بعد وقوع الحادثة غالباً تتحرك كافة الأجهزة التنفيذية، بداية من الحى والحماية المدنية ووزراة التضامن والإسعاف، لتستيقظ مصر على كارثة جديد يكون بطلها انهيار عقار أو حدوث حريق يترك العديد من الضحايا والمصابين، لتكون هى إشارة بدأ تحرك المسئولين وفق كل كارثة.
وتأتى أغلب تلك الحوادث فى الأحياء الفقيرة، التى يكون الضحية فيها هم الفقراء، ويقف خلف تلك الجرائم أباطرة العقارات فى تلك المناطق، نتيجة بناء عقارات مخالفة لا تصلح لتلك الارتفاعات التى تم البناء عليها، بالمخالفة للقانون وعدم وجود أساس صحيح فى بناء تلك العقارات.
وترصد انفراد بالصورة كارثة تعيشها 15 أسرة مشردة، تنتظر الموت فى أى وقت وفى كل ساعة، نتيجة ظهور تصدعات وشروخ فى العمارة التى يسكنون بها بمنطقة البساتين، وهى عمارة مكونة من 8 أدوار، تعيش بداخلها عائلات بسيطة، دفعت مبالغ مالية وصلت إلى 60 ألف جنيه، واستلموا الشقق بنظام عقد مفتوح 59 سنة.
الشروخ فى العقار
انتقلنا إلى العقار، وبمجرد دخول المنطقة والوصول إلى العمارة، تظهر شروخ فى واجهة العقار، بداية من الطابق الأرضى إلى الأدوار العليا الثانى والثالث وصولا إلى الرابع، تواجد السكان معنا وبمجرد الدخول للشقق السكنية تجد تصدعات وشروح فى السقف، وانهيار أجزاء من "المحارة" فى صالون كل شقة، ووجود شروخ بين الشقق وبداخل دورات المياه.
سكان العقار
علاء سيد أحد السكان يقول: قمت بتأجير الشقة منذ عدة أعوام، واستلمت الشقة على المحارة، ودفعت أكثر من 30 ألف جنيه على التوضيب والصيانه، وبعد مرور شهرين بدأت تظهر شروخ فى الأسقف والحوائط، اعتقدت فى البداية أن المشكلة فى عمال"المحارة"، لكن الشروخ بدأت تظهر عند الجيران، اتصلنا بصاحب العقار، فكان رده " أنا مشترى العمارة كده ومليش دعوة، ولو عاوزين ننكسها ادفعوا 50 ألف جنيه للقيام بأعمال ترميم للعقار بالكامل.
وأضاف: قمنا بتحرير محضر بقسم الشرطة ضد أصحاب العقار، وتمت إحالته إلى الحى وتم انتداب لجنة هندسية، وطالبت اللجنة بإخلاء العقار إخلاءً تحفظيا، خوفاً على الأرواح دون المنقولات، ويحمل صاحب العقار بإقامة كافة الترميمات اللازمة، مع تحمله المسئوليه الكاملة المدنية والجنائية، واستطرد:" قمنا بالاتصال بصاحب العقار، لكنه قال إللى عندكم اعملوه وأنا مش دافع حاجة".
أم هاجر قالت لـ"انفراد": اللجنة التى قامت بمعاينة العقار لم توفر لنا سكن، والسكان لا يوجد لهم مأوى غير العقار، ومش هنام فى الشارع لحد الحكومة ما توفر لينا سكن، ولما طالبنا رئيس الحى بسكن نعيش فيه لحين وضع حل للعقار، كان رده علينا " أشتروا سكن جديد" وأنا زوجى رجل على باب الله يعيش يوم بيوم، وظروفنا لاتسمح بتأجير شقق جديده، لحين الانتهاء من هدم العقار.