انتقد الشاعر الكبير سيد حجاب، كاتب ديباجة الدستور المصرى، مشهد الانتخابات البرلمانية، معتبراً أنها "لعبة عبثية" صنعها الأمن والمال السياسى،مما تسبب عن عزوف 72% من الشعب المصرى عن الشماريكة فيها، معرباً عن قلقه من أداء مجلس النواب الحالى.
وأكد الشاعر الكبير سيد حجاب، كاتب ديباجة الدستور المصرى، أن الدستور الحالى نتاج الشعب المصرى كله بعد أن أقسم الرئيس السيسى على احترامه، وأن أى إهانة له هى إهانة للشعب.
وقال حجاب، فى حواره مع الكاتب الصحفى خالد صلاح، ببرنامج "آخر النهار" المذاع عبر فضائية "النهار"، إن صياغة ديباجة الدستور ليست ملكية فكرية، ولكنها نتاج عمل لمجموعة كانت تمثل أفضل تمثيل ممكن لشرائح المجتمع المصرى؛ المتمثلة فى المرأة والشاب والعمال والفلاحين والجيش والشرطة والقضاء"، معتبراً أن هذا الدستور وهو أول دستور توافقى فى تاريخ مصر الحديثة توافقت عليه الأمة بأغلبية ساحقة، أما الدساتير السابقة كانت تُعبر عن إرادة حاكمة أو طبقة حاكمة.
وأوضح، أن تجاوز المهلة البرلمانية "كان خاطئًا"، لافتاً إلى أن "هذا الدستور أقسم عليه الرئيس السيسى الذى انتخبه الشعب المصرى بأغلبية غير مسبوقة كفارس لحلمه بعد أن منحه تفويضًا لتحقيق أحلامه، وبالتالى هذه الانتخابات أجريت على أساس هذا الدستور".
وتعجب الشاعر الكبير من وجود الأجواء غير الديمقراطية قبل الانتخابات البرلمانية، مثل وجود كتلة شعارها الأساسى هو تعديل الدستور، مؤكداً أن هؤلاء لا يحترمون الرئيس ولا الشعب الذى أقر هذا الدستور، وكان على الجنة العليا منع "العبث" من البداية.
البرلمان يمثل المشاركين بانتخابه فقط..و"منصور" خالف نصوص الدستور
وأوضح كاتب ديباجة الدستور المصرى، أن هذا البرلمان يمثل 28% من هذه الأمة، مع امتناع 72% عن التصويت، وبالتالى فإنه لا يمثل إلا الذين شاركوا فى انتخابه.
وعن رفض المستشار مرتضى منصور، القسم على ديباجة الدستور، قال حجاب، إن هناك مغالطات كثيرة فيما قاله النائب البرلمانى، من حيث موافقته على جزء ورفضه لجزء آخر، بالرغم من أن الدستور لا يتجزأ بما فيه الديباجة، مؤكداً أن ما حدث من رئيس الزمالك مخالفة لنص الدستور.
وتابع: "لم أغضب من هجوم مرتضى على ديباجة الدستور لأن هذا الدستور أصبح ملكاً للأمة والحقائق الموضعية تقول إنه لا يتجزأ، ولكننا لم نسمع عن أحد يريد أن يجزأ دستور أمته فى العالم"، مضيفاً: "هو حر وأنا حر ولكن لدى منطقى، وكان ينبغى أن يبرر حريته بمنطق يلتزم بالحقائق الموضوعية التى تقول إن هذا الدستور ككل لا يتجزأ، وعلى من لا يقسم بهذا الدستور ألا يتمتع بعضوية هذا البرلمان".
الدستور كُتِب بنية طبية ولا يتجزأ
وحول مقولة الرئيس السيىس "الدستور كتب بنوايا حسنة"، أكد أن هناك آليات داخل الدستور حول طريقة تعديل بعض مواده، ولكن ما قاله البعض حق يراد به باطل، مشيراً إلى أن كلام الرئيس لا يترتب عليه أن تكتب الدساتير بالنوايا السيئة.
وقال: "رددت فى وقتها على كلام الرئيس وقلت إن الدساتير تبنى بالنوايا الحسنة والعزيمة الصادقة، وهذا الدستور من المؤكد أنه بنى على نية طيبة بالتوافق المجتمعى".
الأمن والمال السياسى صنعا انتخابات البرلمان
وأكد الشاعر الكبير سيد حجاب ، أن القوانين التى صدرت فى غياب البرلمان أكثر مما ، ولم يكن لها داع، كما إن الانتخابات البرلمانية تأخرت أكثر مما ينبغى، موضحاً أن الدستور لا يتوغل على سلطات الرئيس، بل منحه حقوقاً كثيرة، ووازن بين صلاحياته وبين صلاحيات السلطة التشريعية،وجعل الشعب هو الفيصل، كما أن تجربة المصريين قبل 25 يناير و 30 يونيو أثبتت ضرورة عدم ترك كافة السلطات فى يد الرجل الأول بالدولة، مضيفاً : "الشعب أصبح مدركاً للواقع المحيط به، ولا يريد خلق فرعون جديد أو خلق سلطة تشريعية تعتدى على قدرات السلطة التنفيذية".
ووصف معركة الانتخابات البرلمانية الأخيرة بـ"العبثية"، بعد أن "صنعها والأمن والمال السياسى، التواؤمات بين قوى فى دائرة السلطة وبين الأمن والمال السياسى، بجانب انصراف المرشحين عن الناس، مما نتج عنه خروج 28% فقط ممن يحق لهم التصويت"
وأوضح سيد حجاب، أن الشعب المصرى يقبل على التصويت فى المراحل الحرجة، ولكنه لا يهتم بـ"لعبة تقسيم الكعكة" بين قوى فى دائرة السلطة، مما دعاه للانصراف عن المشاركة فى الانتخابات، مؤكداً فى الوقت نفسه ثقة الشعب المصرى فى الرئيس السيسى باعتباره "فارس الحلم"، ولذا لم يستشعر الخطر.
الجيش بوتقة الوحدة الوطنية
وثمن الشاعر الكبير دور الجيش الداعم والمطمئن للشعب المصرى، مؤكداً أن هذا الجيش بوتقة الوحدة الوطنية وعماد الدولة المصرية، وقال :" الشعب رامى حموله على الله وعلى الجيش وكذلك العكس".
وقال الشاعر الكبير، إن عدد لا بأس به من المشرحين فى الانتخابات البرلمانية فازوا بأصوات الناس، وليس بالمال السياسى أو الإجراءات الأمنية، مثل هيثم الحريرى وكمال أحمد ونحو 50 عضواً آخرين.
وأوضح "حجاب" ، أن ثورة 25 يناير تحققت بمشاركة الشعب وانضمام الجيش إليه، أما ثورة 30 يونيو فصنعت بمشاركة الشعب والدولة كلها فى مواجهة الحكم الإخوانى الذى كان كفيلاً بتقسيم مصر وضياعها بعد إعلانه الحرب على البلد والدولة.
السيسى قادر على عبور "ألغام وحقول الفساد"
وحذر الشاعر الكبير، القيادة السياسية من "حقول ألغام الفساد"، لافتاً إلى أن هناك "حقول ألغام" لا أول لها ولا آخر، من حيث الفساد المستشرى فى المؤسسات والذى زرعه المنتمون للدولة القديمة والراغبين فى إعادة الماضى، معرباً عن ثقته فى الرئيس بصفته المعبر عن الإرادة الشعبية بقيادة البلاد وعبور تلك الحقول.
تحقيق الأمن على حساب الحرية يخلق بيئة للإرهاب
وقال الشاعر الكبير :"الصدام مع الفساد معركة ضرورية، و لا بد من خوضها بجانب التصدى لحرب الإرهاب التى ستشتد فى الفترة المقبلة"، موضحاً أن المعركة مزدوجة وخطير، حيث يتغلغل الفساد فى الكثير من المنظومات الإدارية والتعليمية والصحية، وكذلك المنظومة الأمنية "التى لا تزال مصرة على إقرار الأمن على حساب الحقوق والحريات بما يخلق بيئة مواتية للإرهاب".
وأشار إلى أن غالبية أعضاء البرلمان ينتمون لـ"إمبارح" ولتراث الماضى، معولاً على يقظة الشعب وقيادته السياسية، مضيفاً :"إذا أصر هذا البرلمان على إعادة إنتاج الماضى فسيتم إعادة خراب الدولة، ولكننى أثق فى الشعب والجيش، وكما قال الرئيس "الماضى لن يعود".