"مكنش ممكن نسيب ولادنا فى خطر فى أى حتة، بس بنتحرك بهدوء، لأننا حريصون ألا يؤذى أحد من أبناء مصر".. كانت هذه رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم للعشرين شاباً من أبناء المنيا، الذين تمت إعادتهم إلى أرض الوطن بعد جهود متواصلة على مدار الفترة الماضية بين السلطات المصرية ونظيرتها الليبية لإطلاق سراحهم، عقب احتجاز مسلحين لهم بالأراضى الليبية فى31 ديسمبر الماضى، لكنها رسالة للجميع تلخص الهدف الذى يعمل عليه السيسى ومن معه .
الرسالة الأكيدة أن مصر لن تترك اى مواطن يعانى مشكلة، سواء فى داخل مصر أو خارجها، فكل أجهزة الدولة ستتحرك لمساعدته والعمل على تلبية مطالبه وحل مشاكله ، لكن هذا التحرك تحكمه سياسة واحدة وهى الهدوء وعدم التهور، حتى لا يتأذى أى أنسان.. الهدف هو تحقيق نتيجة إيجابية تكون سبباً لسعادة الجميع، ويكون ذلك بخطوات مدروسة، مثلما حدث فى واقعة العشرين شاباً، التى تلخص كيفية التعاطى الرسمى مع ما يتعرض له المصريون فى الخارج.
البداية كانت بخبر عن تغيب الشباب المصريين، فتحركت وزارة الخارجية والتقت أهالى المختطفين، ومن بعدها كانت التعليمات الرئاسية بأن تتحرك الأجهزة الرسمية المعنية لإعادة الشباب المصريين إلى بلدهم دون أن يلحق أيا منهم أى أذى، فنسقت الخارجية مع جهاز المخابرات العامة وتوصلوا إلى معلومات عن الشباب المختطفين وتواصلوا مع الأجهزة الليبية وعلى رأسهم الجيش الليبى الوطنى، إلى تم الهدف وهو إطلاق سراحهم عقب احتجاز مسلحين لهم بالأراضى الليبية، وعودتهم إلى مصر اليوم .
إلى هنا كانت الرسالة واضحة للجميع فى داخل مصر وخارجها، بأن الدولة المصرية لن تترك أبناءها، فكما اقتصت لشهدائها الـ21 الذين كانوا ضحية لهمجية تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، بأن شنت غارات على أماكن تمركز هذا التنظيم فى ليبيا، تحركت الدولة فى الواقعة الأخيرة لتعيد العشرين شاباً، لتؤكد مصر بأنها تعمل بكل الوسائل، لتحقيق الهدف الاساسى وهو حماية المصريين فى الخارج، وإعادة كرامتهم.
لكن كانت هناك رسالة ثانية لا تقل أهمية عن الأولى، حينما وقف الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مطار القاهرة الدولى اليوم ليكون فى مقدمة مستقبلى الشباب العائدين، ليهنئهم على العودة، وليؤكد لهم أن الدولة المصرية لا تدخر جهداً لاتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لتأمين أبنائها فى الداخل والخارج وصون حياتهم وحقوقهم، فوجود الرئيس بين الشباب العائدين يوفر لهم ولغيرهم الطمأنينة التى يحتاجونها لضمان مستقبلهم، فهم عائدون بلا عمل، لكن اليوم رئيس الجمهورية يقف بينهم ويؤكد لهم أن هناك العديد من فرص العمل فى انتظارهم ببلدهم مصر، خاصة فى المشروعات القومية الجارى تنفيذها بالعديد من المحافظات، والتى يمكن أن تستوعب المزيد من العمالة المصرية، ومنها بالطبع فرص العمل التى سيتم توفيرها خلال المرحلة المقبلة بالصعيد، لاسيما أن معظم أراضى مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان تقع فى الظهير الصحراوى لمحافظات الصعيد ومنها محافظة المنيا التى ينتمى إليها العائدون من ليبيا.
هذه بعض من الرسائل التى يمكن استخلاصها مما حدث اليوم، لكن يبقى أمر آخر مهم، فكما شكر الرئيس عبد الفتاح السيسى المؤسسات المصرية التى ساهمت بفاعلية فى إعادة المواطنين المصريين إلى أرض الوطن، وفى مقدمتها المخابرات العامة ووزارة الخارجية المصرية، فعلينا نحن أيضاً أن نشكر الجهازين الوطنيين، لما بذلاه ويبذلانه دوماً فى خدمة الوطن وأبنائه.