50 عاما على رحيل" سابق عصره "محمد فوزي.. أول من قدم أغنية فرانكو أراب وأول من غنى للأطفال.. رفضته الإذاعة مطربا.. ورحل عن عالمنا بمرض نادر حير الأطباء

تمر اليوم نصف قرن على رحيل سابق عصره محمد فوزى، والذي كان من أعظم مطربى وملحنى جيله وقدم موسيقى مازالت تعيش بيننا حتى الآن وتتماشى بشكل طبيعي مع العصر الحالي، لذلك وقت تقديم موسيقاه في الاربعينات من القرن الماضي لم يفهمها الكثيرون، وامتلأ مشواره الفنى بالصعوبات والعراقيل ولم يكن سهلا على الإطلاق، حيث لم يستطع فوزى إكمال تعليمه بمعهد فؤاد الأول الموسيقى، وذلك لقلة النقود التى كانت ترسلها له أسرته من طنطا، فكانت لا تكفى أجرة سكنه فى القاهرة، الذى كان عبارة عن غرفة بها مرتبة على الأرض فقط، فدفعه الفقر إلى أن يتفق مع صاحب محل حلوانى مواجه للمنزل الذى يقيم فيه بأن يتناول الوجبات الثلاث يوميا لبن وكنافة فقط على أن يسدد ثمنها فى آخر الشهر.



وعانى فوزي من الفقر فترة طويلة، حيث عمل في بداية طريقه في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدى، مقابل مبلغ زهيد للغاية لم يكن يكفيه لتناول طعامه حتى بشكل طبيعي، وفي مفاجأة غير متوقعة استدعته الراقصة اللبنانية بديعة مصابنى للعمل فى فرقتها، بعد أن رشحه لها أساتذته فى المعهد ووقع معها عقدا بأجر 5 جنيهات فى الشهر، وكان هذا مبلغا كبيرا وقتها، فبدأ يشعر أن المستقبل يبتسم له، وأنه لن يعود للفقر من جديد، إلا أن الحظ عاد ليدير ظهره له مجددا بعد أن علمت بديعة مصابنى بوجود علاقة حب بينه وبين إحدى راقصات الفرقة وتدعى "لولا"، وكانت لوائح بديعة تمنع قيام أى علاقة حب بين فنانى وفنانات الفرقة حتى لا يؤثر على سير العمل، مما جعلها تقوم بطرد لولا لتبعدها عن طريق المطرب الجديد، لكن فوزى ذهب إلى بديعة معاتبا، إلا أنها قالت له إنه يجب أن يكون سعيدا لأنه لم يفصل هو الآخر، فتقدم فوزى باستقالته على الفور تضامنا مع حبيبته ومضحيا براتبه الكبير الذى حصل عليه بعد عذاب.



وبعد استقالة فوزي من فرقة بديعة مصابني لم ييأس أو يصيبه الاحباط بل اتفق مع حبيبته على تكوين فرقة استعراضية غنائية تطوف أنحاء الجمهورية لتقديم، وحققت الفرقة نجاحا ملحوظا، وتقدم فوزى وهو فى العشرين من عمره، إلى اختبار الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذى سبقه إلى ذلك بعامين، فرسب مطربا ونجح ملحنا فقط.


والمفارقة أن الاذاعة التي رفضت فوزي مطربا، سارعت بعد نجاح أفلامه السينمائية في اذاعة أغنياته التي كان يقدمها بأفلامه والتي حققت نجاحا كبيرا وكانت ثورة في الأغنية المصرية، حيث بدأ فوزي رحلته مع التمثيل عام 1944 عندما طلبه يوسف بك وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم "سيف الجلاد" وغني فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط وهبي على فوزي وقتها أن يجعل اسمه محمد فوزي فقط بدلا من محمد فوزي حبس عبد العال الحو، ووافق فوزي دون تردد، وبعدها شاهد المخرج محمد كريم فيلم "سيف الجلاد"، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم "أصحاب السعادة" أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، فوجد ضالته في محمد فوزي، واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فوافق فوزي من شدة عشقه للفن، وكان نجاحه في فيلم "أصحاب السعادة" كبيراً وغير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947، وخلال 3 سنوات فقط استطاع فوزي التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية.

كما كانت الحان محمد فوزي سابقة عصره، كما كان أيضا هو أول من قدم الأغنية الخفيفة في عصره، كان فوزي أيضا أول من قدم أغنية للطفل مثل "ماما زمانها جاية"، "ذهب الليل"، "هاتوا الفوانيس يا ولاد" وغيرها من الأغنيات التي مازالت تعيش بيننا حتى الان وتحمل خفة ظل شديدة والتي كان يتميز بها فوزي.





وأيضا كان فوزى أول من قدم أغنية فرانكو آراب "يا مصطفى يا مصطفى" والتي غناها برونومورى شقيق الفنانة العالمية داليدا والمطرب بوب عزام فى عام 1961 وبعد ظهور الأغنية فى السينما في فيلم "الحب كدة" انطلقت عشرات النسخ من هذه الاغنية مترجمة إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وصولا إلى اللغة الأردية.. وظلت الأغنية ضمن أفضل عشرين أغنية على مستوى العالم لفترات طويلة، كما وصلت للمركز الأول فى فرنسا عدة مرات، كما قدم بعدها أغنية فرانكو أراب أيضا وهي "فطومة أنا قلبي حبك".





أنشأ فوزى أول مصنع للأسطوانات فى الشرق أسماه مصر فون وأممته الدولة بعد ذلك وكان هذا المصنع نواة لشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، إلا أن التأميم تسبب له فى صدمة كبيرة ودخل بعدها فى صراع مع المرض الذى حير الأطباء وفارق فوزى الحياة فى 20 أكتوبر 1966، فكان مرض نادر مازال حتى الآن لم يتم التعرف عليه، لدرجة أن أطلق الطبيب الألمانى المختص بعلاج فوزى على هذا المرض اسم "مرض فوزى"، حيث قال البعض عنه إنه مرض سرطان عظام وآخرون قالوا إنه تليف الغشاء البريتونى الخلفى، لكن المستشفى الألمانى الذى كان يعالج به أصدر بيانًا قال فيه: إنه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقى، ولا كيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض بعد أن وصل وزنه إلى 36 كيلو.

رغم أن حياة فوزي الفنية لم تكن طويلة بما يكفي، حيث لم تتخطى 25 عاما، لكنه ترك خلفه ثروة فنية كبيرة تقدر بـ400 أغنية، و36 فيلما غنائيا مازالت تسعد جمهوره فى مصر والوطن العربى حتى الآن، كما لحن النشيد الوطنى للجزائر "قسما" الذى كتبه شاعر الثورة الجزائرية مفدى زكريا، ومازال يفخر به الجزائريون حتى الآن.




02_19

31a350631d-img

79a798420420347bb79ed37736ba9b00

2012-05-01_00639

2012-05-01_00646

2015_8_24_17_12_18_249

2016-02-27_00150

82237_Details

ccd45235958e023345fe5da3ce678a8b_123649573_147



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;