رغم مرور عشرات السنين على وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، فإنه لا يزال يشكل شبحا فى نفوس الإسرائيليين حتى اليوم، فالإسرائيليون يعتبرونه حتى يومنا هذا أكبر خطر هدد دولتهم، بل إنهم ذهبوا لأبعد من ذلك، وشبهوه بالزعيم الألمانى أدولف هتلر، معتقدين أنه كان ينوى القضاء على اليهود تماما.
وقال المحلل السياسى الإسرائيلى يؤاف شاحام، خلال تقرير له نشره على النسخة العربية لموقع "مكور" الإسرائيلى "المصدر"، إن الإسرائيليين وجمال عبد الناصر قصة من الخوف، مضيفا أنه فى حين أن مصر تذكر جمال عبد الناصر كبطل قومى، يتذكره الإسرائيليون كقائد حاول القضاء عليهم ولكنه فشل.
وأضاف المحلل الإسرائيلى أن المصريين يحيون ذكرى "عيد النصر" فى 23 ديسمبر من كل عام وسط مشاعر شوق قوية لقيادة جمال عبد الناصر التى لا هوادة فيها، وهو الشوق للأيام التى كانت فيها سلطة مصر فى العالم العربى والإسلامى واضحة تماما وقوية، حيث كانت تلك الأيام الشرق الأوسط فيها يبدو مختلفا تماما.
عيد النصر
ويحتفل بعيد النصر يوم 23 ديسمبر من كل عام، ويتم الاحتفال به فى مدينة بور سعيد بشكل أساسى، وهو ذكرى انتصار القوات المصرية والشعب المصرى على قوات العدوان الثلاثى البريطانى والفرنسى والإسرائيلى عام 1956، وهزيمة قوات هذه الدول على أرض مدينة بور سعيد، وبذلك تحقق تحرير الأراضى من أى احتلال وتأكدت مصرية قناة السويس.
وأشار المحلل السياسى الإسرائيلى، إلى أن الكثيرين من المصريين استغلوا هذه الفرصة فى مواقع التواصل الاجتماعى كى يظهروا الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى باعتباره الخليفة لعبد الناصر، زاعما بأن السيسى ليس عبد الناصر كما أن عام 2015 ليس عام 1956.
عبد الناصر لحظة تاريخية
وأوضح شاحام، أنه بالنسبة للإسرائيليين، فإن جمال عبد الناصر هو لحظة تاريخية بعيدة، صغيرة ولكنها مهمة، ففى تلك الأيام، أيام الحرب التى لا تتوقف بين مصر وإسرائيل، كانت الإشارة إلى الرئيس المصرى هى مزيج من خوف حقيقى، وسخرية منه فى الوقت نفسه داخل إسرائيل، حيث اعتبر الكثير من الإسرائيليين عبد الناصر خليفة هتلر، فى محاولة القضاء على الشعب اليهودى، واعتبره آخرون زعيما يفشل أية احتمالات سلام بين إسرائيل والعالم العربى بأسره.
الإسرائيليون كانوا جميعا يخشونه
وأكد المحلل الإسرائيلى أن جميع الإسرائيليين، كانوا يخشونه، ولكنهم جميعا احتقروه أيضا، مدعيا أنه فى السنوات التى سبقت موته أدرك عبد الناصر بأن طموحه منذ سنوات طويلة بالقضاء على إسرائيل لم يتحقق، مضيفا أنه طبقا لرؤية خليفته أنور السادات، اعترفت مصر أن مقابل إعادة الأراضى التى احتلتها إسرائيل عام 1967 ستوافق مصر على اتفاق سلام، والاعتراف بإسرائيل.
وقال شاحام: فى الشرق الأوسط يعتبر عبد الناصر اليوم رمزا للأيام التى لن تعود، رمزا لواقع مختلف تماما، ولا يمكن لأحد أن يقلل من أهمية الرموز.