جددت قضية مدرب منتخب غانا لكرة القدم إفرام جرانت، إسرائيلى الجنسية، مسألة التطبيع الرياضى مع الكيان الصهيوني، فمن المقرر أن يلتقى المنتخب المصرى مع نظيره الغانى يوم 13 نوفمبر المقبل بالجولة الثانية بتصفيات مونديال روسيا 2018، والتى ستقام على استاد برج العرب بالإسكندرية.
نظرًا، لقانون اتحادى الكرة العالمى والأفريقى فنتيجة رفض دخول إفرام جرانت إلى مصر يعنى تعرض فريقنا الكروى إلى عقوبات من المؤكد أنها ستحرمنا من حلم الوصول إلى المونديال، فاكتفى اتحاد الكرة بقرار منع الجهاز الفنى واللاعبين من مصافحة المدرب الإسرائيلى جرانت فى المباراة المرتقبة، استنادًا إلى عدم وجود بند فى اللائحة يُلزم اللاعبين والجهاز الفنى بالمصافحة.
تعيد مسألة المدرب الإسرائيلى لغانا قصة شهيرة استفزت ملايين العرب، الذين ساندوا منتخب النجوم السوداء خلال لقائه مع نظيره التشيكى ضمن منافسات كأس العالم 2006، ليرفع عقب انتهاء المباراة اللاعب جون بانتسيل علم الكيان الصهيونى، وعقب موجة عارمة من الغضب واتهامات طالت اللاعب، المحترف بصفوف فريق نادى "هابويل تل أبيب"، بتأييد سياسات الأبرتهايد الإسرائيلية، حاول تبرير "فعلته" بمحاولة شكر للجماهير الإسرائيلية التى حضرت إلى ألمانيا لمؤازرته!
ربما يظن الكثيرون أن العلاقات الغانية الصهيونية تتوقف عند التطبيع الرياضى، ولا يهتم أغلب المتابعين للشأن الإفريقى بتحركات حكومات الكيان لكسب نفوذًا داخل الدول الأفريقية التى تأتى غانا فى مقدمتها، وفى التقرير التالى نرصد أبرز ملامح التعاون بين البلدين على المستويات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والدينية.
مع تأسيس الكيان الإسرائيلى والإعلان عن الدولة العبرية على الأراضى الفلسطينية 1948، سعت الحكومات الصهيونية إلى توطيد علاقاتها الدولية بدول وحكومات منطقة الشرق الأوسط من غير العرب، وكانت الدول الإفريقية هدفًا استراتيجيًا للدولة المغتصبة، فمثلت غانا الانطلاقة الحقيقية لتل أبيب داخل القارة السمراء.
وبعد مرور 9 سنوات من الإعلان عن دولة بنى صهيون، أى عام 1957، وبعد أقل من شهر من حصول غانا على استقلالها عن بريطانيا، كانت إسرائيل أول دولة أجنبية تفتح سفارة لها فى "أكرا"، لتعلب فى العاصمة الغانية دورًا مهمًا فى افتتاح مرحلة دبلوماسية جديدة، لتنطلق فيما بعد وتنجح فى تأسيس علاقات دبلوماسية مع 30 بلد بالقارة الأفريقية.
ومن العلاقات الدبلوماسية إلى التعاون العكسري، ففى أبريل من العام 1959، وبمساعدة من الهند، أشرف فريق إسرائيلى على تأسيس القوات الجوية الغانية وتدريب أفراد صيانة الطائرات بأكرا، كذلك تلقى الطيارون الغانيون تدريبات فى مدارس الطيران الصهيونية.
اقتصاديًا، تغلغلت تل أبيب داخل السوق الغانى، ووطدت علاقتها التجارية وأنشأت شركات توزعت نشاطاتها على العديد من المجالات، مثل: الصناعات الزراعية، وإقامة مزارع للدواجن والماشية، وإنشاء مراكز التدريب والإرشاد الزراعي، وشركات للنقل البحرى. وافتتحت "شركة النجمة السوداء للملاحة البحرية" وساهمت فى بناء "مطار أكرا".
ونظرًا، للظروف التى تمر بالاقتصاديات العالمية، ومرور الكيان بحرب غزة 2014، المعروفة غسرائيليا باسم "الجرف الصامد" وعربيا بـ"البنيان المرصوص" وتأثر حركة الانتاج، انخفض حجم التبادل مع غانا من 100 مليون دولار إلى 40 مليون دولار خلال عام 2015.
غانا تمثل أيضًا واحدة من الدول المصدرة لليهود ذوى البشرة السمراء إلى الكيان، وترتبط دينيًا الجماعات اليهودية بإسرائيل بجماعة "بيت إسرائيل" التى تتخذ غانا مقرًا لها، وترجع أصولها ويصل تعدادها إلى نحو 800 شخصاً. ويتركزون فى مدينة أديامبرة.
وحسب تقارير إعلامية، تمكن أبناء جماعة "بيت إسرائيل" خلال السنوات الماضية من الحصول على مساحة من الأرض لبناء مدرسة يهودية خاصة بهم حتى لا يضطر أبناء الطائفة إلى الدراسة والتعليم فى مدارس مسيحية.