" المستشفيات حيلة كل العصور" مشهد يتكرر فى افلام القديمه وفي الروايات التى يسطرها الرواة من خيالاتهم، سجين يغافل قوة الحراسة ويلوذ بالفرار هربا أثناء وجوده بالمستشفى .
أثارت واقعة هروب متهم " كتائب حلوان" أثناء اجراء الفحص الطبي له بمستشفى المنيل الجامعي جدلا واسعا وجعلتنا بصدد ظاهرة تكررت في الآونة الأخيرة وبرصدها جعلتنا أمام عدة تساؤلات " كيف نقضى على تلك الظاهرة؟"، " كيف نحد من انتقال المتهمين إلى المستشفيات الخارجية ؟" .
من جانبه، أكد مصدر أمني أن وزارة الداخلية اتخذت كل الإجراءات القانونية لمعاقبة القوة الأمنية المسئولة عن واقعة الهروب اداريا غير العقاب قانونيا أمام القضاء، مشيرا إلى اجراء تنسيقا بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة لإحكام الحراسة المشددة على المتهمين الذين يتم فحصهم طبيا ولاسيما " متهمى الإرهاب" لتفادي تكرار الخطأ واستغلالهم للتواجد وسط المدنيين.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصه لـ" انفراد" ان قرارات نقل المتهمين إلى مستشفيات خارجية تصدر من النيابة العامة وأن مصلحة السجون لا يحق لها التدخل بالمنع، مضيفا أن إستدعاء أطباء من الخارج يكون في التخصصات الغير متوفرة داخل مستشفى السجن .
كما أشار اللواء رفيق حبيب، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن تورط الإخوان فى تهريب المتهم فى قضية كتائب حلوان أمر غير مستبعد، حيث أن الجماعة تريد استغلال هذا الأمر فى تشويه مصر خارجياَ، وإظهار أن الشرطة لا تستطيع تأمين المساجين.
وأكد حبيب على مضاعفة عدد الحراسة الموجودة مع المتهمين ولا سيما المحبوسين في قضايا الارهاب، لافتا إلى إستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة "اللاسلكي" أثناء الإنتقال بهم إلى خارج السجن حتى لا يتسنى للمتهم آية فرصة للهروب.
وأوضح حبيب أن التنسيق بين وزارتي الداخلية والصحة أمر إيجابي، مؤكدا على عدم توافر الإمكانات للدولة المصرية هذه الفترة لتجهيز مستشفيات السجن بالأجهزة الطبية الحديثه حيث تتكلف مبالغ باهظة.
وفى سياق أخر، قال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن اختيار نوعية المأمورية المرافقه للمتهم لها أثر مهم في إتمامها بنجاح، موضحا وجوب استبدال أفراد الشرطة بالضباط الأكفاء لتلك المهام وخاصة مع قضايا الارهاب.
وأشار المقرحى إلى وجوب دراسة مسبقة لموقع المستشفى وغرفة الكشف وكيفية تأمينها بشكل جيد، مع مراعاة انتماءات الأطباء المكلفين بإجراء الفحص الطبي مضيفا وجوب دخول مأمورية الحراسة إلى غرف الفحص والآشعة.
وألفت المقرحى إلى ضرورة تطوير مستشفيات السجون وجعل كافة التخصصات والأجهزة الطبية بها لمحاربة تلك الظاهرة حيث أن الهروب بهذه الطريقة البدائية لن ينتهى الا بمواجهتها والتصدي لها.
وكان المتهم أحمد محمد الصعيدى، السجين فى قضية كتائب حلوان، والمحبوس بسجن ليمان طرة، قد تمكن من الهرب أثناء عرضه على مستشفى المنيل العام، بعد أن غافل الحرس المصاحب له أثناء دخوله حجرة الأشعة.