القت الهزيمة التى منيت بها جماعة الإخوان فى الأردن بالانتخابات البرلمانية، الضوء على الهزائم المتكررة للتنظيم الدولى للجماعة، حيث شهد التنظيم الدولى حالة من الارتباك الشديد، بعدما أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات فى الأردن، النتائج الرسمية التى تؤكد حصول تحالف يقوده الإسلاميون على 16 مقعدًا من أصل 130 فى مجلس النواب.
وأعلنت الهيئة خلال مؤتمر صحفى آخر النتائج لعدد من الدوائر الانتخابية، فيما سيعاد الاقتراع لثلاث مقاعد فى دائرة بدو الوسط بعد تعرض صناديق اقتراع لاعتداء.
وأكدت النتائج الأولية حصول "التحالف الوطنى للإصلاح" بقيادة حزب جبهة العمل الإسلامى، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على 16 مقعدًا، بعدما كان الحزب الإخوانى قد حصل على انتخابات عام 1989 على 22 مقعدًا من أصل 80 فى مجلس النواب.
وقاطع حزب جبهة العمل الإسلامى انتخابات عامى 2010 و2013 احتجاجًا على نظام "الصوت الواحد" بشكل رئيسى و"التزوير" فى الانتخابات، بحسب قوله.
ومن جانبه، قال محمد الزيودى الأمين العام لجبهة العمل الإسلامى، الذراع السياسية لإخوان الأردن، إن الإخوان ملتزمة بفتح صفحة جديدة فى العمل السياسى وقال فى تصريحات صحفية "إننا نهدف من خلال هذه المشاركة إلى تحمل جزء من المسؤولية وبناء دولة المؤسسات وإرساء قواعد اللعبة الديمقراطية.
مواقع تابعة للإخوان ، ذكرت أن الجماعة فى الأردن شاركت فى الانتخابات البرلمانية بالأردن من أجل قطع الطريق أمام حلها، ومحاولة الحصول على تراخيص للعمل من خلال البرلمان، بعد أن كان الاتجاه نحو عدم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية.
وذكرت بعض المواقع التابعة للإخوان، أن نتائج الانتخابات جاءت مخيبة للأمال، بعد أن كان التنظيم يتوقع حصوله على 30 مقعدًا فى التحالف، حصل فقط على 16 مقعدًا فى تحالفه الموسع الذى ضم أحزاب سياسية أخرى.
وفى المقابل شن أنس حسن، القيادى الإخوانى، ومؤسس شبكة رصد الإخوانية، هجومًا عنيفًا على فرع الإخوان فى الأردن ، وقال فى تصريح له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، "فى الدول العربية هناك فروع للإخوان تلعب مسرحية هزلية، الأردن بتعيش الآن انتخابات تحت ظل سلطة ودستور معدل، واتجاه نحو حل الجماعة بعمان، والإخوان يشاركون فى الانتخابات بعد المقاطعة لسنوات".
وأضاف مؤسس شبكة رصد الإخوانية :" أكيد مشاركة الإخوان مش عشان احتمالية الإصلاح من داخل البرلمان، ولكن محاولة لإنقاذ جماعتهم من الحل خاصة فى ظل الانقسام الشديد الذى تعيشه الآن، رغم أنها لم تحقق شئ فى الانتخابات".
ومن جانبه، قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن التنظيم الدولى كان يريد من إخوان الأردن ألا يشاركوا فى الانتخابات البرلمانية الأردنية، بعد فشل الجماعة فى عمان الحصول على تراخيص عمل، وتشميع مقراتهم الرئيسية، إلا أن قرار إخوان الأردن بالمشاركة أحدث ارتباك بهذا التنظيم.
وأشار القيادى المنشق عن جماعة الإخوان إلى أن الجماعة فى الأردن كانت تمنى النفس بالحصول على عدد كبير من القاعد، أو أن يصوت الشعب الأردنى لها، إلا أن حصولها على عدد قليل من المقاعد أحدث ارتباكًا واسعًا داخل التنظيم.