نقلا عن العدد اليومى...
فى الماضى كانت زيارة أى رئيس مصرى للولايات المتحدة يسبقها سؤال واحد كيف سيتم التعامل مع أى مظاهرات ضد الرئيس، وكيف سيتم التعامل مع أى تقارير محرضة تصدر من منظمات دولية أو حقوقية؟ كانت تلك الأسئلة تسبق دوما أى زيارة رئاسية إلى واشنطن أو نيويورك وكان الحل وقتها إرسال وفد يعرف باسم وفد طرق الأبواب يضم سياسيين وشخصيات عامة ورجال أعمال هدفه تخفيف حدة الاحتقان المقبلة من أى مظاهرات ينظمها أقباط المهجر والتفاهم مع المنظمات والدوائر السياسية الأمريكية التى تنتظر الرئيس المصرى أو المسؤول المصرى بتقارير مضمونها فى غير صالحه وفى غير صالح مصر.
الآن وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تغير كل شىء، زيارة الرئيس السيسى الحالية لنيويورك للمشاركة فى فعاليات الأمم المتحدة لا حديث فيها عن مظاهرات مناهضة أو معارضة للرئيس حتى محاولات الغل الإخوانية فشلت قبل أن تبدأ، ولا توجد تقارير تستهدف تشويه الرئيس أو الدولة المصرية، بل على العكس تماما وربما تكون المرة الأولى أن تكون صورة زيارة رئيس مصرى للولايات المتحدة صورة مبشرة، وكلها أمل وتأييد ودعم، ولعل ذلك هو ما ظهر فى الصور التى تجمع حشود الجالية المصرية للترحيب بالرئيس السيسى فى دلالة جديدة يدرك الغرب معناها تماما أن الرئيس المصرى يختلف عما سبق، ونجح فى أن يحافظ على نسيج وحدة هذا الوطن، ويحظى بدعم وتأييد شعبى لم يحظَ به رئيس مصرى من قبل. مقارنة المشاهد السابقة التى كانت تتظاهر فيها بعض من أفراد الجاليات المصرية ضد مبارك أو مرسى بالمشهد الحالى لحشود الجالية المصرية، وهى تستقبل الرئيس السيسى فى نيويورك مؤيدة وهاتفة باسمه واسم مصر مقارنة واجبة لإدراك الفارق والاعتراف ضمنا بأن السيسى نجح فيما فشل فيه الآخرون، ويتضح ذلك فى لحظة وصول الرئيس إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث وجد حشودا من أبناء الجالية المصرية فى استقباله بالأغانى الوطنية الحماسية، والشعارات والهتافات الوطنية مثل: «بنحبك يا سيسى.. والسيسى رئيسنا»، كان الأمر منظما، ويدل على محبة بدون نفاق وظهر ذلك فى الصفوف المصرية التى وقفت بنظام ويرتدى أغلبها تشيرتات وكابات مرسوم عليها صور الرئيس عبدالفتاح السيسى. هذا الاستقبال الشعبى المؤيد للرئيس فى أمريكا له دلالته، أما جدول الرئيس للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فله دلالة أخرى على اعتراف عالمى باستقرار مصر ودور الرئيس السيسى فى استعادة تأثير مصر الإقليمى والدولى، فمن المنتظر أن يلقى الرئيس اليوم الثلاثاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة، ويتناول فيها مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر، وموقف القاهرة إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، كما سيشارك فى عدد من الاجتماعات المهمة بالأمم المتحدة، على رأسها قمة مجلس الأمن حول التطورات فى الشرق الأوسط، يوم الأربعاء، التى ستركز على الوضع فى سوريا وليبيا، كما يترأس السيسى قمة مجلس السلم والأمن الأفريقى التى تعقد على هامش أعمال الجمعية العامة، لمناقشة تطورات الأوضاع فى جنوب السودان، كما يترأس اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ الذى يناقش نتائج مؤتمر أطراف اتفاقية باريس حول تغير المناخ، والتحضير للدورة المقبلة للمؤتمر التى ستعقد فى مراكش خلال شهر نوفمبر المقبل، طبعا هذا بجانب عدد من اللقاءات المهمة فى محادثات ثنائية وجانبية مع زعماء دول العالم، بجانب لقاءين فى غاية الأهمية مع المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون ودونالد ترامب، فى دلالة كبيرة على وزن مصر فى المنطقة، وعلى نجاح الرئيس السيسى فى استعادة الدور المصرى أفريقيا وعالميا.