لم يكن تشكيل الإخوان للجان نوعية واتجاههم نحو العنف المسلح وليد اللحظة، أو بأمر فقط من قيادات الجماعة الفعلية، فقد كانت فتاوى شيوخ الإخوان التى بررت هذا العنف المسلح جزءا لا يتجزأ من تشكيل هذه اللجان النوعية التى استخدمت الدين كوسيلة تبرر فيها الاتجاه نحو حمل السلاح.
التحريض على حمل السلاح
ويعد كل من مجدى شلش، ووصفى أبو زيد، من شيوخ الإخوان أكثر من برروا تشكيل تلك اللجان النوعية، منذ أن تم تشكيل اللجنة الإدارية العليا الأولى فى فبراير 2014، وتم تدشين معها هيئة تدعى "هيئة علماء الثورة"، تضم شيوخ الإخوان، والتى كان لها الدور الكبير فى إصدار ما يسمى "بيان الكنانة" الذى يعد أكثر البيانات التى شملت عبارات تحريضية تحرض أعضاء الإخوان على حمل السلاح.
وأخر بيان لتلك الهيئة التى تدعى "هيئة علماء الثورة" التى علقت على الأحكام الصادرة ضد المعزول محمد مرسى خلال الأيام القليلة الماضية تضمن عبارة أن كوادر الإخوان لهم الحق الكامل فى الرد على تلك الأحكام بأى وسيلة أرادوها، وأن الإسلام اباح الرد .
بينما نجد مجدى شلش، عضو اللجنة الإدارية العليا للإخوان، والذى هرب مؤخرا إلى إسطنبول، يزعم أن هذا الرد من باب دفع الصائل، وأنه موجود فى الإسلام، وأن حمل الإخوان للسلاح جزء من الدفاع عن النفس – وفقا لمزاعمه.
أما وصفى أبو زيد، أحد شيوخ الإخوان، فزعم أيضا أن السلمية ليس ركن ثابت من ثوابت الإسلام، حيث قال فى بيان له: "كثر الجدل حول الاقتران بين السلمية والاستسلام من جهة، والذين يقولون بأن الثورة سلمية يذهبون مذاهب شتى متناقضة مع هذا المعنى مخافة أن يوصفوا بالاستسلام".
وأضاف أبو زيد أنه لا يوجد نص شرعي ولا نظر عقلي يقرر أن السلمية ثابت من ثوابت الدين، ولا من مقررات السياسة".
وتابع :"الحاكم في الأمر ومعياره هو المصلحة، المصلحة وحسب، فما تقرره المصلحة المشروعة فالشرع معه" – على حد قوله – متابعا :"مجال الثورة والعمل السياسي في ظل التحولات الكبرى التي نمر بها لا يمكن أبدا أن نُثبت فيه إلا ما أثبته الشرع، وما ترك فيه الشرع المساحة واسعة يسعنا فيه أن نتخذ من الوسائل في كل وقت وفي كل ظرف ما يحقق المصلحة العليا" – على حد زعمه -.
عوض الحطاب: الاخوان تبرر العنف
قال عوض الحطاب، القيادى بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، إن الإخوان تستخدم شيوخها لتبرير تشكيل لجان نوعية تمارس العنف، موضحا أن منهج الاخوان أساسه العنف ولكن كانوا يسيرون إليه بخطوات حتي يتمكنوا من السيطرة على عقول الشباب.
وأضاف القيادى بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، لـ"انفراد" أن الإخوان يستخدمون العنف وفق خطة زمنية حتي جاءت الفرصة في ثورة 25 يناير ووصلوا للحكم وانضم معهم أغلب الجماعات التي مارست العنف ولعب المال بعقول الشباب، ولعب أعداء الإسلام بعقول قادتهم واغراهم بالسلطه على حساب وطنهم والاسلام مما دفعهم للجوء إلى لجان العنف النوعية بعد عزل مرسى.
وفى ذات السياق قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن شيوخ الإخوان والهيئة الخاصة بهم تعد أكبر محرض رئيسى على تشكيل تلك اللجان النوعية، ويعتبرون أن هذا الأمر مباح لهم مثلما كانت تفعل الجماعة الإسلامية فى تسعينيات القرن الماضى.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن التنظيم استخدم شيوخه باعتبارهم أكثر تأثيرا على القواعد لتشكيل تلك اللجان التى تحمل السلاح فى وجه الدولة، عبر تفسيرات خاطئة للدين .