لم يعد هناك مجال للشك أن الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر فى سيناء، ويحاول النفاذ للداخل هو إرهاب ممول من قوى إقليمية ودولية، وقد أعلنت جماعة تابعة للإخوان أنها وراء اغتيال العميد عادل رجائى، ومن متابعة بيانات الإرهاب فى قناة الجزيرة القطرية، وقنوات الإخوان التركية نكتشف كيف تقوم علاقة التعاون بين التنظيمات الإرهابية والظهير الإعلامى لها. ويمكن ملاحظة الأفراح والاحتفاء بالعمليات الإرهابية والاستمرار فى إنتاج وترويج الشائعات ضد الدولة بشكل هيستيرى، وهو أمر يكتشفه الوعى الوطنى للشعب المصرى، ويفرق بين الأزمات التى يمكنه مواجهتها والمبالغات التى تريد صنع الفتنة وإنشاء الحروب الأهلية مثلما جرى مع دول من حولنا.
قناة الجزيرة تدعم تنظيم داعش وكل الإرهابيين فى العراق وسوريا، وتتعامل على أنها الظهير الإعلامى والناطق الرسمى، لدرحة أن تغطيات القناة واضحة تدافع عن داعش وتصفها بأنها الدولة، بينما تتعامل مع الجيش العراقى على أنه معتد على التنظيمات الإرهابية، وقريبا جدا سوف تتكشف علاقة الدوحة بالتنظيمات الإرهابية ونشأتها وإطلاقها للعمل ضد الشعب العربى وإرادته، وفى نفس السياق فإن قناة الجزيرة تتعامل مع العمليات الإرهابية فى سيناء باعتبارها عمليات ثورية، لأن تنظيم الإرهاب بسيناء هو تنظيم تابع لإرادة وتمويل الدوحة.
وفى نفس الوقت تذيع قنوات الإخوان فى تركيا طوال الوقت فتاوى التحريض، بل وتستنكر أى إدانة تركية للإرهاب فى سيناء، لدرجة أن المذيع الذى يحمل الجنسية المصرية واجه مسؤولا تركيا بسؤال استنكارى عن السبب الذى يدفع تركيا لإدانة الإرهاب فى سيناء، وبدا حزينا وقلقا، ورد عليه المسؤول التركى بشكل بدا كأن التركى هو الذى يدافع عن الجيش ضد الإرهاب، بينما العميل هو من يحرض على بلده وشعبه.
لقد قال المسؤول التركى للعميل الحامل للجنسية المصرية: إن بلدك يحارب الإرهاب ونحن ندين الإرهاب، وأنت تعيش فى تركيا وليس لك لأمثالك أى دور أو تأثير فى مصر، وكأن المسؤول التركى يقول للمذيع العميل: «أنت تقيم هنا، وتعمل بما نقوله، وحسب السياسة التركية»
نحن أمام جماعة لا تهتم بمصالح مصر وإنما بمصالح التنظيم، بل ولا مانع لدى هؤلاء العملاء أن يحرضوا على بلدهم، وكأنهم يتصورون أن الآخرين يمكن أن يحترموهم، وكانت نبرات السخرية والاستهزاء واضحة من أقوال المسؤول التركى وهو يرد على العميل، ولسان حاله يقول: أنت عميل ولا أحد يحترمك، وهنا نسترجع مقولة أحد الغزاة: «إن أحقر الناس هم هؤلاء العملاء الذين ساعدونى على احتلال بلادهم»، طبعا فشل العملاء من قبل، وفشلت خطط التفكيك أو التخطيط ضد مصر، لكن بقى العملاء مفضوحين. دائما من الخصم قبل الصديق.