انتشرت حالة من الذعر والخوف بين المواطنين بعد نفوق أعداد هائلة من الأسماك فى نهر النيل الذى يمر بمحافظتى البحيرة والشرقية، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة الأمونيا بالمياه، واضطرت بعض شركات المياه أن تتوقف عن العمل، قبل أن يتم إعادة تشغيلها مرة أخرى منذ قليل.
وذكرت الجهات الرسمية أن أطنان عديدة من الأسماك قد نفقت بسبب حلول موسم السدة الشتوية، الذى يحدث خلاله انخفاض فى منسوب المياه، وبالتالى يزداد تركيز المواد الملوثة والضارة، بجانب استخدام الأقفاص السمكية الحديدية بالمخالفة للقانون.
ونحاول خلال هذا التقرير تسليط الضوء على أبرز الأسباب التى تؤدى لنفوق الأسماك؛ كى نحث المواطنين والشركات بالابتعاد عن الممارسات الخاطئة التى تضر الثروة السمكية وتجنب الوقوع فيها تماما، كما نتناول أبرز الأضرار الناجمة عن تناول المياه الملوثة بالأمونيا والأعراض التى قد تظهر علينا حال التسمم بها.
أسباب نفوق الأسماك
وكشف التقرير الذى أعده أحد الباحثين بالمعهد الملكى للتكنولوجيا فى ملبورن ونشر على الموقع الأمريكى "researchgate"، عن مجموعة من الأسباب والعوامل التى تؤدى إلى نفوق الأسماك، وتشمل:
- الجفاف أو نقص مستويات المياه، ويتشابه ذلك مع ما حدث فى مصر بسبب حلول موسم السدة الشتوية وانخفاض مستويات المياه.
- إلقاء مخلفات مصانع الكيماويات ونفايات السفن بالمياه.
- تسرب المبيدات الحشرية بأى طريقة للمياه يساهم فى موت الأسماك.
- إلقاء الأغذية الملوثة وغير الصالحة بالماء قد يسبب موت الأسماك، وهو يماثل ما حدث فى كفر الشيخ حسب رواية هيئة الثروة السمكية.
- التغييرات المفاجئة فى درجة حرارة المياه كما يحدث بين الفصول.
- تسرب بقع زيتية أو أى من المواد الكيماوية الضارة.
ومن الأسباب الأخرى المنشورة بالتقرير:
- نمو بعض أنوع الطحالب والبكتيريا الضارة بالمياه، خاصة البكتيريا الزرقاء نظرا لأنها تنتج بعض المواد السامة، وهى تؤدى إلى موت عدد كبير من الأسماك.
- تسمم المياه بكميات كبيرة من النشادر.
- تساقط الرماد الناتج عن الحرائق فى المياه.
- مصادر المياه الملاصقة للسدود المائية، والمياه التى تصرف بعد استخدامها فى تبريد مصانع توليد الطاقة.
وفيما يتعلق بأضرار الأمونيا الناجمة عن نفوق الأسماك، فقد كشف تقرير أصدرته مؤخرا منظمة الصحة العالمية WHO عن مجموعة من المخاطر الصحية التى قد نتعرض لها جراء تناولنا المياه الملوثة بالأمونيا، وذلك حسبما أشارت التجارب التى أجريت على حيوانات التجارب.
وأشار التقرير إلى أن التعرض لكميات كبيرة من الأمونيا فى وقت قصير، بجرعة تصل إلى 500 مجم لكل كجم من وزننا، قد يتسبب فى الإصابة بمخاطر صحية كبيرة مثل: انتفاخ الرئة وخلل بالجهاز العصبى، كما تزداد نسبة الحموضة لدى المرضى وقد يحدث تلف بالكلى.
كما كشف التقرير أن تناول المياه الملوثة بكميات قليلة من الأمونيا قد يساهم فى الإصابة بأضرار صحية لحظية مثل زيادة حامضية الجسم، وبعض التأثيرات الطفيفة على أعضاء الجسم، كما قد يؤدى ذلك لارتفاع ضغط الدم، وحال تناول المياه الملوثة بالأمونيا لفترات طويلة فإن تركيزات الكالسيوم ستنخفض وستقل كثافة العظام.
كما أثبتت الأبحاث أن المياه الملوثة بالأمونيا تضر بالخصوبة والقدرة الإنجابية للإناث، ولكنها فى الوقت نفسه لا تضر بأجنة الحوامل، ولم يثبت وجود أى علاقة بين الأمونيا والسرطان.
وحين إجراء التجارب على الإنسان أثبت الأبحاث أن الأمونيا لها تأثير سام على الإنسان إذا تم تناولها بكميات كبيرة تفوق قدرة الجسم على تطهيرها، وأكد التقرير أن الأمونيا تؤثر على نظام التمثيل الغذائى "ميتابوليزم" الخاص، كما تُحدث خللاً فى قدرة الجسم على التمثيل الغذائى للجلوكوز، وتزيد من مقاومة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، وهى كلها عوامل ترفع على المدى البعيد فرص الإصابة بمرض السكر.
وأضاف التقرير أن تركيزات الأمونيا الطبيعية الموجودة بمياه الشرب العادية لا خوف منها على الإطلاق، ولكن الخطورة تكمن فقط فى المياه الملوثة بالأمونيا.
وفيما يتعلق بأعراض التسمم جراء تناول المياه الملوثة الأمونيا، فتشمل: آلام شديد بالمعدة يصاحبها القىء، وارتفاع درجة الحرارة، وضعف الانتباه، سرعة نبضات القلب والتشنجات، وقد يشعر الشخص بالقلق أو يصاب بحالة من الهيستريا، وفى الحالات الخطيرة قد يصاب الإنسان بصدمة ويتوقف نبض القلب، وذلك حسبما كشف تقرير نشر مؤخراً بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.