نقلا عن العدد اليومى...
قدم مؤتمر الشباب، المنعقد فى شرم الشيخ، رسائل مختلفة لجهات متعددة، فلم يكن مجرد مؤتمر للكلام أو الدردشة، لكنه كان مجالًا للمصارحة، وطرح القضايا التى تشغل الرأى العام على مائدة الحوار، والدخول بوضوح للقضايا المهمة والمصيرية، من التعليم للاقتصاد، ومن السياسة للرياضة.
كانت جلسات وتوصيات ومناقشات مؤتمر الشباب مفاجأة، بما احتوته من مصارحة وجرأة فى طرح الأفكار، ومشاركة واسعة من أطياف السياسة باتجاهاتها المختلفة، وأجيال متعددة، وبالطبع كان الشباب فى المقدمة.
كانت أهم نقطة أن الرئيس يجلس مستمعًا فى جميع الجلسات، ويدون ملاحظات، ويشارك بالرأى مع المختلفين، وهى نقطة فارقة ترد على من اعتادوا التعامل مع هذه الفعاليات على أنها مجرد مكان للمجاملات أو الكلام العام. وكان الرئيس- كعادته- يتحدث ببساطة، ومن دون تكلف، ويناقش ويعلن طوال الوقت أنه يتابع ما يكتب، وما يتم طرحه فى الإعلام، ويتشابك معه، ويقدم اقتراحات كأى مشارك.
وكان حضور الرئيس وأداؤه مختلفًا وعلى غير المتوقع، ويكشف لمن يريد أن يفهم أن هناك تحولات وتغيرات، ومثل هذه المؤتمرات عندما تتم فى دول أخرى، ويظهر الرئيس ويناقش من يختلفون معه، ويعلن تفاعله مع ما يجرى، فإنها تتحول إلى ورق عمل، وتلفت الأنظار.
لقد كان حجم الآراء التى طرحت يتجاوز كثيرًا آراء يتم طرحها فى الإعلام ومواقع التواصل، خاصة أن هناك مشاركين من كل الاتجاهات والآراء، بمن فيهم من كانوا ينتقدون المؤتمر، وكانت هذه دلالات على حجم التغير والتحول فى السياقات السياسية.
كان المؤتمر وما طرح فيه درسًا واضحًا، وردًا على من يزعمون طوال الوقت أنهم غير مدعوّين للحوار، ولدى الأحزاب المعارضة فرصة لتعبر عن رأيها بنظريات وأفكار، وتتجاوز حالة الشكوى والادعاء، وأن تقدم الشباب وتمنحهم الفرصة للتعبير عن رأيهم.
الأمر الآخر هو طرح القضايا بشكل منهجى، وتجاوز حالات الكلام العام والاعتراضات الفارغة.. نحن أمام حدث مهم وفاصل، ويمثل مبادرة مهمة من الرئاسة، ويقدم الشباب فى صدارة المشهد، ويحتاج إلى خطوات وتفاعل جاد من السياسيين والمثقفين الجادين والمهتمين.
وأهم رسائل المؤتمر الوطنى للشباب، أن هناك رغبة واضحة من الرئاسة فى دعوة المجتمع للمشاركة، وأن هناك شبابًا قادرًا على طرح هموم المجتمع وقضاياه فى دائرة الاهتمام، وأن تقديم الشباب لا يتوقف فقط على الكلام، وقد رأينا شبابًا تخرجوا من البرنامج الرئاسى كنموذج على صدق الدولة فى تقديم الشباب.
هناك رسائل مهمة من مؤتمر الشباب، نظن أنها فاجأت من راهنوا على أنه لا جديد، ومنحت من يريدون النظر للمستقبل أملًا جديدًا.