•• "داعش" يخسر خطوطه الدفاعية الأولى بـ"الموصل".. والقوات العراقية تواصل تقدمها فى "معركة التحرير"
•• مطالب بـ"ممرات آمنة" لخروج المدنيين.. والتحالف الدولى يتوقع: العمليات قد تستغرق أسابيع
يواصل الجيش العراقى، مدعوماً بقوات البيشمركة وطائرات التحالف الدولى تقدمه فى معارك تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابى، والتى بدأت فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وأسفرت عن خسارة التنظيم خطوطه الدفاعية الأولى وفقدان سيطرته على العديد من القرى.
وفى بيان لوزارة الخارجية المصرية، أكد المتحدث باسم الوزارة المستشار أحمد أبو زيد على تضامن مصر الكامل مع حكومة وشعب العراق الشقيق، مع بدء معركة تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، متمنياً نجاح العملية وتحقيق النصر المنشود، قائلاً إن التنظيم ومن يتضامن معه أو يتبنى أيدولوجياته، وسائر التنظيمات الإرهابية المنتشرة فى مناطق عديدة من دول العالم، لا يمكن لها أن تصمد أو تجد ملاذا آمناً أمام إرادة الشعوب المحبة للسلام والاستقرار.
وتواصل قوات الجيش العراقى تقدمها بعد ساعات من القضاء على الخطوط الدفاعية الأولى لتنظيم داعش، فى معركة تحرير الموصل، والتى انطلقت فى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، وبعد يوم من إعدام التنظيم الإرهابى 58 من عناصره بتهم التمرد والتخابر مع القوات العراقية.
وكشفت تقارير إعلامية، ووكالات الأنباء تقدم القوات العراقية بقوة فى محور بعشيقة، بعد انهيار خطوط الدفاع الأولى لتنظيم داعش، بالتزامن مع قصف مكثف بالمدفعية من قوات البيشمركة لمعاقل التنظيم، فى الوقت الذى يواصل فيه طيران التحالف الدولى قصفه لبؤر وتمركزات داعش داخل الموصل.
وقالت مصادر عسكرية عراقية إنه تم بالفعل اقتحام 7 قرى تتبع الحمدانية، كانت خاضعة لتنظيم داعش، فى هجوم برى هو الأقوى ضد التنظيم منذ ظهوره على الحدود العراقية ـ السورية.
وكشفت المصادر سيطرة الجيش العراقى على محور الخازر شرقى الموصل، فى الوقت الذى تتعرض فيه مناطق باب جديد والحدباء غربى الموصل لقصف جوى من طائرات التحالف.
وبالتزامن مع تواصل العمليات العسكرية، أعلن ستيفن تاونسند، قائد التحالف الدولى، أن العمليات العسكرية فى الموصل قد تستغرق عدة أسابيع وربما أكثر، برغم انهيار دفاعات تنظيم داعش فى مستهل العمليات.
وقال تاونسند "هذه العملية لاستعادة السيطرة على ثانى مدن العراق ستستغرق أسابيع ومن الممكن أكثر من ذلك.. لأن المعركة تبدو طويلة وصعبة لكن العراقيين استعدوا ونحن نقف إلى جانبهم"، مشيراً إلى أنه تم تأهيل تجهيز أكثر من 54 ألف رجل من أفراد القوات العراقية.
ودعا القائد العام للقوات المسلحة العراقية أهالى المدينة الى التعاون مع القوات المحررة و"التعايش السلمي" مع كافة المكونات بعد التحرير، مؤكدا أن الشعب العراقى سيعمر المدينة بعد أن تم تدميرها من عصابة داعش الإرهابية عبر إعادة الحياة وتحقيق الاستقرار فى مدينة الموصل، مضيفا: "قريبا جدا سنكون بينكم لنرفع راية العراق وسط الموصل الحدباء وفي كل مدينة وقرية".
بدورها، أعلنت
قيادة قوات الحشد الشعبي العراقية، اليوم الاثنين، أن التحرك البرى لقواتها فى معركة تحرير الموصل لم يتم حتى الآن، فيما أكدت أن الهجوم بدأ فقط بالقصف الدقيق بالقوة المدفعية والصاروخية
.
بدوره، أكد رئيس البرلمان العراقى سليم الجبورى، أنه "يشد على يد" القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادى وهو يعلن ساعة البدء بتحرير مدينة الموصل، مؤكدًا فى الوقت نفسه أهمية الحفاظ على أرواح المدنيين المسالمين وإيجاد الوسائل الكفيلة بإغاثة النازحين.
وقال الجبورى فى بيان صحفى: "نحيى مقاتلينا الأبطال وهم يدكون أوكار داعش الإرهابى، كما نشد على يد القائد العام للقوات المسلحة وهو يعلن ساعة البدء بتحرير نينوى الغراء".
وأشار إلى أن "العراقيين يعقدون الآمال على أن يكون تحرير نينوى عنوانا توكيديا لوحدة العراق أرضا وشعبا".. مؤكداً أهمية الحفاظ على أرواح المدنيين المسالمين وإيجاد الوسائل الكفيلة بإغاثة النازحين.
فيما أكد رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس الأحد، استعداد البيشمركة للمشاركة بتحرير الموصل بالتنسيق مع الجيش العراقي، وفي حين حذر من "التفرقة والمزايدات الحزبية" بين صفوف قواتها، وطالب وزارة البيشمركة بإبعاد كل من يتصرف "بعيداً عن الروح الوطنية والقتالية" خلال المعركة واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.
جاء ذلك في رسالة وجهها رئيس إقليم كردستان، إلى مواطني الإقليم، اليوم الاثنين، بمناسبة بدء العد العكسى لعملية تحرير الموصل، أكد فيها على مشاركة قوات البيشمركة بالمعركة بـ"وحدة الصف والكلمة وبدون تمييز حزبي أو مناطقي"، وحذر من "المزايدات الحزبية".
وقال بارزاني، إن "شعب كردستان بقي صامداً خلال العامين الماضيين، وحطمت البيشمركة ببطولتها اسطورة داعش، ودخلت الحرب ضد الإرهابيين، وهي تستعد الآن لمرحلة حاسمة من خلال المشاركة في معركة تحرير الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي"، مشيراً إلى أن "البيشمركة ستشارك في هذه العملية بوحدة الصف والكلمة وبدون تمييز حزبي أو مناطقي، حيث تم تحديد المهام والواجبات العسكرية لكل طرف".
وأكد رئيس إقليم كردستان، أن "جميع مقاتلي البيشمركة أبنائي وأعزائي وهم أخوة وسنداً وملجأ لبعضهم البعض"، داعياً الأطراف المعنية كلها والمسؤولين ووسائل الإعلام، إلى "عدم زرع التفرقة والمزايدات الحزبية بين صفوف البيشمركة، لأن البيشمركة هي بيشمركة جميع كردستان وانتصار البيشمركة انتصاراً لجميع الكردستانيين".
من جهة آخرى، حذر المتحدث باسم المجلس النرويجى للاجئين كارل شمبرى من عدم وجود ممرات آمنة كافية لخروج المدنيين من مدينة الموصل العراقية.
وقال شمبرى ـ فى تصريح خاص لقناة (سكاى نيوز) اليوم الاثنين: "لقد طالبنا منذ أشهر طويلة بضرورة توفير ممرات آمنة للمدنيين قبل بدء تنفيذ عملية تحرير الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابى".
وأشار إلى أن غياب الممرات الآمنة خلال عملية تحرير الفلوجة أسفر عن سقوط الكثير من الضحايا، مضيفا أنه يوجد حاليا عدد كبير من المحاصرين فى الموصل.
وردًا على سؤال بشأن عدد المدنيين المحاصرين فى الموصل، قال "شمبرى": "نحن نقدر أن هناك مليونا و200 ألف مدنى محاصر فى الموصل، نصفهم من الأطفال.. ولا يوجد تواصل كبير معهم".