القضاء عبر الحركات الوظيفية الأخيرة، وحركة التنقلات فى وزارة الداخلية على سبيل المثال.
«الحركة بركة» كما يقول المصريون، ومصر الآن تتحرك بقوة، لم تعد ساكنة، ولم تكن مثل غيرها من دول المنطقة مستسلمة وصامتة أمام موجات الهزيمة والإحباط والتشكيك والتفتيت التى تعيشها دول، مثل سوريا والعراق واليمن وغيرها.
مصر الآن تتحرك، ويشاهدها العالم وهى تعود إلى مكانتها وتتحدى وتهزم الإرهاب، وتفتتح قناة السويس الجديدة، وتعلن عن مشروع ضخم هو مشروع تنمية محور قناة السويس، بما يتضمنع من استثمارات عقارية وتكنولوجية وزراعية ومعمارية وأنفاق وطرق، هذه الحركة بدأت تؤتى ثمارها كما هو واضح فى اتضاح موقف عدد كبير من الدول الأوروبية من الوضع المصرى، والكف عن ترديد نغمة عدم الثقة، وربما ظهر ذلك جليا فى تقارير المؤسسات الاقتصادية العالمية التى أشادت كلها بجهود الرئيس المصرى، ومنحت الخطوات الاقتصادية المصرية الأخيرة علامات إيجابية، والأهم من كل ذلك أنها وصفت مستقبل مصر الاقتصادى بالمبشر، وتحدثت بشكل إيجابى عن خطوات الإصلاح الأخيرة، واعتبرت الموافقة على القرض الدولى شهادة دولية على تعافى الاقتصاد المصرى والمسار الصحيح الذى تسير فيه خطوات إصلاحه من أجل المستقبل، ويظهر ذلك واضحا فى تصريحات وزير المالية الذى عاد مؤخرا من لندن وهو يحدثنا عن نظرة إيجابية من قبل الكيانات الاقتصادية الكبرى فى أوربا إلى تعترف هى الأخرى باقتصاد مصر مبشر وواعد فى المستقبل القريب، وتتحدث عن سوق استثمارى مفتوح تنميته تأخذ مصر إلى منطقة أكثر أمانا وتطورا فيما هو مقبل.