كلما وقعت عملية إرهابية ضد قواتنا الباسلة فى سيناء تخرج بعض الأصوات الجاهلة لتحلل وتفسر، وبعض المدعين والعادين يتحدثون بما لا يعرفون وكل منهم يعين نفسه خبيرا عسكريا، ولو نظرنا إلى الأداء الأمنى للقوات فى شمال سيناء خلال الأشهر الماضية يمكن أن نرى حجم ما تحقق من خطوات على الأرض، وتراجع العمليات الإرهابية بشكل كبير ويظهر هذا بشكل واضح فى الكم والكيف للعمليات.
لهذا يمكن التأكيد أن السيطرة تم فرضها على أنحاء كثيرة ومن هنا يمكن النظر إلى العملية التى حاول الإرهابيون تنفيذها مؤخرا وانتهت إلى مقتل 15 إرهابيا واستشهاد عدد من جنودنا، حيث إن المتوقع دائما أن تلجأ التنظيمات الإرهابية إلى تنفيذ عمليات بأى ثمن لرفع الروح المعنوية للإرهابيين الذين أصبحوا يستغيثون من المواجهة فضلا عن تساقط عدد من الإرهابيين خلال الفترات الماضية.
ثم أن الهجمات لم تعد تتم من دون أن يفقد الإرهابيون عددا منهم، مع الأخذ فى الاعتبار أن الإرهابيين ينفذون عملياتهم على طريقة الجرذان كما أشرنا من قبل، حيث إنها طريقة تقوم على تفخيج سيارات والتخفى خلف المدنيين أو التأكد من أن القوات المسلحة والأمن فى سيناء يحرص على حياة المواطنين ويتراجع مرات عندما يعرف أن هناك مدنيين يمكن أن يتعرضوا للخطر، بينما التنظيمات الإرهابية لا تضع الأمور الإنسانية فى اعتبارها.
الأمر الثانى والمهم فى النظر لتحركات الإرهاب هو أنه محصور فى منطقة محددة من العريش وشمال سيناء، ولم تنجح أى من العمليات التى خطط لها الإرهابيون كما تساقطت الخلايا التى كان يفترض تجنيدها لنقل الحرب إلى المدن، وهو ما نجحت القوات فيه ونجحت قوات الأمن، فى اصطياد عدد من الخلايا التى تنتمى لداعش أو أى تنظيمات إرهابية كما كشف التعامل مع التهديدات الأمنية الأخيرة بشكل احترفى.
ومن هنا يمكن تقييم النجاح الواضح لقواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية فى مواجهة الإرهاب بالعريش أو منع دخوله وانتقاله إلى الداخل، وهو ما يؤكد قوة المواجهة واحترافيتها وحجم الخبرات التى تكونت لدى القوات المسلحة بالرغم من أنها قوات نظامية، إلا أنها طورت من تدريباتها وقدراتها فى مواجهة الإرهاب.
وبالطبع فإننا نقدر دور بطولى لقواتنا ونقدر ايضا حجم التضحيات من شهدائنا الأبرار الذين سقطوا فى العملية الأخيرة أو قبلها لأنهم يخوضون حربا واسعة مع عدو خائن وغادر ولا يمتلك أى نوع من الإنسانية أو الأخلاقية بل إنه ينفذ أجندات ويحصل على تمويلات ضخمة لتنفيذ مخططات واضحة لكنها تفشل وتتكسر،، وهذا الفشل للإرهاب، هو ما أفشل الكثير من مخططات التفكيك والتركيب فى المنطقة، التى كانت التنظيمات الإرهابية ولاتزال تلعب دورا فى هذه المخططات، وهى تجربة تثبت المدى البطولى للقوات المسلحة والشرطة.