"جروح فى جميع أنحاء الجسد ونزيف وسقوط الأسنان "هذه حالة سيدة عذبها زوجها بطريقة وحشية لمجرد أنها نامت أو كما يقولون"عينها غفلت"، وهو عقاب بشع يشبه آثاره مشهد تعذيب معتقل سياسى فى فيلم عربى قديم.
كانت البداية بوجود محررة "انفراد" فى مستشفى المنيل التخصصى، حيث أبلغلها طبيب بوجود سيدة فى قسم الطورائ مصابة بنزيف وأنيميا حادة، وجسدها تبدو عليه آثار تعذيب بشعة، وأنه عندما سألها عن المتهم أجابت: زوجى.. عندما التقت محررة "انفراد" الضحية "غ.ع" البالغة من العمر 33 سنة وجدتها تعانى من خوف وكسرة نفس.
جسد الضحية ملىء بآثار التعذيب
فى البداية توسلت الضحية عدم ذكر اسمها أو ظهور وجهها خوفا من زوجها، وقالت: "خايفة على أولادى وجوزى لو عرف أنى أتكلمت مع الصحافة وفضحته ممكن يؤذينى تانى، عشان هو رجل مثقف ومتابع لوسائل الإعلام"، وردا على اندهاش المحررة قالت الضحية: "متستغربيش جوزى متعلم ومن عائلة ميسورة الحال وبياخد كورسات لغة إنجليزية فى الجامعة الأمريكية، ولم يخطر على بالى قبل الزواج بأنه هيهينى ويعذبنى بالصورة دى".. وعن سبب الجروح فى جسدها قالت: "ضربنى بالكرباج عشان غمضت عينى أثناء جلوسى معه ليلا، واتهمنى بأنى عكرت صفو ليليته".
الضحية تزوجت زواجا تقليديا
وأوضحت "غ.ع": عندما كان عمرى 17 عاما حصلت على شهادة تعليمى المتوسطة وأبلغتنى قريبة والدى أن لديها عريسا من عائلة ميسورة الحال، فقابلته وسط أهلى ووافقت وتزوجته بعد 4 أشهر، وفى فترة الخطوبة لم يظهر منه أى تصرفات تبين أنه سيئ الأخلاق أو أنه سيعاملنى بكل هذا العنف.
الزوجة ليس من حقها الاعتراض على إهانة لفظية أو ضرب
وقالت "غ": فى البداية كان زوجى عندما يتعصب يصفعنى على وجهى ويشد شعرى، ثم تطور الأمر إلى حد استخدامه للكرباج، فهو يعتقد أن من حقه الشرعى ضرب زوجته وإهانتها دون أن تعترض.
"الست ملهاش غير بيت جوزها"
وتابعت: بعدما أنجبت ابنتى الأولى ضربنى زوجى وشكوت لوالدى فأعادانى إلى بيتى إعمالا للمثل "الست ملهاش غير بيت جوزها"، وبعد وفاة والدى طرد زوجى أهلى من بيتى ومنعنى من رؤيتهم عشان رفضوا تسليمه ميراثى.
تطور العنف من الصفع إلى الكرباج
وأضافت "غ": بعد زواجنا بفترة اكتشفت أنه مدمن مخدرات وكحوليات ومشاهدة أفلام إباحية، ويرغب دائما فى سهرى بجواره طوال الليل وحتى الظهر، وليس من حقى النوم كى أستطيع فى الصباح قضاء متطلبات الأولاد.. وتابعت: فى آخر مرة أغمضت عينى فقط انهال علىّ ضربا بالكرباج فى مختلف أنحاء جسدى، وسبّنى واتهمنى بأنى عكرت عليه صفو ليلته، وعندما اتصلت بأهلى نقلونى للمستشفى فى حالة صحية لا يرثى لها، واحتجت 5 أكياس دم وأنبولات حديد لأن مستوى الأنيميا وصل إلى 5، بسبب النزيف الناتج عن الضرب بالكرباج.
العنف الأسرى وتأثيره على الحالة الصحية والنفسية للأبناء
وعن علاقة زوجها بأبنائهما قالت الضحية: أبنائى يخافون منه جدا لأن الأسلوب الوحيد الذى يتبعه معهم هو العنف والضرب وهذا أصابهم بأضرار حتى إن أحدهم أصبح يعانى من رعشة فى عينة نتيجة إصابته بالتهاب العصب السابع بسبب ضربه من قبل والده، وزملاؤه فى المدرسة يلقبوه بـ"بربش".
أريد حلا
"غ" قالت: بعدما سمعت الطبيبة المشرفة على حالتى قصتى أرسلت لى الدكتور عمرو حسن راعى حملة "إنتى الأهم" التى تهتم بحقوق المرأة، وعندما سمع مأساتى أبلغنى بأن الحملة ستوفر لى كل الدعم الصحى والنفسى والقانونى.
دور حملة "إنتى الأهم"
وبدوره قال الدكتور عمرو حسن: أبلغتنى طبيبة بحالة "غ.ع" باعتبارى أحد أعضاء فريق حملة "إنتى الأهم" المهتمة بمناهضة العنف ضد المرأة، وسمعت قصتها وعرضت عليها توفير الدعم الصحى وتوفير مكان تقيم فيه، فأكدت أنها ميسورة الحال وترغب فقط فى مساندة الحملة للحصول على الطلاق.