فى سبتمبر الماضى، كشف إعلام الإخوان عن عقد ورشة عمل فى العاصمة الأمريكية "واشنطن" حضرها قيادات إخوانية وعصام حجى العالم المصرى بوكالة ناسا، وأيمن نور، السياسى الهارب، رئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية، وهاجموا مصر خلالها وأصدروا 10 توصيات كان أبرزها مهاجمة ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان.
وأثارت هذه المبادرة حالة جدل كبيرة داخل الإخوان وتحلفاها، وأنقلب "أيمن نور" على هذه المبادرة ليجدد الجدل والمعارك حولها، وذلك بعدما أعلن أنهم لم يتفقوا على بنود المبادرة، الأمر الذى دفع المشاركين فى المبادرة بإصدار بيان يفيد أن مبادراتهم قائمة بذاتها، وذلك وسط صمت تام من عصام حجى الذى شارك فى هذه الاجتماعات من خلال الفيديو كونفرانس.
وتجدد معركة الإخوان وحلفائها حول مبادرة واشنطن، عندما قال أيمن نور، رئيس قناة الشرق الإخوانية إن مبادرة واشنطن لم يكن متفق عليها، وأنه فوجئ بعقد ورش عمل فى العاصمة الأمريكية "واشنطن" تحولت إلى مبادرة على غير ما تم الاتفاق عليه.
وأضاف رئيس قناة الشرق الإخوانية فى تصريحات له أن هناك ورش عمل كثيرة تم عقدها فى عدد من مدن وعواصم العالم على رأسها فرنسا وأمريكا والسودان وتركيا، ولكنها لم تتحول إلى مبادرة مثلما حدث مع مبادرة واشنطن.
وأشار أيمن نور إلى أنه يرفض العديد من البنود التى تم ذكرها فى تلك المبادرة، وعلى رأسها البند الخامس المتعلق بأن مصر ليست ذات هوية، وهو ما سيساهم فى رفض المبادرة بشكل كامل.
الجدير بالذكر أن أيمن نور كان أحد المشاركين الأساسيين فى مبادرة واشنطن، التى تم الإعلان عنها منذ عدة أسابيع إلا أنه تبرأ من هذه المبادرة فى وقت لاحق.
وفى السياق ذاته، أتهم عاصم عبد الماجد المبادرة، وكيانات الإخوان السياسية فى الخارج بالفشل، موضحًا أن الإخوان وقياداتها يحتاجون لخطاب سياسى جديد يعبر عنها ويتجاوز العيوب السابقة.
وأضاف "عبد الماجد" فى بيان له، أن هذا الخطاب ليس هدفه تدشين جماعة وإنشاء مؤسسات تابعة لها ووضع لوائح وقوانين تخصها وزرع عصبية في نفوس أتباعها وممارسة نوع من العزلة بينها وبين مجتمعاتها، ولكن خطاب يتضمن اعتذارات عن الفترات الماضية.
وفى المقابل، رد المشاركون فى مبادرة واشنطن فى بيان لهم، أن المبادرة قائمة بذاتها، ولا تخضع لتنظيم أو جماعة بعينها ولا تهدف لمنافسة مشاريع معارضة أخرى.
وزعموا أن المبادرة – التى شارك فيها قيادات إخوانية وبعض حلفاء التنظيم- لا تنافس أى كيانات سياسية تابعة للإخوان فى الخارج، وأنها لا تسعى للاندماج فى أى كيانات سياسية فى الخارج ولكنها ستظل مستقلة – على حد قولها.
وقال القائمون على المبادرة إن مبادرة واشنطن تضم شخصيات مستقلة وأخرى تنتمي لكيانات سياسية فى الخارج، اجتمعوا معًا على رؤية مشتركة ومبادئ انبثق عنها الخروج بالوثيقة، زاعمة أنه لا يوجد خلاف على بنود الوثيقة.
وكشفوا أن المبادرة، أنها ستوجه دعوة للكيانات السياسية فى الخارج للانضمام إلى المبادرة، وعمل بنود جديدة للمبادرة خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن بعض من شاركوا فى مبادرة واشنطن، بدءوا يتبرءون منها بعدما تيقنوا فشل تلك المبادرة فى تحقيق أهداف الجماعة، لذلك أصبحت مهمتهم هى محاولة التنصل منها.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن الخلاف بين القائمين على مبادرة واشنطن، والإخوان وحلفاءها هو اختلاف مصالح، وهو ما دفع إلى ظهور هذه الانقسامات فى العلن، خاصة أن حلفاء الجماعة يخشون اتهامهم بالفشل لذلك سعوا للتبرؤ من تلك الكيانات.