منذ الإعلان مؤخرا عن رفع العقوبات الدولية على إيران عقب صدور قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتزام طهران بالاتفاق النووى الذى وقع مع القوى الغربية فى شهر يوليو الماضى، أصبح هناك فريقان ما بين خاسر وفائز من رفع تلك العقوبات.
وفى الوقت الذى تحتفل فيه إيران برفع العقوبات وانتصارها دبلوماسيا، ظهر القلق والترقب فى إسرائيل فى جميع الصحف ووسائل الإعلام العبرية، فبالنسبة لتل أبيب فإن إزالة العقوبات عن إيران شكل فشلا دبلوماسيا لها وتهديدا إستراتيجيا لها على المدى البعيد، لتصبح من أهم الخاسرين من هذه الخطوة.
وتعتبر دول الخليج أيضا من ضمن الخاسرين من رفع العقوبات على إيران، فحجم الأموال المجمدة بالبنوك الأوربية والأوربية التى ستصل طهران والتى تقدر بمليارات دولار، والصفقات التجارية التى ستنعش الخزائن الإيرانية، يخشى الخليج من استغلالها لدعم حلفاء إيران بالمنطقة التى تستخدمهم من أجل بسط نفوذها كما يحدث حاليا فى العراق واليمن وسوريا ولبنان.
وفازت إيران بكل المقاييس عقب رفع العقوبات، فأكثر من 100 مليار دولار ستتم إزالة تجميدها وإرجاعها إلى إيران، سيدفع نصفها مقابل الديون، ولكن النصف الآخر سيصبح متاحا فورا، حيث من بين المبالغ التى سيتم تمريرها لتعزيز الاقتصاد الإيرانى.
ومن بين الرابحين بجانب إيران من رفع العقوبات الدولية، كل من القوى الغربية والولايات المتحدة التى عقدت شركاتها صفقات تجارية ضخمة مع غيران، كما أن شركات السلاح ستكون من بين الفائزين بكعكة رفع العقوبات نتيجة صفقات السلاح التى سيتم بيعها لإيران والمنطقة، ولا شك أن إيران المنتصر الأكبر، من رفع العقوبات وكذلك الدبلوماسية الأمريكية، وفى المقابل إسرائيل ودول الخليج فى الجانب الخاسر.